في اليوم ما قبل الأخير من فعاليات أسبوع الموضة في باريس لموسم ربيع وصيف 2024، كنا بانتظار وحماس شديدين لعرض علامة الأزياء البريطانية المفضلة لدى كل من الملكة رانيا والدوقة كيت ميديلتون، عرض (Alexander McQueen) لتنعش منصات عروض الأزياء بتصاميم جريئة وفاخرة تبشر بأزياء خاصة بموسم ربيع وصيف 2024 مع الأقمشة المتنوعة والتفاصيل التي تضيف فيض من الجاذبية الأنثوية الخاصة على كل قطعة.
لكن، لقد كان العرض الأخير للمديرة الإبداعية الحالية للدار وقد وصف العرض بأنه ذو افتتاحية قوية بموسيقى وأزياء وعارضات أحدثهن اهتزازا للأرض بقوتهن إلا أن العرض قد اختتم بدموع الوداع فإليكي تفاصيل العرض الشاعري في هذا المقال.
تفاصيل ووحي العرض

كانت هذه المجموعة الأخيرة لمصممة الأزياء سارة بيرتون Sarah Burton بعد مسيرة عمل استمرت في دار "ماكوين" لمدة زادت عن 26 عاما، حيث اعتبرت المجموعة الأخيرة بمثابة تكريم للمرأة الأنثوية، حيث مزجت جماليات ألكسندر ماكوين الشهيرة مع لمستها من الأناقة، بتصاميم استثنائية وخارجة عن المألوف. إذ جعلت سارة بيرتون خاتمتها في عرض ألكسندر ماكوين بمثابة عمل رمزي أنثوي عميق.

قدمت سارة بيرتون مجموعة وفية بشدة لنفسها ولجميع القيم والمهارات والجمال التي أيدتها لمدة 26 عاما، وكتبت المصممة في بيان صحفي: "هذه المجموعة مستوحاة من تشريح الأنثى، والملكة إليزابيث الأولى، والوردة الحمراء الدموية، وماجدالينا أباكانوفيتش، الفنانة القوية والمتمردة التي رفضت المساس برؤيتها أبدا". "العرض مخصص للي ألكسندر ماكوين، الذي كانت أمنيته دائما تمكين المرأة، وشغف وموهبة وولاء فريقي قائم على الشورى."
الرموز الإنجليزية حاضرة والجرأة مطلوبة

كان الفستان الأسود القصير، الممزق عند الصدر، والمشد والمزخرف بأربطة متقاطعة من الخلف، يحمل مجموعة من المعاني. حيث كان بمثابة احتفال مقدس بالقوة الإبداعية المطلقة للجسد الأنثوي بطيات متقاطعة مع تصاميم انثوية تكشف عن الكثير وتخفي الكثير من ورائها إذ نجحت سارة وللمرة الأخيرة بعد مسيرة طويلة من النجاحات المتتالية بإبهارنا وتقديم مجموعة تاريخية لن ينساها إرث المصمم والدار.
لم يكن هناك أي خطأ في الإشارة للرموز وللهوية البريطانية-الإنجليزية في هذه المجموعة، حيث قدمت بيرتون رمز الوردة الحمراء لإنجلترا في زوج من الفساتين بإطلالتين في قلب المجموعة التي كانت تمثل بتلات هذه الزهور.
التشريح والشرايين تلهم قطع المجموعة

كان القطع الجراحي الممثل بشرايين وأوردة دموية دقيقة طرزت من خيوط أهداب مميزة وجريئة عبى فستان من الموسيلين اللحمي ال"نيود" بمثابة إشارة مباشرة إلى مجموعة "ألكساندر ماكوين" لربيع وصيف 1996 التي حملت اسم (The Hunger) وبمثابة تحية أيضا للبداية الأولى للدار التي أسسها ماكوين.
اللون الذهبي يحظى بنصيبه في العرض

بتصاميم مختلفة ومتميزة تحررت فيها امرأة "ماكوين" من قيودها، أرسلت العرضات إلى مدرج العرض يإطلالات المحاربات الملهمات من وحي "ماري ماجدالين" بالأهداب الذهبية التي تشكلت بأسلوب مائل ومنمق على فساتين من الـ"لاميه" الذهبي الحاد والراقي، وفي نسخة بيرتون كانت الفساتين محاطة بتطريز ذهبي يشبه تقريبا قطعة أثرية دينية في وحي يعود لعام 2007 من مجموعة "لي ماكيون" التي حملت اسم (Voss).
سارة بيرتون تختتم العرض متأثرة

ودعت سارة الحشد الضخم الذي حضر عرضها في أمسية اليوم السادس من أسبوع باريس للموضة بالكثير والكثير من القبلات والأحضان الشاعرية التي أعلنت انتهاء مسيرة المصممة بعد رحلة عمل طويلة وملهمة كانت مليئة بالحب والإبداع والإحترام المكنون للمصمم الأصلي للدار، إذ كانت بيرتون خير خليفة للمصمم الأصلي لتذهب اليوم إلى حياة جديدة بعيدا عن ماكوين تاركة أثرها في أذهاننا وفي ذاكرة الموضة إلى الأبد.