بدأ "منتدي محمد عودة" بنقابة الصحفيين موسمه الثقافي الثاني، بندوة حول حقبة الملك فاروق، انطلاقاً من كتاب محمد عودة "فاروق بداية ونهاية"، واشتباكاً مع الجدل المثار حول تلك الحقبة وشخصياتها عقب عرض مسلسل "الملك فاروق" في شهر رمضان.
وقد قدم للندوة ، التي عرضتها أسماء عبدالشافي بصحيفة "العربي الناصري" ، الأديب المعروف بهاء طاهر رئيس المنتدي، وأدارتها سهير فهمي عضو المنتدي ونائب رئيس تحرير "الأهرام" ابدو وتحدث فيها أستاذ التاريخ د. عاصم الدسوقي والمفكر والقيادي الناصري د. حسام عيسي، وكان ضمن الحاضرين والمشاركين الكاتب يسري الجندي والمخرج توفيق صالح، والدكتور أشرف بيومي والكاتب عبدالعال الباقوري وسعد هجرس والمخرجة نبيهة لطفي والمحامي رجائي عطية والمهندس عبدالمحسن حمودة وغيرهم.
تحدث في البداية د. عاصم الدسوقي والذي رأى أن معاهدة 1936 لم تؤد لخروج الإنجليز وهم الذين سعوا إليها نتيجة تأزم الموقف الدولي، ولكن المعاهدة حددت إقامتهم في أماكن في الإسكندرية والإسماعيلية وقصر النيل والقلعة.
وأضاف د. عاصم الدسوقي، اجتماعياً فإن كل هذه الأحزاب التي سيطرت على الحكم في مصر من طبقة اجتماعية واحدة بما فيها الوفد، والحزب الذي ظل بعيداً عن الوفد هو الحزب الوطني الذي لم يدخل حتى في مفاوضات 1936 ، ورأى كذلك أن هذه الفترة لم يكن بها تداول حقيقي للسلطة وبالتالي فلا يمكن وصفها بالليبرالية ، فكل الأحزاب خرجت من معطف الوفد ولم يكن حينها للشيوعيين أو الإخوان مكان.
واعتبر الدسوقي أن الليبرالية الحقيقية تحتاج لاندماج لكل الفئات الاجتماعية في المجتمع فالثورة الفرنسية عندما قامت أدخلت الفقراء في المجتمع، أما عند النظر إلى المجتمع المصري قبل ثورة 1952 كان صغار الملاك والفقراء والعمال الزراعيون على هامش المجتمع، على هامش اقتصاده، وإيديولوجيته، وفنونه ، وعندما ننظر لروايات يوسف إدريس ورواية "واحة الغروب" لبهاء طاهر وغيرها نجد أن أبناء هذه الفئات ليس لهم علاقة بالمجتمع، وبدأ اندماجهم في عهد عبدالناصر، حيث يقول سمير أمين وهو اقتصادي كبير غاب عن مصر ورجع بعد عشرين سنة إليها في السبعينيات وكان قد ألف كتاباً عن عبدالناصر انتقد فيه جمال عبدالناصر بقسوة، فقال عندما عاد: "يا خبر أبيض عبدالناصر عمل في البلد دي حاجة غريبة.. الغلابة دخلوا في خط المجتمع يعني بقوا عمال مش مهمشين هي دي إمكانية الليبرالية".
مسائل ملتبسة
وفي مداخلة للكاتب الصحفي محمد بدر الدين قال إن هناك قضايا في حقبة الملك فاروق بعضها مازال ملتبساً، من ذلك ثلاث قضايا أثير حولها العديد من الآراء وتبدو بغير حسم بعد أو اطمئنان لوقف أذانها أولها موقف الوفد والنحاس في حادث 4 فبراير 1942 ، إلى أي مدي كان صائباً أو حكيماً أو مضطراً لقبول الوزارة؟!.. والثاني متعلق بموضوع الأسلحة الفاسدة فقد كان مستقراً في فترة أن هناك قضية بالفعل حقيقية وضخمة بشأنها وأصبح هناك رأي يؤكد اليوم أنها لم تكن بهذه الضخامة وأنه كانت هناك مبالغة في حملة إحسان عبدالقدوس في أعقاب حرب 1948 ؟.. وأخيراً هناك مثال حريق القاهرة.. فهناك من يذهب إلى أن مدبره الملك أو الإنجليز ويري آخرون أنهم الإخوان المسلمون .
ويتابع : هذه نماذج لمسائل مازالت ملتبسة في القضية الأولي في رأيي فإن مصطفي النحاس قد قبل في النهاية بطلب الإنجليز بتشكيل الوزارة وكان يجب ألا يقبل، لأنه رغم أي شيء أو ظرف هو تنفيذ لإرادة الإنجليز.
وبالنسبة للأسلحة الفاسدة رأى الكاتب بدر الدين أن الملك دخل حرب 1948 لمطامح إقليمية للحصول على صحراء النقب ، وبدأ الملك يدخل الصفقات لشراء سلاح للجيش.