أفادت دراسة حديثة أن مشاكل التنفس أثناء النوم و التي تظهر على شكل الشخير تؤدي إلى رفع خطر الوفاة المبكرة عند مرضى القلب.
فخلال الشخير أثناء النوم، يتوقف الإنسان عن التنفس أثناء النوم مما يقلل من نسبة تواجد الأكسجين في الدم. هذا الأمر يؤدي إلى تضرر عضلة القلب. تشير الإحصائيات أن حوالي نصف مرضى القلب يعانون من صعوبات بالتنفس مما يعني انهم يشخرون أثناء النوم مما يجعلهم عرضة لحالات الوفاة أثناء النوم.
أشار التقرير الذي قام به فريق من الأطباء الأستراليين أن المرضى الذين يعانون من أمراض قلب خطيرة و بانتظار عملية زرع قلب، عرضة للوفاة على المدى القصير أي في خلال عامين إلى ثلاث أعوام اكثر من الأشخاص الذين لا يعانون من أي مشاكل في التنفس.
هذا ومن جانب آخر، فقد أشارت دراسة حديثة إلى أن الأشخاص المصابين بالصداع المزمن يتعرضون للشخير بنسبة تزيد على ثلاثة أضعاف الأشخاص الآخرين. كذلك يعاني 4% من البالغين من الصداع المزمن أي بمعدل 15 يوماً في الشهر.
وتشير نتائج الدراسة أيضاً إلى أن هذا النوع من الصداع يمكن أن يكون مرتبطاً بمشاكل تتعلق بالتنفس والتي يشكل الشخير أحد أعراضها الشائعة. إن توقف التنفس أثناء النوم هو حالة تنهار فيها المجاري التنفسية العليا وبذلك يتوقف التنفس مؤقتا مما يسبب الشخير واللهاث نحو التنفس.
أثبتت دراسة سابقة وجود صلة بين مشاكل التنفس أثناء النوم والصداع المفاجئ الحاد والذي يتركز في إحدى العينين ويكون عادة لفترة قصيرة وبشكل متكرر.
من جانب آخر، لا يتوفر إلا القليل من المعلومات حول سبب الصداع اليومي المزمن، وفقاً لدراسة نشرت في مجلة الأعصاب.
قامت الدكتورة آن شير من المعهد القومي للشيخوخة في ماريلاند وزملاؤها بدراسة الشخير لدى 206 من المرضى الذين يعانون من الصداع المزمن بالإضافة إلى 507 أشخاص أصحاء يعانون من الصداع المتقطع أحياناً.
سأل الأطباء المشتركين في الدراسة عن مدى تكرر الشخير لديهم. وأجاب 24% من المشاركين الذين يعانون من الصداع اليومي أنهم يصابون بالشخير بشكل مزمن مقارنة بـ 14% يعانون من الصداع المتقطع.
كذلك قال 50% من المصابين بالصداع المزمن إنهم تعرضوا لمدة 260 يوماً أو أكثر للصداع في السنة مقارنة بـ 24 يوماً من الصداع في السنة تعرض لها الأصحاء المشتركين في الدراسة. وبصورة عامة كان الشخير منتشراً بمعدل ثلاثة أضعاف بين المصابين بالصداع المزمن.
ووفقاً لمؤلفي الدراسة فإن جوانب الضعف في دراستهم تكمن في حقيقة أن المشاركين هم الذين أبلغوا عن ظاهرة الشخير لديهم ولذا فمن الممكن أن لا يكونوا دقيقين في ذلك.
ومن جانب آخر وحول ظاهرة الشخير تحديدا والتي يظنها البعض ظاهرة عادية!! فقد أشارت جمعية التنفس الأوروبية في دراسة حديثة لها إلى أن الشخير تحول من ظاهرة مزعجة إلى ظاهرة خطرة حيث تشير إحصائية الجمعية المذكورة إلى أن 8% من الشاخرين من عمر 40 ـ 60 سنة، و2% من الشاخرات من نفس مجموعة الأعمار يعانون في ذات الوقت من متلازمة انقطاع التنفس الانسدادي Obstrucive Sleep-Apone-Syndrome (OSAS).
وظاهرة انقطاع التنفس بسبب الشخير، التي توقظ النائم من نومه، تقلق نوم الشاخر في الليل وتعزز بالتالي مظاهر التعب والنعاس في النهار وتفاقم حالة "عدم التركيز" التي يعاني منها الأشخاص العاملون والتي تزداد وضوحا لديهم ما بعد الخمسين، ولا شك أن تفاعل حالة التعب وقلة النوم مع عناصر التوتر والجهد اليومي يعرض الشخص إلى أمراض القلب والدورة الدموية قبل غيرها.
ويعتبر مرض خناق النوم من المشكلات الصحية الخطيرة التي تصيب أعدادا كبيرة من الأشخاص خصوصاً البدينين منهم. وبالرغم من شيوع هذه المشكلة إلا أن 5% من الحالات يتم تشخيصها.
وتجدر الإشارة إلى أن خناق النوم يؤدي لحدوث مضاعفات عديدة منها: الموت المفاجئ، ارتفاع ضغط الدم، اضطرابات قلبية وتنفسية، الإغماء، الضعف الجنسي، الصداع المزمن.
ويبدأ هذا المرض تدريجياً وعلى مدى سنوات تتسم بالتدهور الصحي البطيء بحيث لا يشعر المريض بما يحصل لديه الشخير العالي ـ والذي أشبه ما يكون بخوار الثور أثناء النوم ـ يصبح عادة مميزة لهذا الشخص تصل إلى مضايقة وإزعاج الآخرين لدرجة الهروب من الغرفة أو المكان المتواجد فيه المريض دائماً.
وبعد الاستغراق في النوم ينغلق مجرى الهواء في الحنجرة تدريجياً حتى يقفل تماماً. ثم تقل نسبة الأكسجين في الدم وتزداد نسبة ثاني أكسيد الكربون إلى درجة حرجة جداً، مما يؤدي إلى تنبيه مركز النوم واليقظة في المخ فيصحو المريض مذعوراً وكأنه مخنوق تماماً ويسعل ثم يستأنف تنفسه الطبيعي ويعاود النوم مرة أخرى.
تتكرر هذه الأحداث في الليلة الواحدة عشرات أو حتى مئات المرات، بعضها يشعر بها المريض لكن أكثرها لا يصل حد الاستيقاظ التام. في الصباح يصحو المريض مصاباً بالصداع والخمول والإرهاق الجسماني وكأنه كان ساهراً طول ليلته لم ينعم بلحظة نوم.
في إثناء النهار يغلبه النعاس في أي لحظة هدوء، أثناء الانتظار، أمام التلفاز، وفي السيارة، أخطرها عندما يكون في حالة تستدعي الانتباه الكامل كقيادة السيارة أو تشغيل الآلات الميكانيكية الخطرة.
وهذا المرض ليس جديداً ولكن لم تتحدد سماته إلا حديثاً حيث درست طرق تشخيصه وعلاجه وانتشرت معامل للنوم في أماكن كثيرة من العالم لدراسة هذه الظاهرة وبدأت المستشفيات أخيرا تهيئ مختبرات خاصة لتشخيص مرض متلازمة توقف التنفس النومي.
وقد اتضح للعلماء والباحثين أن نسبة انتشار هذا المرض أكبر بكثير مما كان متوقعاً، إذ تقدر الإصابات بين متوسطي الأعمار من الرجال بـ 4% وفي النساء بـ 2% وتزداد هذه النسبة في بعض فئات المجتمع حيث بلغت إحصائيات هذا المرض بين سائقي الشاحنات في بعض الدول إلى نسبة مهولة تصل إلى 46%.
وعلى الرغم من خطورة هذا المرض على الفرد والمجتمع إلا أن التشخيص الصحيح لا يتم في أغلب الحالات إلا بعد أن يتقدم المرض كثيراً وقد لا يحصل التشخيص مطلقاً. وتقدر نسبة الحالات التي يتم التعرف عليها طبياً فقط 5 ـ 10% من مجمل الحالات.
ويعود السبب في ذلك إلى طبيعة المرض التدريجية بحيث لا يشعر المريض بما يحصل له. ومن الطريف أنه في أحيان كثيرة تبدأ الشكوى من أقارب المريض كالزوج أو الزوجة أو الأبناء المقيمين في نفس المنزل، وليس من المريض نفسه. _(البوابة)