تستعر المنافسة بين شركات التبغ لإيجاد أسواق جديدة ومستهلكين جدد لسموم الموت التي تقوم بإنتاجها هذه الشركات. وفي محاولاتها لاستقطاب زبائن جدد تقوم الشركات حاليا بمحاولة استقطاب النساء في الدول النامية وذلك بحسب تقرير نشر في العاصمة الفنلندية هلسنكي.
وفيما يبدو أن هذه المحاولات بدأت تؤتي أكلها، حيث كانت النساء في الدول النامية من اقل نسب المدخنين في العالم، هذا الأمر بدأ بالتغير في السنوات العشر الماضية إذ بدأت النسب بالارتفاع بشكل مطرد.
جاء التقرير التفصيلي حول إنتاج التبغ في العالم وتجارته في اكثر من 196 بلد حول العالم بنتائج مفزعة بالنسبة للدول النامية. حيث أشار إلى أن معظم ضحايا السرطان الناتج عن التدخين يتمركزون في الدول النامية. حاليا حوالي نصف وفيات السرطان المتعلق بالتدخين يتمركزون في هذه الدول، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة لتصل إلى 70% من حالات الوفاة عام 2020 .
يقدر عدد الوفيات بسبب التدخين بحوالي 4.9 مليون شخص عام 2000 و يتوقع أن يرتفع العدد ليصل إلى تسعة ملايين شخص عام 2020.
يعتبر الرجال المستهلك الأكبر للدخان حول العالم وتبلغ نسبة المدخنين بين الرجال إلى 47% بينما تبلغ النسبة بين النساء 12%.
ولكن بحسب التقرير تقوم شركات التبغ بالترويج للتدخين بين النساء على انه من مظاهر التشبه بالنساء بالغرب وعلى انه من أهم مظاهر المساواة بين الرجال والنساء في العصر الحديث، ناهيك عن انه يعتبر من أهم علامات الرقي في مجتمعات الدول النامية المتخلفة.
يفيد التقرير أن الدعايات للتدخين تصور المرأة المدخنة على أنها تتمتع بصحة جيدة وبلياقة بدنية مميزة إضافة إلى انه يخفف من الضغط والقلق، كما انه مؤشر على الجمال والإثارة و الرشاقة.
في النهاية يحذر التقرير من خطورة قيام شركات التبغ برعاية أهم الأحداث الرياضية و مسابقات الجمال مما يؤدي إلى ترويج هذه الآفة بين النساء في الدول النامية.
هذا ومن جانب آخر، فقد أفادت دراسة أمريكية أن حتى التخفيف من التدخين لا يساعد في التقليل من احتمالات الإصابة بالسرطان، حيث أفاد العلماء أن احتمالات الإصابة بالسرطان لا تنخفض بخفض عدد السجائر التي يتم تدخينها يوميا.
كذلك توصل العلماء إلى أن لصقات النيكوتين لا تساعد بشكل كبير في ترك التدخين وذلك بسبب اختلاف طريقة تزود الجسم بالنيكوتين وأيضا بسبب وجود أنواع أخرى من السموم و التي لا تكون موجودة في لصقات النيكوتين.
وتضيف الدراسة أن الطريقة الوحيدة لتخفيف احتمالات الإصابة بالسرطان هو الانقطاع عن التدخين بشكل نهائي. فقد أثبتت الدراسات أن نصف المدخنين عرضة للموت المبكر بسبب التدخين.
ففي الدراسة التي أجريت على مائة مدخن حاولي التخفيف من التدخين بنسبة 75% من نسبة تدخينهم العادية وبعد إجراء الفحوص الطبية عليهم تبين أن نسب المواد المسرطنة الموجودة في دمهم بسبب التدخين لم تتغير بسبب التخفيف من التدخين.
السبب يرجع إلى أن المدخن و بشكل غير مقصود يقوم باستنشاق اعمق للدخان عندما يقوم بالتخفيف الأمر الذي يبقي كمية السموم دون تغير في الدم.
بالنتيجة فقد توصل العلماء إلى أن هناك أسباب اكثر تدعو إلى الإدمان من مجرد وجود النيكوتين في السيجارة. من هذه الأسباب العادة، بحيث يقوم الإنسان بالتدخين دون إدراك أنة رهين العادة و ليس الإدمان على مادة النيكوتين، كذلك وجود مواد أخرى مسببة للإدمان في السيجارة و هي عادة لا تكون موجودة في لصقات النيكوتين._(البوابة)