الحكم على الروائح يختلف من شخص لآخر!!

تاريخ النشر: 13 ديسمبر 2006 - 11:37 GMT

 قال خبير ألماني بالروائح أن الحكم على الروائح بأنها زكية أو كريهة يختلف من شخص إلى آخر وان البشر غالبا ما يخدعون بعضهم بعضا بالتأثير والتحكم بالروائح.  

 

وأوضح الخبير شنايدر، أن المرء يبحث عادة بفطرته عن الروائح الزكية والمغرية الأمر الذي يجعل المسؤولين في المدن الكبيرة مثل برلين وباريس وطوكيو ونيويورك يضعون روائح مقبولة تعرف باسم شمع عطري.  

 

وبين أن هناك خبراء آخرين يعتقدون انه يمكن إدراك الروائح ليس عبر الأنف فحسب بل أيضا عبر الأذنين والعينين وذلك بعد توقف الروائح قليلا في الأنف. 

 

وتابع أن نوع الرائحة ولون المادة التي تعبق بالعطر المحبب يلعبان دورا مميزا في استحباب العطور ومواد التنظيف كإقبال الناس مثلا على الروائح العطرية ومواد التنظيف البنفسجية المصنوعة من زهور نبات الخزامى. 

 

ولفت شنايدر الانتباه إلى أن اللون البنفسجي خاصة يلعب لدى الألمان دورا كبيرا في استحباب مواد التنظيف أو مواد العطر مبينا أن لكل ذلك أسبابه النفسانية إذ أن النوعية التي يتعين أن يكون لها دور في الاختيار والتفضيل وليس مجرد اللون. 

 

وذكر أن الكثير من المطاعم غالبا ما تحرص على وضع الروائح أمام أبوابها كوسيلة لجذب الزبائن واستدراجهم إلى داخل المطعم. 

 

وأضاف أن المجتمع الألماني يميل حاليا للتوابل الحارة والألوان الفاقعة وهذا لم يكن موجودا قبل عقود عدة وبالتالي استفاد قطاع المطاعم من هذا التوجه بحيث اصبح أصحاب المطاعم يرشون أمام مطاعمهم روائح قوية كي تعطي تأثيرها على الزبائن فورا. 

 

كما تتبع المحال التجارية نفس الأسلوب إذ تفوح المنتجات برائحة مشوقة تشعرك وكأنك داخل مطبخ حيث يشعر الزبون بالجوع ويشتري المنتج الوهمي بعد أن يكون انفه قد خدعه وضلله. 

 

ورأى شنايدر أن حاسة الشم تبقى في الذاكرة البشرية كأطول ذاكرة من الناحية الزمنية مشيرا إلى أن رائحة الغسيل مثلا تذكرنا غالبا بفترة طفولتنا.  

 

ومن الجدير ذكره أنه يجب عدم المبالغة باستخدام العطور حيث أوضحت دراسة علمية قام بها فريق من العلماء بجامعة "هارفارد"، أن بعض المواد الكيماوية التي تستخدم في صناعة العطور لإطالة عمرها تحدث تشوهات بجينات الحيوانات المنوية، وبالتالي تؤدي إلى العقم.  

 

ولتفادي آثار هذه المواد على الصحة ينصح بإتباع عدة تعليمات، مثل وضع كمية صغيرة من العطور وعدم المبالغة في رشها مع مراعاة عدم ملامستها للجسم مباشرة، وإبعادها عن الأنف بقدر المستطاع.  

 

هذا ومن جانب آخر ولتبتعد عن العطور قدر الإمكان فانه لا داعي أصلا لاستخدامها وذلك حسبما جاء في بحث علمي فريد من نوعه، حيث قال باحثون أميركيون إنهم وجدوا أن تعرق الرجال يؤثر نفسيا وبشكل إيجابي على النساء، إذ أنه ينعش مزاجهن، ويقلل توترهن ويزيد استرخاءهن، وأضافوا أن التعرق له تأثير مباشر على إفراز هورمون يؤثر بدوره على فترة العادة الشهرية للنساء وعلى موعدها.  

 

ونشر علماء جامعة بنسلفانيا ومركز موني للحواس الكيميائية في فيلادلفيا، نتائج البحث على صفحات موقع الإنترنت لمجلة "بايولوجي أند ريبرادكشن" المتخصصة في علم الأحياء والإنجاب. وقال جورج بريتي الباحث في المركز الذي شارك في الدراسة إنه إذا كان تأثير الفيرومونات (مواد كيميائية يفرزها الجسم لاجتذاب الجنس الآخر) الأنثوية على العادة الشهرية للنساء الأخريات معروفا، فإن هذه هي المرة الأولى التي يتعرف فيها العلماء على دور الفيرومونات الذكرية عليها.  

 

وحول الموضوع نفسه، أظهرت دراسة أجريت مؤخراً في دائرة علم النفس التابعة لكلية الجامعة في لندن أن هرمون أندرستنول الذي يحتويه عرق الإبط لدى الرجال يملك خواص استثنائية مؤكدة.  

 

فقد أشارت الدراسة التي اشتملت على 76 متطوعاً من الطلاب من الجنسين أن الإناث اللواتي تعرضن للاندرستنول تفاعلا اجتماعياً مع الذكور بشكل أكبر من اللواتي لم يتعرضن له.  

 

كان العلماء يعتقدون لسنوات طويلة أن الاستجابة للروائح بين البشر درست بشكل كامل وأن الناس لا تثيرهم الروائح. ولذا فقد تم إسقاط النظرية القائلة بأن إفرازات الجسم تؤثر على السلوك. لكن الباحث جيه.جيه. كولي يشير إلى أن الاتصالات بين الناس عن طريق حاسة الشم تحدث بالفعل.  

 

ويدعي جورج دود من جامعة وارويك أنه اكتشف هرمونا من الكورتيزون أسماه "أوسمون" يعتبر مؤشرا على الاندروستنون الذي يتميز بخصائص مهدئه في المعالجة العطرية. ويربط دور ذلك بحقيقة غربية تقول إن النساء أكثر حساسية بألف مرة من الرجال لرائحة السترويدز.