ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث الشريفة والأدعية النبوية الصحيحة، التي تعلمنا كيف ندعو الله عز وجل ونناجيه ونتضرع إليه عن طريقها، ومن بين تلك الأدعية دعاء تحصين النفس من كل شر، والذي يبحث عنه العديد من المسلمين ليستعينوا بالله على دفع السوء والشر عنهم، فلم يترك الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم شيئاً إلا وعلمنا إياه، وفي مقالنا التالي نسرد بعض من أدعية التحصين الصحيحة للتأدب مع الله في الطلب والدعاء.
دعاء تحصين النفس من كل شر
علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة أدعية بإمكان المسلم أن يرددها كدعاء تحصين النفس من كل شر، بشرط أن يكون لديه اليقين التام أن النفع والضرر بيد الله وحده، ومن أدعية تحصين النفس من كل شر، التالي:
- "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك من أن أغتال من تحتي" تقال مرة واحدة إذا أصبح المسلم وأمسى.
- بسم الله الذي لا يضر من اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، على المسلم ترديدها ثلاثة مرات في الصباح والمساء.
- "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" ترديدها ثلاثة مرات في المساء.
- قراءة سورة الناس وسورة الفلق وسورة الإخلاص، ثلاثة مرات في الصباح والمساء.
- اللهم إني حصنت نفسي باسم العظيم، وتوكلت عليك في كل شيء وفوضت أمري إليك، أنت حسبي لا إله إلا أنت، والحمد لله رب العالمين.
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لتحصين النفس
يسعى كل منا لمعرفة الأدعية الصحيحة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم، لترديدها والعمل بها، ومن بين تلك الأدعية الواجب على كل مسلم الالتزام بها بشكل يومي، أدعية وأذكار الصباح والمساء للتحصين، لما لها من فائدة ومنفعة عظيمة في دفع الشر والضرر عن النفس، فقد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة، قال: لو قلت، حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم تضرك، وفي رواية أخرى: أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رجل: يا رسول الله، لدغتني عقرب.
دعاء تحصين النفس والأهل من كل شر
من نعم الله علينا أنه قد يسر لنا سهولة التعامل معه، وهدانا عز وجل إلى سبل عديدة لمناجاته وطلب العون منه في كل أمر، فقد أوضح لنا مختلف الأدعية التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم؛ ليرشدنا إلى الطيب من القول وإلى الكيفية الصحيحة للدعاء، إذ يمكن للمسلم أيضاً ترديد دعاء تحصين النفس والأهل من كل شر، وهو:
- اللهم يا من رفعت السماء بلا عمد احفظني وأهلي من كيد كل ساحر وحسد كل حاسد، وعين كل عائن كاره، اللهم إنك أنت على كل شيء قدير.
- اللهم برحمتك أستغيث يا حي يا قيوم يا أرحم الراحمين يا أكرم الأكرمين، اللهم احفظني وأهلي من كل شر، و قنا من الفتن والضرر والخطر والعذاب.
- اللهم إني أسألك الحفظ والعناية لنفسي ولأهلي وأحبتي، اللهم احفظهم بعينك التي لا تنام.
آيات التحصين من القرآن الكريم
توجد بعض الآيات والسور التي يمكن للمسلم قراءتها بمثابة دعاء تحصين النفس من كل شر ومن العين والاستشفاء بها، فقد نزل القرآن الكريم وبه أسرار عظيمة وشفاء تام ونور هادي ورحمة عامة، إذ أنه إذا نزل على جبل لتصدع من خشية الله وعظمته وجلاله، فيمكنك تلاوة بعض الآيات من القرآن الكريم أو بعض السور، وتكون دعاء تحصين النفس من العين أو للاستشفاء بها.
فقد جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى أي مرض يقرأ على نفسه المعوذات «قل هو الله أحد» و «قل أعوذ برب الفلق» و «قل أعوذ برب الناس»، وينفث في يديه أي ينفخ نفخًا ليس معه ريق، ثم يمسح بيديه جسده الشريف، وجاءت آيات التحصين كالتالي:
- آية الكرسي، قال الله تعالى: *اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ، يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ*
- سورة الإخلاص، والمعوذتين.
- آخر آيتين من سورة البقرة، قال الله تعالى: *آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ* لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ*.
الرقية الشرعية من السنة النبوية
معنى الرقية هو لجوء المسلم إلى الله تبارك وتعالى ببعض آيات القرآن الكريم، أو بما صح من الأذكار والأدعية النبوية، لطلب الشفاء، بشرط التوكل على الله والتوجه له بقلب موقن بأن الشفاء بيد الله وحده، وإليكم دعاء تحصين النفس من كل شر، ومن بعض ما ورد في الرقية الشرعية من السنة النبوية:
- بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، تُقال ثلاث مرات.
- بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك، بسم الله أرقيك.
- اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقمًا، أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة وكل عين لامة.
- بسم الله يبريك، ومن كل داء يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد، وشر كل ذي عين.
- ومن دعاء تحصين النفس من كل شر بسم الله، بسم الله، بسم الله، أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر، سبع مرات.
- أعوذ بكلمات الله التامّات من شرّ ما خلق، أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفيك؛ سبع مرّاتٍ.
- اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيدٌ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيدٌ.
ما هو حكم الرقية الشرعية
هناك نوعين من الرقى، رقية مشروعة أجازها العلماء، ورقية محرمة، وهما كالتالي:
1. الرقية المشروعة
قد أجمع علماء المسلمين على جواز الرقية الشرعية، والتي بها آيات قرآنية وأدعية نبوية ثبت صحتها في السنة النبوية، كما أن الرقية يمكن أن يقرأها المسلم على نفسه أو بإمكانه أن يرقي بها غيره، مع التسليم التام بأن الرقية هي سبب من الأسباب للشفاء، وأن الأمر كله لله، ولا تصح رقية من ساحر.
2. الرقية المحرمة
من الأسباب التي تتسبب في حرمانية الرقية، بأن تكون رقية شركية، أي أنه يعتقد بأنها أحد الأسباب المعتمد عليها فتكون بذلك شرك أصغر، أو في حال الاعتماد الكلى عليها وأنها تنفع دون الله، فبذلك تكون شرك أكبر، وكذلك الرقية التي تتضمن ألفاظ غير مفهومة أو معروفة من شخص لا يعرف بالصلاح في دينه، فقد روى عوف بن مالك الأشجعي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك".
وبهذا نصل إلى أن ديننا الحنيف لم يترك شيئاً إلا وقد جاء به بالأدلة والبراهين، فقد جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة العديد من الأدعية والآيات التي يكون الإنسان بحاجة إليها في كافة أموره، مثل دعاء تحصين النفس من كل شر وغير ذلك من الأدعية المهمة، التي يجب على المسلم الأخذ بها للاستعانة بالله وحده في كل وقت وحين.
