البيض هو طعام شائع ومغذي للغاية غني بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة والبروتين والدهون، وفي أجزاء من العالم حيث البيض ميسور التكلفة ويمكن الوصول إليه بسهولة، يأكله الكثير من الناس بانتظام أو حتى يوميًا.
وفي مرحلة ما، ربما سمعت أن الكوليسترول الموجود في البيض يساهم في الإصابة بأمراض القلب والتي تعد السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، ولسنوات، استمر هذا الاعتقاد من قبل مسؤولي الصحة والجمعيات الطبية والتغذوية على حد سواء، مما دفع بعض الناس إلى تجنب تناول البيض.
البيض بلا شك أعلى في الكوليسترول من العديد من الأطعمة الأخرى. ومع ذلك، فهو مليء أيضًا بالمركبات النشطة بيولوجيًا المفيدة والعناصر الغذائية الأخرى لمكافحة الأمراض، حيث تشير الأبحاث الحديثة إلى أن الصلة بين تناول البيض وارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب قد لا تكون قوية كما كان يعتقد من قبل.
هل البيض يرفع مستويات الكوليسترول ؟
وجدت الدراسات والتحليلات الحديثة أن تناول البيض قد لا يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب أو عوامل الخطر، مثل الالتهاب، وتصلب الشرايين، وارتفاع مستويات الكوليسترول، كما لاحظت بعض التجارب العشوائية ذات الشواهد نتائج مماثلة، على الرغم من أنها عادةً ما تكون في مجموعات دراسة أصغر من 20-50 بالغًا يتمتعون بصحة جيدة.
وأشارت التجارب التي تقارن وجبات الإفطار القائمة على البيض والوجبات الخالية من البيض إلى أن الكوليسترول زاد بالفعل في مجموعات إفطار البيض، ومع ذلك، ظلت نسبة الكوليسترول الجيد ثابتة، وهي علامة حيوية شائعة الاستخدام لتقييم مخاطر أمراض القلب.
ومع ذلك، تقول بعض الدراسات أن الارتباطات السلبية لتناول البيض قد تكون أكثر بروزًا إذا تم تناولها جنبًا إلى جنب مع الأطعمة الأخرى التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول، وبصرف النظر عن البيض، يمكن أن يشمل ذلك الزبادي والجبن واللحوم المصنعة والأطعمة المقلية.
بشكل عام، لا تزال هناك تناقضات حول كيفية تأثير البيض بالضبط على الكوليسترول والدور العام الذي تلعبه في خطر الإصابة بأمراض القلب، حيث يتفق العديد من الخبراء على أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات البشرية لمعالجة هذه الأسئلة بشكل أفضل.
ما هي كمية البيض الآمنة للأكل يوميًا ؟
مع استمرارنا في معرفة كيفية تفاعل البيض مع الكوليسترول والأمراض المزمنة، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن المخاطر المرتبطة بتناول الكثير من البيض تختلف بين الأفراد.
وفي الواقع، يمكن أن تؤثر عوامل مثل الجينات والتاريخ العائلي وكيفية تحضير البيض ونظامك الغذائي العام وحتى المكان الذي تعيش فيه على عدد البيض الذي يمكنك تناوله بأمان يوميًا.
أيضًا، ضع في اعتبارك كمية الكوليسترول الكلي في نظامك الغذائي من الأطعمة إلى جانب البيض، فمثلًا إذا كان نظامك الغذائي منخفضًا نسبيًا في الكوليسترول، فقد يكون لديك مساحة أكبر لتناول البيض، ومع ذلك، إذا كان نظامك الغذائي أعلى في الكوليسترول، فقد يكون من الأفضل الحد من تناول البيض.
بالنسبة لشخص بالغ يتمتع بصحة جيدة ولديه مستويات كوليسترول طبيعية ولا توجد عوامل خطر أساسية كبيرة لأمراض القلب، تشير بعض الأبحاث إلى أن 1-2 بيضة يوميًا يمكن أن تكون آمنة، وقد يكون ذلك صحيًا ويفيد صحة قلبك.
وبغض النظر عن تناول البيض، تزداد مخاطر الإصابة بأمراض القلب مع تقدمك في العمر بسبب التغيرات مثل تراكم الدهون وتصلب الشرايين، لذلك، ومن المهم أن تأخذ في الاعتبار صورتك العامة وحالتك الصحية عند تحديد عدد البيض الآمن للأكل.
إذا كانت لديك مستويات عالية من الكوليسترول الضار، أو زيادة الوزن أو السمنة، أو مرض مزمن مثل مرض السكري، أو تاريخ عائلي من أمراض القلب، فقد يكون من الأفضل تناول ما لا يزيد عن 1 بيضة يوميًا أو 4-5 بيضة في الأسبوع.
هل من الأفضل أكل بياض البيض فقط ؟
في المتوسط، تحتوي بيضة كبيرة على حوالي 200 ملغ من الكوليسترول، حيث يتركز الكوليسترول في الصفار، لذلك، يأكل بعض الناس بياض البيض فقط لتقليل تناول الكوليسترول مع الاستمرار في الحصول على مصدر جيد للبروتين الخالي من الدهون.
ومع ذلك، لا يجب أن تتجاهل الصفار تمامًا بسبب محتواه من الكوليسترول، حيث أن الصفار هو أيضًا جزء من البيضة المليئة بالحديد وفيتامين د والكاروتينات والمزيد، ويُعتقد أن هذه العناصر الغذائية النشطة بيولوجيًا مسؤولة عن العديد من الصفات المعززة للصحة للبيض، مثل انخفاض الالتهاب، وزيادة مستويات الكوليسترول في البروتين الدماغي العالي الكثافة، وتحسين صحة التمثيل الغذائي.
في هذا الوقت، لا يوجد الكثير من الأدلة التي تدعم تناول بياض البيض فقط لدى الأفراد الأصحاء، وفي الواقع، من خلال تجنب الصفار، قد تفقد العديد من الفوائد الصحية التي يقدمها البيض.
من ناحية أخرى، إذا كنت معرضًا لخطر الإصابة بأمراض القلب أو لديك بالفعل ارتفاع في الكوليسترول، فإن إعطاء الأولوية لبياض البيض وتقليل كمية صفار البيض التي تتناولها خلال الأسبوع يمكن أن يساعد في منع المزيد من الزيادات في الكوليسترول لديك.
للمزيد من صحتك وجمالك:
طبيب البوابة: هل نتوقع انتهاء جائحة كورونا قريباً؟