الصحبة الجيدة وتأثيرها على الصحة

تاريخ النشر: 09 ديسمبر 2006 - 08:58 GMT

وداعا لأيام الصيف الجميلة، ومرحبا بساعات النهار الأقصر. مع دخول فصل الشتاء، نبدأ بالتحضير للكسل، والخمول، والنوم لساعات أطول، وبالتالي الابتعاد أكثر وأكثر عن النشاطات الاجتماعية، ولكن إلا يعتبر ذلك مناقضا للحياة الصحية.

 

وفقا لبحث اجتماعي جديد، تبين ان الابتعاد عن العلاقات الاجتماعية لفترة طويلة يسبب تأثيرات سلبية على الصحة، مثل ارتفاع ضغط الدم، والسمنة الزائدة، وحتى اللجوء إلى التدخين. تقول لين سميث لوفين، باحثة اجتماعية من جامعة دوق، " صرح عدد متزايد من الأمريكيين أنهم خلال السنوات الـ20 الأخيرة أصبحوا اقل اجتماعية، وقل عدد الأصدقاء المقربون لديهم، والأشخاص الذين يستطيعون التحدث معهم عن شؤون خاصة."

 

والأطباء موافقون أيضا، ويقولون بأن الدردشة المفيدة أو الخروج في جماعات بشكل دوري يمكن أن يساهم بفعالية في تحسين الصحة الجسدية، والنفسية. "الشعور بأن الآخرين يهتمون بك، وبأنك ضمن شبكة اجتماعية أمر مهم جداً للنساء في العناية الذاتية"، وفقا لتود جاكسن، دكتوراه، مؤلف دراسة نشرت هذه السنة تربط بين المستويات العالية من الدعم الاجتماعي بتناول حمية صحية، وإتباع عادات النوم والتمرين، من بين تأثيرات إيجابية أخرى. واعتبره نظام صحي جديد يعرف باسم "الأصدقاء النافعين والفوائد الصحية". وإليكم كيف يعمل هذا النظام:

 

الحافز: جميعنا يعلم كم من المهم وجود شخص ما ليوافقنا الرأي أو يوجهنا عند شراء حقيبة جديدة، أو البدء في نظام رياضي أو صحي جديد. في الحقيقة، أثبتت دراسة جديدة تبنت فكرة خسارة الوزن مع شريك، أن الأشخاص الذين كان لديهم شريك فقدوا الوزن أسرع من غيرهم أو عند قيامهم بالمجهود لوحدهم. حيث تراجعت أوزانهم بنسبة 10% خلال الستة أشهر الأولى.

 

الدعم: يوضح مايكل ويتر، رئيس طب الأمراض العقلية في مركز قيصر الطبي الدائم في هايورد، كاليفورنيا، "إن ما تصاب به عندما لا تقوم بالتحدث عن مشاعرك بشكل منتظم، هو حالة تشبه انتفاخ البالون، حيث يتراكم الضغط، والتوتر، مما يسبب آثار جانبية سلبية عديدة، تشمل المزاجية، وقلة النوم.  كما قد يسبب تراجعا في الأداء الجسدي ايضاً".

 

المسؤولية: في دراسة لجاكسن، تبين أن النساء اللواتي كان لديهن ارتباطات أكثر ثباتا مع العائلة والأصدقاء كانوا على الأرجح الأكثر التزاما بالمواعيد الطبية, نتيجة يمكن أن تفسر لماذا تسبب الروابط الاجتماعية تراجعا في خطر الإصابة بالمرض أو الأمراض المزمنة مثل سرطان عنق الرحم عند بعض النساء.

 

إن الأصدقاء الذين تحافظ عليهم، ليسوا مجرد للترفيه، والتسلية، بل هم طوق نجاة من العديد من المشاكل الصحية. ومن ذلك نذكر مثال الممثل توم هانكس في فيلم "بعيدا"، عندما حاول التحدث مع الكرة، ليوجد رابط اجتماعيا يستطيع من خلاله التنفيس عن مخزون بالونه النفسي.

 

يقول الخبراء بأن الإحساس بالتواصل، يتطور بعد حوالي شهر من التواصل الشخصي المنتظم، ويمكن أن يعزز خلال 20  إلى 30 دقيقة في اليوم. من خلال الدردشة القصيرة مع صديق أو قضاء وقت للتحدث مع الشريك أربع مرات كل أسبوع حتى التحدث للغرباء يمكنه أن يعزز الشعور بالصحة أحيانا. لذا إذا لم يكن لديك مجموعة من الأصدقاء المقربين، يمكنك تصفح الجريدة في أحدى وسائل النقل أو المقاهي، وتجاذب أطراف الحديث مع العاملين فيها أو المرتادين للحصول على بعض الفوائد.