يؤكد الباحثون في الأكاديمية الأمريكية لطب الأسنان، أن القبلة لا تعبر عن الحب والحنان فقط بل تساعد أيضا في حماية الأسنان من التجاويف والتسوس.
وأوضح المختصون، أن التقبيل يشجع إفراز اللعاب الذي يمثل بدوره طريقة طبيعية لتنظيف وتعقيم الفم، فضلا عن احتوائه على أيونات معدنية تساعد في إصلاح الثقوب والشقوق الصغيرة في مينا الأسنان، وأشاروا، حسب قدس برس، إلى أن الإنسان ينتج حوالي نصف ملعقة صغيرة منه كل دقيقة، ليحصل على عدة ملاعق خلال دقائق من قُبلة واحدة فقط.
هذا من جانب ومن جانب آخر فالقبلات قد تكون أمراض وحمى وحساسية.. قديما احتار نيرون فتمنى لو أن لجميع نساء العالم ثغرا واحدا لكان قبَّله واستراح!! و قال نابليون بونابرت أعرف نساءً أسعدتهن قبلة لكني أعرف نساء أكثر، شقين طوال الحياة بسبب قبلة وقالوا أن القبلة تطيل العمر، وتقوي جهاز المناعة، وتنظم ضربات القلب· وتقلل من التوتر والاكتئاب!!
أما حديثا فقد صارت القبلة محل جدل بين العلماء وبات في حكم المؤكد أن القبلة تؤدي إلى الإصابة بالفيروس C وضعف الذاكرة والحساسية، وانهيار الجهاز المناعي وحمى الغدد الليمفاوية، الوضع الذي يبشر بحياة بلا قبلات أو واق للشفاه ولكن أخطر تلك التحذيرات جاءت في دراسة سابقة لطبيب مصري تحذر من مخاطر تقبيل الرجال لبعضهم البعض!!
حيث قال الدكتور أحمد عبداللطيف أبو مدين أستاذ ورئيس قسم الجهاز الهضمي والكبد بطب القاهرة ومدير معهد الأمراض المتوطنة بجامعة القاهرة عن دراسته أنه بات في حكم المؤكد وفقا لما جاء بالدراسة أن تقبيل الرجال لبعضهم البعض مباشرة وبواسطة تلامس الخدود يؤدي إلى إصابتهم بالفيروسات الكبدية C وB وA التي تعيش بدم المصاب والمسؤولة عن حالات الفشل والتليف والقصور في وظائف الكبد، حيث ثبت بالدراسة أنها تنتقل في كثير من الأحيان عند تقبيل الرجال لبعضهم البعض خاصة الفيروس C.
وفسر الدكتور أبو مدين ذلك قائلا: تلك العادة السيئة من أهم مسببات الإصابة بالفيروس C وذلك لأن حلاقة الذقن في الصباح تؤدي إلى حدوث خدوش وجروح مرئية في بعض الأحيان وغير مرئية في كثير من الأحيان، وعندما يذهب الشخص إلى عمله ويقابل زميلا أو صديقا يكون هو الآخر قد حلق ذقنه في الصباح قبل مغادرة منزله فإن تلامس الخدود التي يوجد بها مسبقا خدوش وجروح من شفرات الحلاقة يؤدي إلى انتقال الفيروس عبر الدم من الشخص المصاب إلى الآخر السليم، ولذلك فإن تلك العادة السيئة المتمثلة في تقبيل الرجال لبعضهم البعض يجب التوقف عنها وأن يكتفي الرجال بدلا منها بالسلام باليد أو تقبيل الأكتاف.
النقل الأفقي!
ولكن هل تقبيل الرجل لزوجته إذا كان أحدهما مصابا بالفيروس C يمكن أن يشكل نفس الخطورة ؟
يجيب الدكتور أحمد عبداللطيف أبو مدين بان ذلك معروف طبيا بـ النقل الأفقي وهو انتقال الفيروسات الكبدية عن طريق العلاقة الجنسية، فالفيروس C مراوغ ووسائل انتقاله عديدة أخطرها الانتقال عن طريق الدم، وفي حالات النقل الأفقي فقد ثبت بالدراسة أن القبلة الساخنة بين الرجل والمرأة إذا كان أحدهما مصابا بالفيروس C ويعاني ضعفا أو تهتكا في اللثة فإن المرض قد ينتقل إلى الطرف الآخر أيضا بواسطة تلك القبلة العنيفة وتكون فرصة انتقال الفيروس أكثر توافراً إذا كان الرجل هو المصاب، ولذلك ننصح إذا كان أحد الزوجين مريضا بالكبد وحاملا للفيروس C بألا تكون القبلة عميقة أو ملتهبة أو طويلة حرصاً على سلامة الطرف الآخر!!
وأضاف الدكتور أحمد أن هناك وسائل أخرى للنقل الأفقي للفيروس C منها ما يحدث عن طريق العلاقة الجنسية وأخطرها تعدد العلاقة سواء بالنسبة للرجل أو المرأة في الممارسة الجنسية مع أكثر من طرف تؤدي إلى ضعف الجهاز المناعي التناسلي مما يوفر الفرصة لانتقال الفيروس· والأخطر من ذلك حالات الشذوذ الجنسي، وغالبا ما تؤدي الممارسات الخاطئة إلى احتكاكات وخدوش وجروح غير مرئية يترتب عليها اختلاط للدماء وبالتالي الإصابة بالفيروس C ، لذلك ننصح بالحذر والبعد عن هذه المحظورات عملا بمبدأ الوقاية خير من العلاج.
والحساسية أيضاً
وإذا كانت دراسة الدكتور أحمد عبداللطيف أبو مدين حددت مخاطر القبلة وحذرت من مضاعفاتها الخطيرة، فإن مجلة لانسيت الطبية نشرت تقريراً طبياً في عددها الأخير تحت عنوان حساسية للدواء تنتقل عبر القبلات الحارة عكف خلالها الأطباء الإيطاليون على دراسة حالة امرأة إيطالية ظهرت لديها حساسية من قبلات زوجها الحارة.
حيث وصف الأطباء الحالة وكيف أن المرأة لجأت إلى الأطباء بعد أن عانت من حكة وأورام والتهابات بالحلق وتورم باللثة والشفاه بسبب قبلات زوجها، وظهر أنها عانت من نفس الأعراض قبل أعوام لدى تناولها عقار باكامبسلين ولكنها لم تتناول العقار هذه المرة بل تناوله زوجها الذي كان يعاني من التهاب في فمه!
وأجرى الأطباء اختبارات على الزوج لمدة ثلاثة أشهر تناول فيها أقراصاً من العقار باكامبسلين وحبوباً وهمية أخرى وطلبوا منه تقبيل زوجته بحرارة، وأظهرت النتائج أن الحساسية ظهرت لدى الزوجة عندما كان الزوج يتناول أقراص الدواء، إلا أنها اختفت تماما مع تناوله للحبوب الوهمية وعادت الزوجة إلى طبيعتها ولم تعد تعاني من أي شئ وما زال الأطباء يحاولون تفسير كيفية حدوث ذلك ومخاطر القبلة!!
حمى القبلات
أما في إنجلترا فقد بدأ الأطباء يبحثون عن أسباب أخرى لمرض غريب وجديد من نوعه بدأ ينتشر بين الشباب وكل من هم دون سن الخامسة والثلاثين، هذا المرض الذي لم يعهده الأطباء يصيب الغدد الليمفاوية ويشعر المريض بحرارة في الجسم ويضعف الجهاز المناعي بسبب ذلك الخلل في وظائف ونشاط الغدد الليمفاوية، ويبدي على المصابين به علامات الإرهاق والتعب وفقدان القدرة على التركيز والتفكير وتذكر المعلومات وكل ذلك بسبب ما أسماه الأطباء البريطانيون حمى القبلات الحارة!
وأكد الأطباء البريطانيون أن المرض آخذ في الانتشار بصورة كبيرة وأنهم لم يعرفوا له أسباباً حتى الآن، أو خطورته على المدى الطويل وهل يمكن أن يؤدي إلى الوفاة في النهاية أم لا وما هي سبل علاجه ؟!!
وحتى يتمكن الأطباء من ذلك نصحوا المرضى بالراحة المطلقة وعدم تبادل القبلات الحارة والملتهبة، كما اشترطوا ألا تزيد مدة القبلة على دقيقة واحدة حتى لا تتوافر الفرصة لانتقال المرض بين الزوج والزوجة، في ظل عدم وجود علاج حتى الآن لما أسموه بـ حمى القبلات خاصة وان العلماء يتوقعون احتمالات انتشار المرض بصورة كبيرة مستقبلا، وللحد من تلك المخاطر فإن الأطباء رفعوا شعار الوقاية حتى يمكن التوصل إلى العلاج!!_(البوابة)