الرجال لا زالوا مطلوبين من اجل الإنجاب!!

تاريخ النشر: 16 مايو 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

تناولت وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة موضوع عدم الحاجة إلى الرجال وأن هناك احتمالات عالية لاستبعاد مشاركة الرجال بصورة أساسية في عملية التكاثر عند الجنس البشري.  

 

وقد بدأت هذه الفكرة بالظهور عندما نجح العلماء في تلقيح بويضة و استيلاد فأر بدون الحاجة إلى ذكر. ولكن دراسة جديدة جاءت لتؤكد أن ضرورة الحيوانات المنوية ليست مهمة فقط لتلقيح البويضة وإنما مهمة جدا للنمو المبكر للجنين. 

 

حتى فترة قصيرة كان العلماء يعتقدون أن الهدف الأساسي من الحيوانات المنوية هو تلقيح البويضة بينما تبين مؤخرا أن هناك عوامل أخرى مهمة غير التلقيح تؤديها الحيوانات المنوية مثل نقل كروموسومات الرجل الجنين وكذلك عوامل أخرى مهمة لنمو الجنين. 

 

تحتوي الحيوانات المنوية الذكرية على مادة RNA وهي التي تساهم في وضع البصمات الجينية للجنين حديث التكوين. كذلك يعتقد العلماء أن هناك بعض العناصر الموجودة في الحيوانات المنوية تساعد على إطلاق وتحفيز تطورات مهمة تؤدي إلى جعل بعض الآليات المهمة في البويضة تعمل حتى ينتج جنين معافى. 

 

يضيف التقرير أن الحيوانات المنوية الصحية تساهم بشكل أساسي في تكور الزايجوت وهي الخلية الناتجة من تلاقح واتحاد البويضة والحيوان المنوي. 

 

يخلص البحث أن الذكر يعد بنفس أهمية الأنثى في عملية التكاثر عند الجنس البشري وانه ليس بالإمكان الاستغناء عن الذكور في المستقبل المنظور على الأقل. هذا الأمر قد يفسر الصعوبات الكبيرة التي يواجهها علماء الهندسة الوراثية في محاولاتهم المستمرة لعملية الاستيلاد الأحادية الجنس. 

 

هذا ومن جانب آخر وحول الخصوبة عند الرجل فقد أوضح العلماء، أن الرجال لديهم ساعة بيولوجية وأن خصوبتهم تقل مع تقدم العمر. وقال باحثون إن الساعة البيولوجية للرجال لا تبدأ عملها بصورة مفاجئة كما يحدث لدى النساء ولكن الرجال الأصحاء يصبحون أقل خصوبة بالتدريج عندما يتقدمون في السن.  

 

وعلى النقيض من النساء اللائي يولدن ولديهن مخزون محدود من البويضات فإن الرجال يفرزون حيوانات منوية طوال عمرهم. وقال الدكتور أندرو ويروبيك رئيس قسم التأثيرات الجينية على الصحة في معامل لورانس ليفمور بليفمور بكاليفورنيا الحيوانات المنوية تصبح أبطأ مع تقدم العمر.  

 

وقال ويروبيك إن فكرة أن الرجل يمكنه الإنجاب حتى سن الثمانين كحقيقة غير صحيحة بلا ريب. ففرصتك في إنجاب الأطفال تتضاءل تدريجيا مع تقدم العمر ولكن ليس على نحو مفاجئ كما يحدث مع المرأة .  

 

وتعزز هذه الدراسة دراسة سابقة حيث توصل باحثون إلى أن فرص الرجال في أن يكونوا آباء تقل بالتدريج بعد بلوغهم سن الخامسة والثلاثين. وتوصل الباحثون من جامعة واشنطن في سياتل إلى أن التلف الذي يصيب الخلايا المنوية يزداد بمرور العمر. وعلى خلاف معظم أنواع الخلايا الأخرى في جسم الإنسان، فإن الخلايا المنوية غير قادرة على إصلاح التلف الذي يصيبها.  

 

وبالإضافة إلى ذلك، توصل الباحثون إلى أنه مع تقدم الرجل في العمر فإنه يفقد قدرته الطبيعية على التخلص من الخلايا المنوية المريضة. ويعني هذا أن فرصة إخصاب بويضة المرأة بفعل خلية منوية تالفة تصير أكبر. ويعني هذا أيضا أن فرصة إخفاق الحمل ستزداد، أو أن الأطفال قد يولدون باستعداد أكبر لتشوهات بسيطة مثل عدم استواء الأسنان أو عدم تماثل الأطراف.  

 

علما بان دراسة طبية سابقة كانت قد كشفت في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية للصحة الإنجابية ، أن قدرة الرجل على الممارسة الجنسية تضعف مع تقدمه في السن، بالرغم من أن إنتاج الحيوانات المنوية يبقى مستمرا طيلة حياته.  

 

ووجد الباحثون من كنتاكي وبويت ريكو، بعد جمع السائل المنوي من 530 رجلا من الشباب تراوحت أعمارهم بين 20 إلى 30 عاما، ومن كبار السن الذين تراوحت أعمارهم بين 51 إلى 60 عاما وقياس حجمه وتركيزه وعدد الحيوانات المنوية فيه وحركتها، أن القدرات الإنجابية للرجل تبدأ بالضعف والانخفاض بعد وصوله إلى سن الخامسة والعشرين.  

 

وأشار هؤلاء إلى أن معدل الإخصاب عند الرجال الذين تجاوزوا 39 عاما ، يبلغ 51 % ، مقارنة مع ما يزيد على 60 % عند الرجال الأصغر سنا، مشيرين إلى أن اثر السن هذا كان جليا بين الرجال الذين يعانون أصلا من مشكلات في القدرة على الإنجاب. ويرى الباحثون أن على الأطباء أن يأخذوا في اعتبارهم عامل السن عند التحاليل الاعتيادية للحيوانات المنوية المخصصة للكشف عن مشكلات الذكورة والعقم._(البوابة)