كما هو معروف الآن فإن حجم القلق والتوتر الذي يواجه الشخص يشكل عاملا رئيسيا يؤدي إلى المرض.
وقد تردد الخبراء في العقود الثلاثة الماضية بشأن التوصيات الخاصة بحجم وكثافة التمارين الرياضية المطلوبة لتخفيف التوتر والقلق (الحصر النفسي).
واتفق الخبراء مؤخرا على أن التمارين الرياضية المنتظمة الخفيفة والمعتدلة يمكن أن تخفف التوتر الشخصي والقلق. لكن دراسة حديثة قام بها باحثون في جامعة ميسوري – كولومبيا أظهرت أن التمارين الرياضية المكثفة نسبيا تعتبر الأفضل في تخفيف التوتر والقلق اللذان يمكن أن يؤديا إلى أمراض القلب.
وعلاوة على ذلك وجد الباحثون أن هذه التمارين تفيد النساء على وجه الخصوص.
تناولت الدراسة الحديثة بعض المشاركات من الإناث تتراوح أعمارهن بين 18 إلى 20 عاما و 35 إلى 45 عاما حيث أكملت المشاركات ثلاث جلسات تجارب.
وقد بدأت كل جلسة بتجربة لتحديد مستوى القلق بين المشاركات وبمتابعة التجربة، لم تقم بعض المشاركات بأية أنشطة بينما قامت الباقيات بتمارين معتدلة أو مكثفة لمدة 33 دقيقة.
وبعد الجلسة قام الخبراء بقياس مستوى القلق بين المشاركات وذلك بعد 5 ، 30 ، و90 دقيقة من التمارين الرياضية. وعلى الرغم من أن كافة التمارين أظهرت تراجعا في مستوى القلق مع الوقت، وجد الباحثون أن التمارين المكثفة أحدثت تراجعا حادا في هذا المستوى.
ويقول ريتشارد كوكس، أستاذ علم النفس التثقيفي والاستشاري ورئيس الفريق الباحث إن كثافة التمارين الرياضية لم تؤثر على مستوى القلق مباشرة بعد ممارستها ولكن أثرها ظهر جليا بعد مرور 30 إلى 60 دقيقة.
ويضيف كوكس إن من الحكمة القول إن التدريب لمدة 30 دقيقة بشكل معتدل من حيث الكثافة يعتبر أكثر فعالية في تخفيف القلق اكثر من التمارين الخفيفة والعنيفة.
كذلك أظهرت النتائج أنه حين أخذت حالة المشاركات من وجهة نظر معدل الحديد في أجسامهن ، تبين أن تأثير التمارين المكثفة كان أعظم بالنسبة لكبار السن منهن.
قال كوكس، "إن هذه العلاقة تحتاج إلى المزيد من الدراسات ويظهر انه بعد التحكم في حالة الحديدي، فأن الآثار المفيدة للتمارين الرياضية على القلق يمكن أن تنطبق فقط على النساء المتقدمات في السن وليس الصغيرات".
ويعتقد كوكس أن هذه الدراسة سوف تثبت أنها مفيدة للأطباء لمساعدتهم على محاربة أمراض القلب.
وبخصوص رياضة المشي تحديدا، ينصح بها لنفسية أفضل للجميع، حيث توصلت دراسة علمية قام بها باحثون من جامعة ولاية أيوا الأميركية إن المشي السريع ولو لمدة 15 دقيقة مفيد جدا خاصة للكبار في السن. وهذه النتيجة التي أعلنتها الدراسة تعارض بعض الشيء الافتراضات السابقة أن على الإنسان أن يقوم بتمارين رياضة أشد عنفا من المشي السريع ولمدة أطول من 15 دقيقة لتحقيق النتيجة الإيجابية من التمارين الرياضية.
وقد تم إجراء الدراسة على 20 رجلا وامرأة، وكان متوسط أعمارهم 53 عاما، وكانت الدراسة تعنى بتسجيل شعورهم قبل التمارين وبعدها، وقد سجل هؤلاء تحسنا أكبر وحالة نفسية أكثر هدوءا وإيجابية بعد التمارين التي لم يتجاوز وقتها 15 دقيقة.
وتوصل الباحثون أيضا إلى أن المشاعر الإيجابية تنشأ في العادة بعد التمارين الرياضية إلا في حالة رياضة المشي فإن التحسن ينشأ خلال الممارسة نفسها لذا فإنها تعد الأفضل على الصعيدين الرياضي والنفسي.
وكانت الدراسات السابقة قد دعت الناس للقيام برياضة المشي لمدة نصف ساعة يوميا لما في ذلك تأثير إيجابي بدنيا وأيضا صحيا من حيث التقليل من البدانة والسيطرة على أمراض القلب وأيضا السكري.
ومن جانب آخر أكدت الدراسات أن التمارين البسيطة مثل المشي أو ركوب الدراجة الهوائية أو الركض لمدة 30 دقيقة تقريباً كل يوم تساعد على موازنة العقل وتنشيط الجسم._(البوابة)