التهاب الجيوب الأنفية له تأثير ملحوظ على كل أجزاء الجسم، ويرجع ذلك لأن الجيوب الأنفية لها دورًا بارزًا في الحفاظ على توازن الجسم، ولذلك فإن تعرضها للعدوى والالتهاب يؤدي إلى حدوث اختلال في توازن الجسم، مما يجعل الشخص المصاب يشعر بالدوخة ويعاني من الدوار، لذلك حذر الأطباء من تأثير التهاب الجيوب الأنفية على الجسم، وأوصوا بضرورة علاج الأعراض فور ظهورها، وعدم إهمال العلاج لتلافي الأضرار الناتجة عن التهاب الجيوب الأنفية.
ما المقصود بالجيوب الأنفية؟
قبل أن نتطرق لمعرفة تأثير التهاب الجيوب الأنفية على الجسم، لابد أن نتعرف أولًا على الجيوب الأنفية، فهي عبارة عن تجاويف صغيرة موزعة بين عظام جمجمة الإنسان ومملوءة بالهواء ومغطاه بغشاء مخاطي لونه وردي، وتتطور الجيوب الأنفية وتنمو تدريجيًا منذ الولادة وحتى سن البلوغ، حيث أن الجيوب الغربالية تكون موجودة منذ الولادة، أما الجيوب الأنفية فتبدأ في النمو منذ سن 3 إلى 4 سنوات، أما الجيوب الجبهية فتنمو في الفترة ما بين 5 سنوات وحتى 10 سنوات، بينما الجيوب الوتدية فتبدأ في النمو أثناء فترة البلوغ.
أنواع الجيوب الأنفية
وتنقسم الجيوب الأنفية إلى أربعة أنواع كالتالي:
- جيوب خدية: وهي أكبر الجيوب الأنفية، وتقع بين عظام الخدين وعلى جانبي الأنف وتحت العينين، وتتميز بشكلها الهرمي.
- جيوب جبهية: تقع في الجزء الأسفل من الجبهة فوق الأنف وخلف الحاجبين.
- جيوب غربالية: تتوضع بين العينين على جسر الأنف.
- جيوب وتدية: موقعها في العظم الموجود خلف الأنف.
وللجيوب الأنفية دورًا هامًا في ترطيب الهواء الذي يتنفسه الإنسان، كما أنها تساعد في تقوية وتوضيح الصوت، وتمييز صوت كل فرد عن الآخر، ذلك بالإضافة إلى دورها في تخفيف وزن الجمجمة.
أنواع التهابات الجيوب الأنفية

قسم الأطباء التهاب الجيوب الأنفية إلى عدة أنواع، طبقًا لشدة الالتهاب ومدى استمرارية أعراضه، ويعرف بأنه تورم وانتفاخات في الجيوب الأنفية مما يقلل من كفاءة الأنف في تصريف المخاط، وتنقسم التهابات الجيوب الأنفية إلى:
- التهاب حاد: تظهر أعراض التهاب الجيوب الأنفية الحاد فجأة وتشبه أعراض أدوار البرد كالزكام والرشح، وتستمر الأعراض لفترة لا تتجاوز 4 أسابيع.
- التهاب ما دون الحاد: وتدوم الأعراض لفترة ما بين 4 وحتى 12 أسبوع.
- التهاب مزمن: وفيه تستمر الأعراض لفترة أطول من 12 أسبوع، ويمكن أن تستمر الأعراض لشهور أو سنوات.
- التهاب متكرر: ويتكرر هذا النوع من الالتهاب عدة مرات في العام الواحد.
أسباب الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية
يرجع التهاب الجيوب الأنفية إلى الإصابة بنزلات البرد المتكررة، أو نتيجة للإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية.
أعراض التهاب الجيوب الأنفية بالتفصيل
وهناك العديد من الأعراض التي يعاني منها مريض التهاب الجيوب الأنفية، ومن أبرز هذه الأعراض ما يلي:
- صعوبة التنفس نتيجة لانسداد الأنف، ولذا يلجأ المريض للتنفس من خلال الفم.
- الشعور بالألم والانتفاخ في الأنف نتيجة لاحتقان الأنف.
- احمرار العينين وانتفاخ المنطقة المحيطة بالعينين.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- ويعد أبرز أعراض تأثير الجيوب الأنفية على الدماغ هو الشعور بآلام شديدة في الدماغ وصداع حاد.
- ويظهر تأثير التهاب الجيوب الأنفية على الأذن في صورة انسداد الأذن والشعور بضغط شديد عليها، والشعور بألم شديد فيها.
- انخفاض القدرة على الشم وعلى التذوق.
- كما يظهر تأثير التهاب الجيوب الأنفية على الأسنان في صورة آلام شديدة في الفك السفلي والأسنان، وصعوبة في البلع.
- سعال شديد مصحوب ببلغم تزداد حدته أثناء الليل.
- التهاب شديد في الحلق وصعوبة في البلع.
- رائحة الفم الكريهة.
- إفراز مواد خضراء وصفراء لزجة من الأنف تسبب الشعور بحرقان في الحلق.
تأثير التهاب الجيوب الأنفية على الجسم
إن التهاب الجيوب الأنفية له تأثير شديد على صحة الإنسان، حيث إن إهمال علاج هذا الالتهاب يؤدي إلى المضاعفات التالية:
- تظهر مضاعفات تأثير التهاب الجيوب الأنفية على الأعصاب في اختلال عصب التوازن في الأذن.
- الشعور بالدوار والدوخة.
- الإغماء المفاجئ.
- التهاب الغشاء السحائي.
- ويظهر تأثير الجيوب الأنفية على العصب البصري في صورة التهاب حدقة العين ومشاكل في الإبصار.
عوامل الخطر التي تزيد من تأثير التهاب الجيوب الأنفية على الجسم
هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية ومن أبرزها ما يلي:
- الزكام المستمر.
- في حالات الإصابة بتشوهات الممر الأنفي مثل السلائل الأنفية.
- في حالة الإصابة بتورم الأنف.
- من يعانون من انحراف الحاجز الأنفي.
- التدخين، حيث أثبتت الأبحاث أن التعرض للدخان سواء في حالة التدخين السلبي، أو التدخين الإيجابي يزيد من فرص الإصابة بالتهابات الجيوب الأنفية.
طرق الوقاية من التهابات الجيوب الأنفية

هناك العديد من الإجراءات التي يجب اتباعها للوقاية من التعرض المتكرر لالتهابات الجيوب الأنفية وكذلك لتفادي تأثير التهاب الجيوب الأنفية على الجسم، ومن أبرز طرق الوقاية ما يلي:
- عدم الاختلاط مع الأشخاص الذين يعانون من التهابات الجهاز التنفسي.
- اتباع قواعد النظافة الشخصية وغسل اليدين بالماء والصابون بطريقة صحيحة للوقاية من الإصابة بالأمراض.
- الحرص على تناول أدوية حساسية الصدر والأنف بانتظام.
- التوقف عن التدخين، وتجنب الجلوس في الأماكن المغلقة المملوءة بدخان السجائر.
- ترطيب الجو باستخدام الأجهزة المرطبة للجو مع الحرص على تنظيف وتعقيم تلك الأجهزة باستمرار.
- تناول الأطعمة الصحية التي ترفع من مناعة الجسم وتزيد من قدرته على مقاومة الأمراض، ومن أشهرها الأطعمة الغنية بفيتامين سي.
- تهوية المنزل والسماح للشمس والهواء بالدخول للمنزل.
- تجنب الخروج من المنزل في أوقات العواصف والأتربة.
علاجات منزلية لتخفيف تأثير التهاب الجيوب الأنفية على الجسم
عندما يشعر الأفراد ببداية ظهور أعراض التهاب الجيوب الأنفية، يمكنهم اتباع الخطوات التالي ذكرها في المنزل لتقليل التهابات الجيوب الأنفية:
- شرب كميات كبيرة من السوائل الدافئة.
- عمل كمادات مياه دافئة على الأنف لتخفيف احتقان الأنف.
- استنشاق البخار من وعاء به ماء ساخن حيث أن البخار له القدرة على تسييل المخاط.
- استخدام شفاط الأنف لشفط الزكام والمخاط المتراكم بالأنف مما يساعد على تحسين قدرة الأنف على التنفس.
علاج التهاب الجيوب الأنفية
في معظم الحالات تتحسن التهابات الجيوب الأنفية الحادة دون الحاجة إلى علاج، وقد يصف الطبيب بعض الأدوية لعلاج الأعراض وتقليل تأثير التهاب الجيوب الأنفية على الجسم، ومن أشهر هذه الأدوية ما يلي:
- بخاخات الأنف الملحية التي تعمل على تسييل المخاط المتراكم بالأنف وتقليل كثافته مما يسهل التخلص منه.
- بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان التي تقلل من احتقان وتورم الأنف وتزيد من تدفق الدم في الشعيرات الدموية في الأنف.
- أدوية علاج الحساسية.
- مسكنات الألم لتخفيف آلام الأنف، والأذن، والفك والأسنان، والصداع.
دور المضادات الحيوية في علاج التهاب الجيوب الأنفية
أثبتت الدراسات الطبية والأبحاث أن المضادات الحيوية ليس لها أي تأثير في علاج التهابات الجيوب الأنفية، ولكن في بعض الحالات الشديدة قد يضطر الطبيب إلى وصف مضاد حيوي لتخفيف الالتهابات الشديدة والتي قد يسبب زيادة حدتها حدوث عدوى بكتيرية.
في النهاية نرجو أن نكون قد وضحنا جميع المعلومات المتاحة حول تأثير التهاب الجيوب الأنفية على الجسم، وطرق الوقاية وسبل العلاج من هذا الالتهاب، ونرجو منكم سرعة التوجه إلى الطبيب المعالج عند بداية ظهور أي من الأعراض التي ذكرناها سابقًا، تجنبًا لتفاقم الوضع وحدوث مضاعفات خطيرة.