بحسب دراسة جديدة فان النساء البدينات عرضة أكثر للإصابة بسرطان القولون والمستقيم من الرجال البدينين وذلك وفقا لنتائج توصل لها فريق طبي من جامعة ستوني بروك الأمريكية.
شملت الدراسة 1050 امرأة و1250 رجل وتوصلت إلى أن النساء اللواتي تزيد كتل أجسامهن على 40 بحسب مقياس الكتلة body mass index BMI هن عرضة اكبر بنسبة 5.2 مرة للإصابة بسرطان المستقيم والقولون من النساء اللواتي لا تزيد كتل أجسامهن عن 25 بحسب المقياس نفسه.
أما بالنسبة للرجال الذين تم فحصهم فلم تشر النتائج إلى أن لهذا المقياس أي اثر في زيادة احتمالات إصابتهم بهذا النوع من السرطان وبهذا تقتصر مخاطر السمنة من هذا المعيار على النساء فقط.
تجدر الإشارة إلى أن هذه النتائج ستكون ذات أهمية كبيرة في عملية توعية النساء من مخاطر السمنة وستشكل حافز جديد للنساء البدينات لخفض أوزانهن بالسرعة الممكنة.
ليس هذا وحسب بل لقد حذر فريق علمي بريطاني سابقا من أن سرطان الكلية أصبح من أكثر أنواع السرطانات انتشارا لدى السيدات موضحا أن سبب ازدياد حالات الإصابة بذلك النوع قد يعود إلى ارتفاع مستويات السمنة.
وأظهرت بيانات حديثة عن مجموعة أبحاث السرطان البريطانية زيادة حالات الإصابة بسرطان الكلية بنسبة 22 في المائة لدى السيدات خلال السنوات العشر الماضية وهو معدل يتجاوز معدل انتشار سرطانات الثدي والجلد والرئة خلال نفس الفترة.
ويتسبب سرطان الكلية وحده في وفاة نحو ثلاثة آلاف شخص من الجنسين سنويا في بريطانيا. وترتفع حالات السمنة في بريطانيا مع تصنيف أكثر من 20 في المائة من السيدات البريطانيات حاليا في فئة البدينات.
وقال خبير أمراض السرطان في مستشفى الملكة اليزابيث في مدينة برمنغهام البريطانية الدكتور نيك جيمس إن "الدراسات الأميركية تظهر أن السمنة يمكن أن تؤدي إلى زيادة بمعدل أربعة أضعاف في مخاطر الإصابة بسرطان الكلية". وأوضح أن الخلايا الدهنية تنتج مقادير مفرطة من هرمون (إستروجين) الأنثوي الذي يقوم بتسريع عملية انقسام الخلايا وهو ما يؤدي لارتفاع مخاطر تشكل خلايا سرطانية.
ومن جانب آخر وحول الغذاء والسرطان، قال علماء إن الوجبة الغذائية الغنية بالألياف يمكن أن تحد بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض السرطان بنسبة تصل إلى 40%، وأظهرت نتائج أكبر دراسة حتى الآن عن العلاقة بين النظام الغذائي ومرض السرطان أجريت على 400 ألف شخص من تسع دول، وعرضت في المؤتمر الأوروبي للتغذية والرعاية في ليون بفرنسا أن الألياف مهمة خاصة في الحد من الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
وقالت الدكتورة شيلا بينجهام من وحدة دن للتغذية البشرية في جامعة كمبردج هذه أول نتائج إيجابية لفوائد الألياف من مجموعة كبيرة كهذه. وضعنا الأربعمائة ألف شخص الذين أجريت عليهم الدراسة في خمس مجموعات تبعا لاستهلاكهم للألياف.
وأضافت أن المجموعة التي تناولت الكمية الأكبر من الألياف انخفض خطر إصابتها بسرطان القولون والمستقيم بنسبة تصل إلى 40%. ويعتقد خبراء طبيون أن أكثر من 30% من جميع حالات الإصابة بالسرطان في العالم المتقدم ترتبط بعوامل التغذية ويمكن تجنبها باتباع أنظمة غذائية متوازنة بصورة أفضل.
كما أظهرت الدراسة التي بدأت منذ 15 عاما فرصة ضئيلة للإصابة بسرطان القولون بالنسبة للأشخاص الذين يتناولون الأسماك بكميات كبيرة، بينما يزداد خطر الإصابة بالسرطان لهؤلاء الذين يتناولون كميات كبيرة من اللحوم المحفوظة مثل فخذ الخنزير ولحمه المملح والسجق.
وتنصح الدراسة بتناول خمس حصص من الفاكهة والخضر يوميا للوصول إلى الحالة الصحية المثلى وتجنب السرطان. وقال البروفيسور نيك داي إن هذه الدراسة المهمة يجب أن تصحح المفاهيم الخاطئة عن النظام الغذائي والسرطان. وأضاف ظهرت تقارير في الآونة الأخيرة بدا أنها تشير إلى أن تناول الفاكهة والخضر ليس مهما في الحد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
وأكد أن هذه الدراسة الواسعة ستمدنا على الأرجح بصورة أكثر دقة للعلاقة بين السرطان والنظام الغذائي. وأظهرت الدراسة أيضا أن الأشخاص الذين يدخنون علبة سجائر يوميا ويشربون ما يزيد على زجاجة خمر يزداد على الأرجح معدل إصابتهم بسرطان الحنجرة خمسين مرة. ووفقا للتقرير فإن أكل الدواجن لا يزيد من خطر الإصابة بالسرطان وربما يكون له أثر وقائي.
وقال البروفيسور جوردون ماكفي المدير العام لحملة بحوث السرطان التي قامت برعاية بحث بنجهام إن ''هذه النتائج مهمة بسبب نطاق البحت للدراسة ولأنها تعيد بحزم الألياف إلى القائمة كجزء مهم في النظام الغذائي الصحي_(البوابة)