الشجار بين الأزواج يسبب الأمراض

تاريخ النشر: 13 ديسمبر 2005 - 07:23 GMT

كلمة تحذير للأزواج الذين يتواصلون بشكل دوري من خلال الكلام الحادة والجارح أو إغلاق الأبواب بعنف.

 

"سأصاب بالجلطة من تصرفاتك"، "ستقتلني بكلامك"، "معاملتك لي ستؤدي إلى وفاتي حتماً"، "ستصيبني بداء السكري" عبارات يقولها الأزواج أثناء الشجار ولكن ما مدى صحتها.

 

وجدت دراسة جديدة بأن الأزواج الذين يعيشون حياة زوجية مليئة بالعلاقات العدائية والذين يعانون من مستويات توتر مرتفعة بشكل ثابت، كانت قدرة أجسامهم على الشفاء من الجروح بطيئة وضعيفة مقارنة مع غيرهم .

 

تقول مؤلفة الدراسة جانيس غلاسير، من معهد أبحاث الطب السلوكي في جامعة ولاية أوهايوا " أظهرت الدراسة بأن شفاء الجروح كان أكثر حساسية لمعدلات التوتر، مهما كان التوتر بسيطاً، أكثر مما توقعنا، لذلك فأن الراحة النفسية ضرورية جداً قبل الخضوع لعملية جراحية."

 

وركزت الدراسة التي قامت بها غلاسير مع زوجها على العلاقة الزوجية لـ 42 زوج وزوجة، من العرق الأبيض، المتوسطي التعليم، والذين تراوحت أعمارهم ما بين 22 و77 عاماً والمتزوجون منذ 13 عاماً تقريبا. وتمت مقابلة الأزواج مرتان بفاصل شهرين بين الجلستان، وتم إدخال الزوجان إلى المستشفى لمدة 24 ساعة في كل مرة. وقد طلب من الأزواج في الجلسة الأولى أن يناقشا الأمور التي يريدان أن يغيراها في الطرف الأخر لمدة 10 دقائق.

 

وفي الجلسة الثانية، طلب من الأزواج مناقشة مواضيع عامة حول الزواج، مثل المال، والنساء، والأقارب وهي مواضيع تثير العديد من المشاكل عادة بين الأزواج. وتم تسجيل الجلسات بالفيديو لتحليل نسبة ازدياد العداوة، كما تم تعبئة استبيان قبل وبعد الجلسات لقياس معدلات العداوة، والرضا عن العلاقة. ولمراقبة تأثير المناقشات على الشفاء، تم خدش 8 جروح صغيرة على ذراعي الأزواج خلال الجلسات. وتمت مراقبة حركة السوائل المضادة، والتي تعمل على إصلاح الجلد المخدوش، كما تم سحب عينات من الدم.  

 

فوجد الباحثون بأن الجروح شفيت ببطء خصوصاً بعد المجادلات الحادة. كما وجدت الدراسة بأن الأزواج العدائين كانوا أبطء في الشفاء تبعهم الأزواج الذين لم يبدو دعم للشريك، ثم الأزواج الذي تحدثوا بدعم وأخيرا كان الأزواج الأكثر ودية الأسرع في الشفاء. كذلك وجدت الدراسة فروقاً في كمية المواد المضادة، وزيادة في مستويات مادة  cytokine خارج المنطقة المخدوشة، وهذا لا يساعد عملية الشفاء، بل على العكس يهدد الصحة العامة، ويرتبط بخطر الإصابة بالكآبة، بالإضافة إلى تطوير أمراض القلب، ونخر العظام، والتهاب المفاصل، وداء السكري نوع 2 ، والسرطان، وهبوط عام في وظائف الجسم.

 

واستنتج الباحثون بأن التوتر القصير الأمد والطويل الأمد المرتبط بالشجار العدائي بين الأزواج يساهم بشكل كبير في بطء الشفاء، بالإضافة إلى ارتفاع خطر تطوير أمراض عضوية وعقلية مزمنة. وقد ركزت الدراسة على أن هذه النتائج قد تكون بسيطة مقارنة مع الشجارات الزوجية الحقيقية التي قد تدوم لساعات أو أيام، وبالتالي تكون نتائجها أكثر وأعمق ضررا.ً

 

ويقول العلماء أن البرهان على هذا التواصل بين الجسم والعقل، يمكن أن يكون يساعد الأطباء على الاهتمام بصحة المريض النفسية قبل أجراء العمليات من اجل تسريع مدة الشفاء.

 

وأخيرا تنصح الدراسة الأزواج بالتخفيف من حدة النزاعات والشجارات وتجنبها قدر الإمكان، ومحاولة تهدئة الأمور، والعودة إلى تقنية شد ورخي الحبل عندما تتأزم المشاكل، أو أخذ قسط من الراحة لتفادي تطوير أي من هذه الأمراض المزمنة. أما إذا كنت تعتقد بأنك شخص عصبي فيجب أن تستشير الطبيب ليصف لك علاج من المهدئات، مع أن ذلك لا يحل المشكلة بل يخدرها.

 

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن