بعض عقاقير الاكتئاب.. خطيرة جدا!

تاريخ النشر: 24 أغسطس 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

تعتزم منظمة الأغذية والعقاقير الطبية الأميركية إدراج عبارة تحذيرية بالنشرة الطبية الداخلية لعقاقير الاكتئاب حول العلاقة بين هذه العقاقير واحتمالات الإقدام على الانتحار لدى الشباب على الرغم من عدم إشارة الأبحاث العلمية على مدى قوة هذه العلاقة حتى الآن. 

 

تأتى هذه الضوابط الجديدة في ضوء الأبحاث والدراسات الحديثة التي تشير، حسب وكالة أنباء الشرق الأوسط، إلى الدور الذي قد تلعبه بعض عقاقير الاكتئاب في رفع احتمالات إقدام الأطفال والمراهقين الذين يتناولونها على الانتحار. 

 

هذا وأشارت دراسة أمريكية حديثة أيضا أن احتمالات إقدام الأشخاص على الانتحار ترتفع بشكل ملحوظ خلال الشهر الأول من بدأ تناول المرضى لعقارات منع الاكتئاب.  

 

وينطبق هذا الأمر على من يعانون من الاكتئاب من البالغين والمراهقين من عمر الحادية عشرة إلى عمر التاسعة عشرة ولكنة اقل في حالة المرضى من الأطفال.  

 

مع أن العلماء لم يتوصلوا إلى السبب المباشر لهذه الظاهرة إلا انهم يعتقدون أن السبب هو أن المريض في تلك الفترة يكون لا زال يشعر بالاكتئاب بينما العقار المضاد للاكتئاب لم يبدأ بأخذ مفعولة بعد، بمعنى أن المريض عندما يراجع الطبيب يكون قد وصل لمراحل متقدمة من الاكتئاب ويكون العلاج لم يصبح فعالا لذلك من الممكن أن يقدم المريض على الانتحار في هذه الفترة الحرجة.  

 

وتتركز الخطورة بالذات في الأيام الأولى لبدء تناول العقار أي منذ اليوم الأول إلى اليوم التاسع إلا أن الاحتمالات تبقى مرتفعة خلال الشهر الأول كاملا.  

 

ومن الجدير بالذكر أن نوع العقار الذي يتم تناوله للعلاج من الاكتئاب لا يؤثر في ارتفاع أو انخفاض نسبة احتمال الإقدام على الانتحار وذلك بحسب العلماء مع أن بعض العقارات تزامنت مع ارتفاع نسب الانتحار مثل عقار paroxetine إلا أن السبب في ذلك أن هذا العقار يتم استخدامه في حالات الاكتئاب الشديد.  

 

كان المحرك الرئيسي لهذه الدراسة هو معرفة مدى تأثير هذه العقارات على رفع نسبة الإقدام على الانتحار عند المراهقين إلا انه تبين أنها لا تؤثر على زيادة هذه النسبة وان معظم المنتحرين من المراهقين المصابين بالاكتئاب لم يكونوا يتناولون عقارات مضادة للاكتئاب.  

 

هذا ومن الجدير بالذكر حول أدوية الاكتئاب وكما هو معروف إن جميع الأدوية لديها اختلاطات جانبية بدرجات متفاوتة.. وهذا ما ينطبق على أكثر الأدوية سلامة مثل الباراسيتامول الذي يأخذه الناس بمناسبة وبغير مناسبة. فهذا الدواء يمكن أن يكون سببا لإخضاع الإنسان لزراعة كبد.  

 

بالنسبة للأدوية المضادة للاكتئاب فهي من أكثر الأدوية التي يمكن أن تؤدي إلى اختلاطات جانبية. وقد أشارت الدراسات الحديثة التي أجريت في معهد أوتاوا للأبحاث في كندا ونشرت في المجلة الطبية البريطانية إلى أن زمرة الأدوية التي تدعى SSRIS" ومنها بروزاك يمكن أن تزيد النزف المعدي بمعدل ثلاثة أضعاف لدى الناس العاديين. أما اختلاطات بروزاك بشكل عام فهي كالتالي:  

 

1 ـ الاختلاطات الهضمية: الغثيان والتقيؤ وألم في البطن وإسهال أو إمساك.  

2 ـ أحيانا تحدث زيادة في الوزن أو فقدان الشهية للطعام ونقص الوزن.  

3 ـ جفاف في الفم.  

4 ـ صداع ورجفان وتعب وأحيانا اضطرابات عقلية أيضا.  

5 ـ نقص الصوديوم في الدم.  

6 ـ محاولات انتحارية.  

7 ـ اضطرابات سكر الدم.  

8 ـ التهابات البنكرياس.  

9 ـ حدوث فقر دم خبيث.  

10 ـ نزف هضمي في الأمعاء أو المعدة.  

11 ـ لدى النساء نزف في المهبل.  

12 ـ وجود تحسس حاد ونقص الصفيحات الدموية.  

هذه الاختلاطات قليلة ويجب مراجعة الطبيب لدى الشعور بأحدها.  

 

هذا وقال عالم بريطاني إن استخدام عقار البروزاك وغيره من الأدوية التي تستخدم لعلاج الاكتئاب قد يؤدي إلى الإصابة بأورام في المخ لأنها تؤثر في قابلية الجسم على التخلص من الخلايا السرطانية.  

 

وجاء في بحث نشره البروفيسور جون جوردون الأستاذ في جامعة برمنحهام أن البروزاك - الذي يستخدم بكثرة في علاج الاكتئاب - وغيره من العقاقير التي تعمل عن طريق منع الخلايا من إعادة تمثيل مادة السيروتونين (وهي المركبات التي يطلق عليها SSRI) تشجع على نمو نوع من أورام الجهاز اللمفاوي يسمى ليمفوما بيركت (Burkitt's lymphoma) في التجارب المختبرية.  

 

وبالرغم من عدم إثبات هذه العلاقة عن طريق الاختبارات السريرية على البشر، فإن النتائج التي خرج بها البروفيسور جوردون ستعيد فتح باب الجدل حول استخدام هذه العقاقير شائعة الاستخدام.  

 

فالبروزاك وأشباهه تستخدم من قبل ملايين المرضى الذين يعانون من أمراض الاكتئاب والقلق، وقد أصبحت بفضل ذلك من أكثر العقاقير الطبية مبيعا على الإطلاق.  

 

وجاء في النتائج التي نشرها البروفيسور جوردون في نشرة (Blood) الطبية أن مادة السيروتونين عامل مهم في تحفيز العملية التي "تنتحر" بواسطتها الخلايا وتمنع بذلك نمو السرطانات. ولكن يبدو أن العقاقير مثل البروزاك وغيره تعرقل هذه العملية، مما يؤدي إلى نمو الأورام بشكل خارج عن سيطرة الجسم.  

 

من جانبها، دافعت الشركات المصنعة لهذا النوع من العقاقير عن منتجاتها، قائلة بأن جوردون أجرى تجاربه في المختبر فقط مستخدما جرعات كبيرة من العقاقير، مما يجعل هذه التجارب غير ممثلة لما يحصل بالنسبة للمرضى الذين يتعاطون الأدوية بجرعات علاجية.  

 

وبالإضافة لهذا قال علماء بريطانيون في دراسة نشرت مؤخرا إن تعاطي العقاقير المضادة للاكتئاب قد يؤثر سلبيا على المقاومة الطبيعية في جسم الإنسان لبعض أنواع السرطان.  

 

ونقلت صحيفة (إندبندنت) عن العلماء قولهم في ورقة بحث نشرتها مجلة (بلود) الأميركية المتخصصة أن المواد الكيميائية التي ينتجها الجسم طبيعيا قد تكون العامل الرئيسي في معالجة الأورام السرطانية اللمفاوية.  

 

وقالت إن الهدف من الدراسة التي اشترك في تمويلها جامعة برمنغهام بوسط إنجلترا والمجلس الطبي البريطاني للأبحاث وقاد فريق البحث فيها الأستاذ جون غوردان هو معرفة كيفية اتصال الدماغ والجهاز المناعي في جسم الإنسان مع بعضهما.  

 

وأوضحت الدراسة أن فريق البحث اكتشف أن مادة (سيروتونين) الكيميائية وهي ناقل عصبي في الجهاز العصبي المركزي يمكن أن تؤدي على الأقل في أنبوب الاختبار إلى تنشيط برنامج الانتحار في الخلايا الليمفاوية السرطانية المصاحبة لفيروس (أتش اي في) المسبب لمرض الإيدز. ونقلت الصحيفة عن رئيس فريق البحث غوران وهو من جامعة برمنغهام قوله "إن مادة السيروتونين هي مادة كيميائية طبيعية تنظم أمزجة الناس وتجعلهم متزنين".  

 

وأضاف "إن إفراز هذه المادة بكثافة يؤثر في شهية الإنسان ونظام النوم وبدرجة ‏اقل على المزاج وقد يؤدي إلى الاكتئاب". وأوضح أن إحدى الخصائص المهيجة لهذه المادة أنها تستطيع أن تؤثر في بعض الخلايا وتجعلها تدمر نفسها مشيرا إلى أن الدراسة التي أجراها أظهرت أن هذه المادة يمكن أن تتغلغل في الخلايا اللمفاوية السرطانية وتجعلها تنتحر ذاتيا.  

 

وقال إن فريق البحث اكتشف أيضا أن العقاقير المضادة للاكتئاب "فلوكسوتين" والمعروفة تجاريا باسم "بروزاك" تمنع دخول السيروتونين وتوقف الخلايا السرطانية من الانتحار.  

 

وأكد غوران أن التأثيرات التي تقوم بها مادة السيروتونين على خلايا السرطان هي تأثيرات غير مباشرة ولا يجب أن تسبب أي قلق للملايين من الناس الذي يستخدمون هذا النوع من العقاقير_(البوابة) 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن