قال الباحثون إن التدخين أثناء فترة الحمل يؤثر سلبيا على الطفل ليس من الناحية البدنية فقط بل من النواحي العصبية والنفسية أيضا لذا لابد من الامتناع تماما عن ممارسة هذه العادة الضارة لإنجاب أطفال أصحاء وسعداء.
وأوضح الأطباء، أن الأطفال المصابين باضطراب فرط النشاط وعجز الانتباه يتصفون بالشقاوة المزعجة ويكونون دائمي الحركة ويتنقلون في الحديث من موضوع لآخر قبل إنهاء الموضوع الأول ويقاطعون الآخرين ومن الصعب أن يلعبوا بهدوء.
وتنصح الأمهات الحوامل دائما الامتناع عن التدخين وشرب الكحول وغيرها من العادات السيئة التي تظهر تأثيراتها على الأجيال الجديدة وتمتد عواقبها ومضاعفتها إلى الأجيال اللاحقة.
ومن الجدير بالذكر، هو ما أظهرت نتائجه دراسة سابقة أن العديد من السيدات اللواتي تخلصن بنجاح من عادة التدخين أثناء فترة الحمل عدن إليها بعد الولادة. قال الدكتور غريغوري كولمان من جامعة بيس بنيويورك، "نعتقد أن ذلك فرصة ضائعة بالنسبة للمهتمين بالصحة العامة لأن الدراسات تظهر أنه كلما طالت المدة التي يبعد الشخص فيها عن التدخين، قل احتمال الرجوع إليه.
وأضاف، ربما يتعين على مسؤولي الصحة زيادة جهودهم لإبعاد السيدات عن التدخين أثناء الفترة التي تعقب الولادة حيث إن من الممكن أن تنجح تلك الجهود. وتستند نتائج الدراسة إلى مسوحات أجريت في عشر ولايات أميركية.
في العقد الماضي انخفضت عادة التدخين بين النساء الحوامل ومنهن في عمر الإنجاب، حسبما أشار كولمان والدكتور تدجويس من جامعة سيتي في نيويورك والذي شارك في الدراسة.
ويعزو المسؤولون عن الدراسة ذلك الانخفاض جزئياً للزيادة التي طرأت على عدد الحملات المضادة للتدخين التي استهدفت السيدات الحوامل، الهزة التي أحاطت بالتسويات بين شركات التبغ و 46 ولاية، والزيادة الحاصلة في أسعار السجائر.
وتظهر الدراسة بصورة تقريبية أن واحدة بين كل أربع سيدات ذكرت أنها كانت تدخن قبل ثلاثة شهور من الحمل ولكن نسبة السيدات اللواتي أقلعن عن التدخين أثناء الحمل قفز من 37% عام 1993 إلى 46% عام 1999م.
وفي الحقيقة فإن نسبة السيدات الحوامل اللواتي كان بإمكانهن الإقلاع عن التدخين عام 1999 زادت بنسبة 51% عنها في عام 1993. ولكن حوالي نصف السيدات اللواتي أقلعن عن التدخين أثناء الحمل عدن إليه خلال الستة شهور التي أعقبت الولادة.
وتبين من الدراسة أيضاً أن السيدات السود خريجات الجامعة، المشتركات في التأمين الصحي الخاص والأمهات لأول مرة كن الأقل احتمالا للعودة إلى التدخين من نظرائهن الأخريات. من جانب آخر كانت المراهقات، اللواتي كان من المحتمل أن يقلعن عن التدخين بصورة أكثر من السيدات الأكبر سناً، الأكثر احتمالا أيضاً بالعودة إلى إشعال السجائر من جديد.
وتشير الدراسة إلى أنه إذا رغبت سيدة في الإقلاع عن التدخين أثناء فترة الحمل فإن من المحتمل أن تنجح إذا بدأت بالتقليل من عدد السجائر التي تدخنها قبل مدة كافية من الحمل.
ومع ذلك وبالرغم من النتائج قال كولمان إنه لا يستطيع استبعاد أن تكون يعض السيدات قللن من ذكر نسبة التدخين أثناء الحمل وبالغن في معدلات الإقلاع عن التدخين بسبب السمة التي تحيط بهذه العادة".
ومن أجل خفض معدل التدخين بعد الولادة ينصح كولمان مسؤولي الصحة بالتأكيد للنساء الحوامل على "أن التدخين من حول الأطفال يضع صحتهم في خطر"._(البوابة)