اسمي فاتنة، وأنا أم لطفل اسمه رائد وأنشط على مواقع التواصل الاجتماعي في الأمور التي تخص المرأة والأم والطفل من حيث قصص الولادة والحمل، خريجة بكالوريوس تمريض من جامعة الزيتونة الأردنية، أعمل الآن على مشروع قائم على تصاميم الأزياء، أريد أن أقص عليكم تجربتي مع ابرة الظهر للولادة.
تجربتي مع إبرة الظهر للولادة الطبيعية

خلال فترة حملي عانيت كثيراً من الشائعات والملاحظات المغلوطة حول العديد من الآراء الطبية، وقرأت بشكل كبير عن الولادة الطبيعية والقيصرية، وذلك بسبب الخوف الكبير الذي تملكني بسبب ما يعرف بالتخدير العام.
انتهى المطاف بي عندما أخذت قراري بإتمام الولادة كولادة طبيعية، وعندها بدأ الجميع بذكر فكرة أخذ إبرة الظهر، وذلك لتسهيل الولادة الطبيعية، وهنا بدأت تجربتي مع ابرة الظهر للولادة، وبسبب تجربة أختي وبعض صديقاتي تشجعت بشكل كبير لأخذ هذه الإبرة وأنا أكثر اطمئناناً بسبب التجارب ذات النتيجة الإيجابية التي سمعت عنها.
ولكن بدأت المأساة والمعاناة في تجربتي مع ابرة الظهر للولادة عندما شرعت بالتصفح في مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى وجه الخصوص مجموعات الأمهات، إذ حصلت على إجابات وتفسيرات مرعبة ومثيرة للخوف والقلق، حيث كانت إحدى الإجابات كالتالي:
- "أعانك الله بتوجع اوي"
- "اوعك تاخدي ابرة الضهر حكولي البعض في ناس نشلت بسببها"
- "لا تفكري تاخديا حتى في ناس لهلق بيوجعن ضهرن منها بعد سنوات"
- "انتي بتعرفي شو يعني ابرة طويلة رح تفوت بظهرك!"
والمصيبة الكبيرة أن أغلب الإجابات تأتي من قبل أمهات ونساء لم يأخذن هذه الإبرة بأي ولادة لهن، وهي فرضيات وتخيلات ونقل لآراء شائعة خاطئة حول موضوع مهم جداً.
ولم تنته تجربتي مع ابرة الظهر للولادة هنا، إذ في الشهر الثامن من الحمل ذهبت إلى الطبيبة الخاصة بي في العيادة النسائية، وأخبرتني أن أمور الجنين ووضعه يؤول إلى ولادة طبيعية، ولكنها أخبرتني أيضاً أنه على الرغم من أن المؤشرات جميعها تدل على أن الولادة طبيعية، إلا أنه من الضروري الانتظار إلى أن يحين موعد الولادة، وفي هذه الزيارة أخذت فرصتي، وحاولت التعرف على جميع تفاصيل هذه الإبرة، وهذا شجعني أن أتابع تجربتي مع ابرة الظهر للولادة، حيث كانت إجابات الطبيبة على العموم تشجع على أخذ هذه الإبرة.
لم أدع تجربتي مع ابرة الظهر عند الولادة تنتهي هنا، بل تابعت في البحث واستمريت في قراءة مواضيع ذات صلة حول هذه الإبرة، إذ شاهدت العديد من مقاطع الفيديو للكثير من الأطباء من مختلف الجنسيات حول العالم وهم يقومون بإعطاء هذه الإبرة، حيث رأيت آلية إدخالها، ومتى يجب إعطاؤها، وأخذت العديد من الآراء الإيجابية المطمئنة المدعومة بالإثباتات العلمية، وبدأت المخاوف التي تجمعت في الفترة الأخيرة في ذهني بالاندثار، لذلك عليكن بالانتباه من بعض الآراء الشائعة المغلوطة التي تجعل تجاربكم مع إبرة الظهر للولادة تجارب سيئة من الناحية النفسية.
وعندما جاء موعد الولادة الخاص بي، قمت بالذهاب إلى المشفى، وكان عندها التوسع يقارب 3.5 سم، وكانت الآلام عندها محتملة تقريباً، وقام الأطباء بالسؤال حول رغبتي في أخذ هذه الإبرة، عندها جاوبتهم بنعم، إذ جاء الطبيب الخاص بالتخدير طالباً مني الجلوس على السرير، ومن ثم وضع الأقدام على الكرسي، وبعدها أن أنحني إلى الأمام، ثم قام بتخدير هذه المنطقة بمادة باردة جداً، وذلك لعدة مرات، ومن ثم وضع الإبرة في مكانها، وبدأت تجربتي مع ابرة الظهر للولادة بدون ألم، فلم أشعر إلا بنخزة ليست مؤلمة إطلاقاً، وبعدها قام بإطلاق المادة المخدرة حيث شعرت بالبرودة كأن شيئاً يسري في المنطقة الظهرية.
بعد دقائق فقدت الإحساس بشكل كامل بأي شيء في القسم السفلي من الجسم، وبعدها قام الطبيب بتوصيل هذه الإبرة إلى جهاز قام بضخ المادة المخدرة بشكل منتظم، وطمأنني الطبيب أن الشعور بالنصف السفلي سوف يعود عندما ينتهي مفعول التخدير، وبقيت في المخاض ما يقارب 10 ساعات، وبدون الشعور بأي آلام، وكنت مستلقية على الظهر أقوم بتصفح الهاتف الجوال، كما تحدثت إلى الأشخاص المحيطين، لا أنكر وجود المخاوف حول الآلام بعد انتهاء مفعول التخدير، بالإضافة إلى الأشواق واللهفة لرؤية طفلي، ولكن المخدر كان له دور كبير في الشعور بالراحة.
وعندما تم انتهاء الولادة، لم أشعر بأي ألم قط، وفيما بعد الولادة لم تظهر أيًا من المضاعفات التي قرأت عنها عند تصفح النت في فترة ما قبل الولادة، حيث كانت تجربتي مع ابرة الظهر للولادة تجربة رائعة، أحب أن ألخصها لكم عبر ذكر بعض النقاط التالية:
- في اللحظة التي تدخل فيها الإبرة في الظهر لم أشعر بأي ألم، وذلك بسبب مرحلة التخدير المثالية للمنطقة.
- لا وجود لآثار جانبية إلا الصداع في حالات نادرة جداً، والآلام التي تذكرها الأمهات هي آلام طبيعية تنتج عن الحمل ومن ثم الولادة.
- تذكري أن الأصدقاء ليسوا هم المسؤولين.
- ستشعرين بالقدمين والنصف السفلي كاملاً مباشرة عند توقف مفعول المادة المخدرة.
- قومي بالتأكد بأنك سوف تعشقين طفلك، ولا يوجد علاقة أبداً بين الحنية والعاطفة بين الأم والطفل وهذه الإبرة.
تجربتي مع ابرة الظهر للولادة القيصرية

كانت هذه القصة من أكثر التجارب الجيدة التي عشتها في حياتي، إذ إن إبرة الظهر عند الولادة ساهمت بتسهيل وتيسير ولادتي بشكل كبير كما ساعدتني على الخلاص من عملية قيصرية متعبة، فيتم حقن هذه الإبرة في النخاع الشوكي، فتعمل على تخدير عصبي يسهل الولادة.
كانت حالتي سيئة لهذا كانت الإبرة ضرورية في هذه الحالة حسب آراء بعض الأطباء، وأريد أن أنبه أن هذه الإبرة لا علاقة لها بالارتباط العاطفي بين الأم والوليد، ولا صحة للشائعات التي تتناقلها صفحات التواصل الاجتماعي عن قلة الرابطة العاطفية بين الأم التي تأخذ هذه الإبرة وطفلها.
أما بالنسبة فيما يخص الأعراض الجانبية، فلم أشعر بأي عرض مزعج أو خطير، وذلك فيما عدا الصداع في حالات نادرة، ولكنها كانت قد سكنت بشكل كبير من آلام هذه الولادة التي كنت أخشاها منذ أول لحظة علمت فيها أنه من الضروري أن أضع طفلي عبر عملية قيصرية.
يتوجب علي إخباركم أن هذه الإبرة تعطى بشكل مباشر عند الشعور بالطلق، أو حتى توسع عنق الرحم، ولحسن الحظ هذا هو الوقت الذي تلقيت فيه هذه الإبرة، ولكن أخبرني الطبيب بوجود بعض الحالات التي لا يتوجب فيها أخذ هذه الإبرة عند الولادة، وسألخص لكم هذه الحالات وفق نقاط معينة كونها تشكل جزء من تجربتي مع ابرة الظهر للولادة، ونذكر من هذه الحالات ما يلي:
- لا يجب إعطاؤها في حال التهابات في منطقة ما في الظهر وخاصة في المنطقة السفلية.
- في حال توقع حصول نزف مفاجئ.
- أمراض القلب وبعض المشاكل الدموية.
- عند وجود بعض التحسس مادة معينة.
وفي الختام، تعتبر تجربتي مع ابرة الظهر للولادة من التجارب المفيدة والناجحة، حيث كانت تجربة آمنة ومريحة جداً، والآن أصبحت الأعداد التي تستخدم هذه الإبرة في تزايد سريع، وذلك بسبب ما توفره من أمان وتسكين للألم في الجزء السفلي من جسم السيدة التي تأخذ هذه الإبرة.