تقابل ظاهرة تأخر الدورة الشهرية العديد من السيدات والفتيات، ويسود الاعتقاد الأكثر شيوعًا بأن تأخرها هو علامة على الحمل، إلا إنه اعتقاد خاطئ، حيث تحمل تلك الحالة العديد من الأسباب، خاصةً أنها قد تواجه فتاة عزباء أيضًا، لذا ما هي الأسباب الأخرى الواردة وراء تأخر الدورة الشهرية سواء للسيدة المتزوجة أو الفتاة العزباء، وهل تأتي نفس الأسباب لكلٍ منهما أم إنها تختلف، وهو ما نحرص على توضيحه باستفاضة خلال سرد ما يلي.
تأخر الدورة وألم أسفل البطن والظهر للمتزوجة
إن تأخر الدورة الشهرية لأسبوع أو أكثر قد يكون سبب واضح للحمل، إلا إنه من ناحية أخرى هو مجرد سبب لعدم انتظام الدورة الشهرية، وجدير بالذكر أن العديد من السيدات يعانين من هذا الأمر، ويوجد أكثر من سبب لتأخر الدورة الشهرية مع ألم أسفل البطن والظهر للمتزوجة وعدم انتظامها بعد الزواج نتيجة التعرض للعديد من التغييرات سواء الجسمية أو في روتين الحياة بشكل عام، ومنها:
- التوتر والإجهاد: حيث يحدث الإجهاد العاطفي بعض التغييرات المؤقتة في تنظيم الدورة، فتتكيف المرأة حينها مع مسؤوليات جديدة، وقد يكون أمر الزواج مرهق بالنسبة لها، ولا شك أن تأخرها بسبب التوتر ينتج عنه الآلام أسفل الظهر والبطن، وهي تعود لطبيعتها بمجرد انخفاض مستوى التوتر وانتظام الهرمونات.
- التغييرات في الوزن: هي سبب واضح في تأخر الدورة وعدم انتظامها مع ظهور بعض الآلام في أسفل الظهر والبطن، حيث تؤثر الدهون على كمية الاستروجين التي ينتجها الجسم، فالنساء اللاتي لديهن دهون زائدة ينتجن الاستروجين أكثر من اللاتي لديهن دهون أقل، ويسبب هذا فترات غير منتظمة أو ثقيلة في الدورة مع الآلام المزعجة.
- بعض الأمراض المزمنة: تؤثر بعض الأمراض على طبيعة حدوث الدورة الشهرية والخلل في انتظامها، ومنها أمراض الغدة الدرقية، أورام الغدة النخامية، الغدة الكظرية، كيسات المبيض، مرض السكر، واختلال وظائف الكبد.
- بعض الأدوية: مثل، حبوب منع الحمل، حيث تحتوي على مزيج من الهرمونات تمنع الحمل من خلال منع المبيضين من إطلاق البويضات، مما يؤثر على عدم انتظام الدورة الشهرية أو إيقافها، كما تؤثر أيضًا عليها الأدوية المضادة للتخثر أو ما يطلق عليها مميعات الدم.
تأخر الدورة يومين مع ألم أسفل البطن والظهر، هل أنا حامل؟
سؤال شائع بين كثير من السيدات إذا ما تأخرت الدورة الشهرية، وفي حقيقة هذا الأمر لا بد من استبعاد أمر الحمل ولا يكون هو أول سبب لتلك الحالة، وعليك إجراء اختبار الحمل بعد أسبوع من تأخر الدورة، وإذا كان سلبي فتلك حالة تعتمد على عدة أسباب تختلف من شخص لآخر:
- قد تكون أعراض لالتهابات مهبلية، وإذا كان يصاحبها إفرازات أو حكة تكون إضطرابات هرمونية، مثل، هرمونات التبويض، هرمونات الغدة الدرقية، أو ارتفاع هرمون الحليب.
- احتقان المبيض ووجود أكياس عليه قد يكون سبب رئيسي في تأخر الدورة يوم مع وجود ألم أسفل البطن والظهر أو يومين إلى أسبوع وأكثر من ذلك أيضًا، وبتلك الحالة لا بد من إجراء فحص السونار على المبيض.
أسباب تأخر الدورة مع ألم أسفل البطن والظهر

إن أعراض ألم أسفل البطن والظهر مع تأخر الدورة يرجع للعديد من الأسباب، والتي من ضمنها وجود الحمل، لكن ليست السبب الوحيد، فمن الأسباب الأخرى المتدخلة في تأخرها:
- التهاب المثانة.
- الحمل خارج الرحم، وهي حالة يجب فيها زيارة الطبيب على الفور حيث تُزرع البويضة الملقحة خارج الرحم.
- متلازمة ما قبل الطمث، وتبدأ الأعراض بالاختفاء تدريجيًا بعد نزول الحيض.
تأخر الدورة الشهرية مع ألم أسفل البطن والظهر للعزباء
عادةً ما تحدث الدورة الشهرية كل 28 أو 29 يوم في الأغلب، أما عن الدورات الغير منتظمة فهي تحدث إما أقل من 21 يوم، أو بعد أكثر من 35 يوم، ويتم تدفق الحيض أثقل أو أخف من المعتاد، ويوجد أكثر من ظرف طبي يتدخل في وجود ألم أسفل البطن والظهر وتأخر الدورة لدى العزباء، مثل:
- بطانة الرحم: يحدث خلل في بطانة الرحم حين ينمو نسيج بطانة الرحم خارج الرحم، وغالبًا ما يعلق بالمبيض، وقد ينشأ عن هذا ألم شديد أسفل الظهر وتقلصات بالبطن، قبل وأثناء الدورة الشهرية.
- عدوى التهاب الحوض: هو مرض بكتيري يؤثر على الجهاز الأنثوي التناسلي، حيث تتسلل البكتيريا إلى المهبل، وتؤدي إلى التهابات بالحوض، عدم انتظام الدورة الشهرية، تقلصات وآلام أسفل الظهر والبطن.
- تكيس المبايض: تؤدي هذه الحالة إلى إلى إنتاج كميات كبيرة من الأندروجين، الكيسات، وهو نوع من الهرمونات يمنع الإباضة أو يؤخرها، مما يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية ووجود آلام شديدة بأسفل البطن مع تأخرها.
- قصور المبيض الأساسي: وهي حالة تأتي للنساء اللاتي لا يعمل المبيض لديهم كما يجب، مما ينتج عنه غياب الدورة أو عدم انتظامها، ومن الممكن حدوث هذا إذا كانت تعاني من أمراض المناعة الذاتية، أو العلاج الكيميائي أو الإشعاعي من السرطان.
- اضطرابات النزيف: هي سبب أساسي في مواجهة نزيف غزير في الدورة الشهرية مع الآلام في منطقة أسفل البطن والظهر، إذا كانت تعاني من اضطراب تخثر الدم، أو النزيف.
- سرطان المبيض: أو سرطان الرحم، يمكن أن يؤثر بشكل كبير على فترة الحيض، وتُحدث نزيفًا أكثر من المعتاد وفي بعض الحالات قد تؤدي إلى انقطاع الطمث تمامًا.
كيفية تشخيص عدم انتظام الدورة الشهرية
إذا تم معاصرة حالة من تأخر الدورة الشهرية أسبوع مع ألم أسفل البطن والظهر، فلا بد من متابعة الطبيب على الفور كي يقوم بتشخيص الحالة من خلال عدة أمور، ويتم اتباع الآتي:
- في بداية شعورك بتأخر الدورة الشهرية مع ألم أسفل البطن والظهر وعدم الانتظام، فعليك الشروع بالحفاظ على سجلات وقت بداية الدورة وانتهائها.
- ملاحظة مقدار التدفق والأعراض المصاحبة، إذا كانت تأتي بألم في أسفل البطن والظهر أو تقلصات أو نزيف بين الدورات، أو أيضًا خروج جلطات كبيرة، كل هذه الأمور يجب مشاركتها مع الطبيب الخاص بك.
- أول ما يسأل حوله الطبيب عن التاريخ الطبي للدورة الشهرية، ثم يقوم بإجراء فحص جسدي، يتضمن فحص الحوض، ثم قد يطلب اختبارات معينة.
- من تلك الاختبارات، الموجات فوق الصوتية على الحوض، حيث تساهم في الكشف عن النزيف الغير منتظم، بسبب كيس المبيض، الأورام الحميدة، أو الأورام الليفية الرحمية.
- إجراء تنظير الرحم، يسمح بالنظر داخل الرحم لتشخيص النزيف الغير طبيعي.
- خزع بطانة الرحم عبر إزالة عينة من نسيج بطانة الرحم، تساعد في التشخيص والتعرف على سبب تأخر الدورة الشهرية مع ألم أسفل البطن والظهر والاختلالات الهرمونية أو الخلايا السرطانية التي قد تكون سببًا في التأخير وعلاجها.
طرق علاج عدم انتظام الدورة الشهرية

إن علاج الدورة الغير منتظمة يعتمد على السبب الرئيسي وراء تأخرها وعدم انتظامها، فمنها ما يحتاج إلى الأدوية، ومنها ما يحتاج إلى التدخل الجراحي:
1. علاج الدورة الغير منتظمة بالدواء
يُعدّ الدواء هو العلاج الأول للفترات الغير منتظمة وتأخر الدورة الشهرية مع ألم أسفل البطن والظهر، ومن الأدوية المقترحة التي يوصي بها الأطباء:
- مسكنات الألم: قد تتدخل بشكل كبير في التخلص من التقلصات أو التشنجات والآلام أسفل البطن والظهر، وهي مسكنات لا تستلزم وصفات طبية، مثل، الأسيتامينوفينن، والإيبوبروفين.
- تحديد النسل الهرموني: يمكن التحكم في النزيف الغير منتظم الناتج عن حالة تكيس المبايض أو الأورام الليفية الرحمية وغيرها من الحالات الطبية من خلال وسائل منع الحمل الهرمونية، حيث تساعد على تنظيم الدورة وإمكانية التنبؤ بها، وتتكون تلك الحبوب من البروجستين والإستروجين، أو التي تحتوي على البروجستين فقط.
- المضادات الحيوية: إذا كان سبب عدم الانتظام ناجم عن عدوى، فإن المضادات الحيوية تكون فعّالة في تلك الحالة.
- حمض الترانيكساميك: يوصف في حالة نزيف الحيض الغزير، حيث تأخذ حبة واحدة عند بداية الدورة الشهرية للسيطرة على النزيف.
- العلاج بالهرمونات: قد يكون له دور إيجابي إذا كان عدم انتظام الدورة الشهرية ناتج عن انقطاع الطمث، لكن لا بد من الرجوع إلى الطبيب أولًا.
- منبهات الهرمون المطلق: تتدخل تلك الأدوية في تقليص حجم الأورام الليفية الرحمية والتحكم في النزيف الغزير، إلا إنها تعمل على توقف الدورة الشهرية مؤقتًا.
2. علاج الدورة الغير منتظمة بالتدخل الجراحي
يتم اللجوء لذلك النوع من العلاج وفق الحالة والعمر، وحسب الرغبة في الحمل بعد ذلك أو لا، ويتضمن التدخل الجراحي لعلاج الحالات الشديدة من تأخر الدورة الشهرية مع ألم أسفل البطن والظهر ما يلي:
- استئصال بطانة الرحم: هي حالة التدخل الجراحي تعتمد على أنواع مختلفة من الطاقة، أو البرودة،أو الحرارة، لتدمير الأنسجة التي تبطن الرحم، مما يحد من النزيف أثناء الدورة الشهرية، وإن كنت ترغبين بالحمل في المستقبل فلا يجب إعتماد ذلك الحل.
- إصمام الشريان الرحمي: يقطع إمداد الرحم بالدم لإيقاف الأورام الليفية الرحمية.
- استئصال الورم العضلي: إزالة الأورام الليفية الرحمية، والتي تكون سببًا في النزيف الغير منتظم.
- استئصال الرحم: وهي تكون في الحالات الشديدة، لإزالة أنسجة بطانة الرحم الزائدة التي تنمو في الحوض أو البطن.
في الختام، فقد عرضنا كافة الأسباب المسؤولة عن تأخر الدورة الشهرية مع ألم أسفل البطن والظهر، سواء للمتزوجة أو العزباء والتي بطبيعة الحال لا تقتصر على الحمل فقط، وأهم الطرق العلاجية المقترحة لانتظامها.