أفادت الدراسات الحديثة أن النساء المرضعات لديهن نسب مرتفعة من هرمون البرولاكتين في أجسامهن، وتشير الأبحاث أن ارتفاع نسب هذا الهرمون في الجسم يؤدي إلى انخفاض في الرغبة الجنسية عند بعض النساء.
كذلك فإن جسم المرأة يفرز كميات اقل من الاستروجين خلال فترة الإرضاع مما يؤدي إلى جفاف العضو التناسلي عند المرأة، و تقترح الدراسة اخذ كميات إضافية من الاستروجين لتعويض النقص كحل لهذه المشكلة.
كما أن الإرهاق الذي يصيب المرأة المرضعة قد يكون له دور كبير في فقدان الرغبة في ممارسة الجنس لذلك ينصح بأخذ قسط كافي من الراحة لاستعادة النشاط. كما قد يكون السبب في ذلك انخفاض معدل السعرات الحرارية التي تتناولها المرأة خلال فترة الإرضاع، إذ أن عملية الإرضاع تستهلك 500 سعر حراري إضافي، لذلك على المرأة المرضعة أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار وان تقوم بتعويض هذه الكمية المفقودة من السعرات الحرارية.
و تفيد الدراسة أن على المرأة المرضعة أن تراقب كميات الحديد في جسمها باستمرار و ذلك عن طريق إجراء فحص دم.
وتخلص الدراسة إلى أن هذه المشكلة هي أمر طبيعي يحدث لأي امرأة في مرحلة الإرضاع و من المؤكد أن المشكلة ستنتهي بانتهاء عملية الإرضاع الطبيعي والعودة إلى نظام الحياة السابق. وتركز الدراسة على ضرورة تواصل الزوجين و الحديث عن هذه الحالة حتى تحافظ المرأة على حياتها الزوجية متوازنة وصحية.
هذا وفي المقابل فإن الرضاعة الطبيعية لها فوائد كثيرة لصحة الطفل حتى للمستقبل حيث أشارت أبحاث حديثة أجريت في الولايات المتحدة الأميركية إلى أن الحليب الصناعي المخصص للرضع يمكن أن يكون مسؤولا جزئيا عن حقيقة أن14% من الأطفال الأميركيين يعانون زيادة الوزن.
فقد نشرت مجلة الرابطة الطبية الأميركية أخيرا دراسة قارنت فيها بين أوزان أكثر من15 ألف شخص في سن المراهقة تتراوح أعمارهم بين9 و14 سنة. وتبين أن إمكانية الإصابة بالسمنة كانت تنخفض بنسبة20% لدى الذين تلقوا رضاعة طبيعية خلال الأشهر الستة الأولى على الأقل من حياتهم وانخفضت هذه النسبة أكثر لدي أولئك الذين رضعوا طبيعيا مدة سبعة أشهر.
ولا تعطي هذه الدراسة أي توضيحات حول كيفية تأثير الرضاعة الطبيعية في وزن الطفل في المستقبل ويقول د. ماثيو جيلمان الأستاذ المساعد في كلية هارفارد للطب في بوسطن والمشرف على الدراسة، إن ذلك لا يعني أن كل الأطفال الذين يشربون الحليب الصناعي في فترات الرضاعة سيعانون زيادة الوزن عندما يكبرون.
بالإضافة لهذا فقد أجرى باحثون من النرويج والدانمارك دراسة على نحو ثلاثمائة وخمسين ألف طفل تتراوح أعمارهم ما بين ثلاثة عشر شهرا وخمس سنوات لمعرفة الفترة التي حصلوا خلالها على رضاعة طبيعية وعلاقتها بمستويات الذكاء والقدرة على التحصيل.
وذكرت نتائج الدراسة أن الأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية لمدة تقل عن ثلاثة أشهر كانوا عرضة لانخفاض مستوى الذكاء إلى أقل من المتوسط بالمقارنة بالأطفال الذين حصلوا على رضاعة طبيعية لمدة ستة أشهر أو أكثر.
ويقول د. شتايم فيك من إدارة الطب الأسري بالجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا.. إن هناك علاقة بين طول فترة الرضاعة الطبيعية وزيادة قدرة الطفل على التعلم. ويضيف د. شتايم أن السبب قد يعود إلى ما يحتويه لبن الأم من مواد مغذية ضرورية للنمو والأحماض الدهنية تساعد على زيادة فاعلية الغذاء اللازم لنمو الطفل.
كما يؤكد العلماء أن الرضاعة الطبيعية تحمي الأطفال فيما بعد من الإصابة بالبدانة حيث تكتسب أجسامهم قدرة أكبر على حرق الدهون قبل أن تتراكم ._(البوابة)