الأرز.. لالتهابات الجلد والأكزيما

تاريخ النشر: 17 أكتوبر 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

أثبتت دراسة طبية جديدة نشرتها مجلة (أرشيف العلوم الجلدية والأمراض التناسلية), أن نقع المناطق الجلدية المصابة بالأكزيما أو الالتهابات, في محلول يحتوي على نشا الأرز, قد يساعد في تحسين هذه الحالات وأعراضها, وتخفيف جفاف الجلد وتهيجه. 

 

وقام الباحثون في الدراسة الجديدة, بإجراء تجربتين, شملت الأولى 37 شخصا من الأصحاء وضعوا مادة كيميائية مهيِّجة على جلودهم, وأصيبوا بالتهاب جلدي بسيط, واستخدموا 30 غراما من نشا الأرز النقي أو 7.5 غرام من لوشن حمام مصنوع من نشا الأرز والجليسيرين ومادة "دايميثيكون", أو نفس هذا اللوشن، مضافا إليه 5 في المائة من زيت زهرة الربيع, بحيث تم تحضير نشا الأرز في ثلاث لترات من الماء, ثم وضع ذراع كل شخص فيها لـ 15 دقيقة مرتين يوميا لمدة خمسة أيام, بينما عولج في التجربة الثانية, 13 شخصا مصابين بالأكزيما بنشا الأرز النقي المحضّر في الماء بنفس الطريقة السابقة, مع قياس الخسارة المائية اليومية من الجلد التي تدل على الرطوبة الجلدية. 

 

ووجد الباحثون، حسب قدس برس، أن جميع أشكال نشا الأرز ساعدت في تحسين رطوبة الجلد عند المصابين بتلف جلدي كيماوي, ولوحظت نفس هذه التحسنات عند الأشخاص المصابين بالأكزيما الذين استخدموا محلول النشا الصافي. 

 

هذا ومن جانب آخر، أكدت دراسة طبية أن علاج مرض الاكزيما يعتمد بشكل‏ ‏رئيسي على عناية المريض ووعيه واهتمامه باتباع وسائل الوقاية للتقليل من حدوث ‏ ‏نوبات تهيج الجلد لديه .‏ ‏  

 

والأكزيما مصطلح يوناني يدل على معنى الغليان حيث يشعر المصاب وكأن جلده يغلي ‏ ‏ترافقه شدة الحاجة إلى حك الجلد بشكل متواصل مما قد يتسبب بإحداث جروح فيه .‏ ‏  

 

وقالت الدراسة التي أعدتها اللجنة المتخصصة في العمل الصحي الخيري في صندوق ‏ إعانة المرضى أن الاكزيما تحدث لدى الأشخاص ممن لديهم الاستعداد للإصابة بهذا ‏ ‏النوع من الحساسية وعادة يقسمها الأطباء إلى اكزيما ناتجة من عوامل داخلية في‏ ‏الجسم وأخرى من العوامل الخارجية في البيئة .‏ ‏  

 

والى جانب الإصابة بمرض الاكزيما سابق الذكر قد يصاب الشخص بمرض (الاكزيما ‏ ‏التلامسية) حين يلامس جلده فترة طويلة مواد معينة يمتصها الجسم وتلتقطها الخلايا ‏ ‏المناعية التي تحملها بدورها إلى الخلايا الليمفاوية ليصبح الجسم بعدها غير قادر ‏ ‏على تحمل تلك المادة وتسبب له هذا النوع من المرض .‏  

 

ومن الأمثلة على ذلك ذكرت الدراسة مادة النيكل الموجودة في المجوهرات‏ ‏التقليدية ومعدن ساعة اليد إذ أن النيكل يذوب في عرق الإنسان ويمتصه الجلد فإذا‏ ‏كان الشخص قابلا للتحسس فانه يصبح بعد فترة غير قادر على ملامسة النيكل حيث تتكون‏ في جسمه بقعة من الاكزيما في المكان الذي يلامسه هذا المعدن .‏ ‏  

 

ومن العوامل الداخلية التي تسبب الاكزيما قالت الدراسة الاكزيما الناتجة من‏ ‏عوامل داخلية في الجسم وهي ناتجة عن استعداد تكويني أو وراثي في الجسم وقد تلعب ‏ ‏العوامل الجوية الخارجية دورا في زيادتها أو نقصانها ومن الاكزيما الداخلية‏ ‏اكزيما الأطفال البنيوية أو الوراثية او التأبنية حيث يولد بعض الأطفال وعندهم ‏ ‏الاستعداد الموروث للحساسية إذا كان أحد الوالدين أو الأجداد يعاني من الحساسية .‏ ‏  

 

ومن أنواع الاكزيما أيضا (الاكزيما الدهنية) وهي تتركز في مناطق تجمع الغدد ‏ ‏الدهنية مثل الرأس والوجه وخلف الأذن والصدر و (الاكزيما الركودية) وتكثر لدى‏ ‏السيدات متكررات الحمل ولدى الأشخاص الذين تتطلب طبيعة عملهم الوقوف لساعات طويلة ‏ ‏ويرجع السبب الحقيقي للإصابة بها إلى ضعف جدران الأوردة مما يساعد على حدوث ‏ ‏الانتفاخ .  

 

وذكرت الدراسة أن من أنواع الاكزيما أيضا (الاكزيما العصبية) وتظهر‏ ‏على هيئة بقع صغيرة محددة خلف الرقبة أو على جانب الرجل من الأسفل واكزيما ربات ‏ ‏البيوت التي تنتج عن ملامسة المنظفات القلوية والمواد الغذائية الطازجة حيث تلتهب ‏ ‏اليدان وتظهر فيهما فقاعات صغيرة تحت الجلد .‏ ‏  

 

وقالت أن رحلة الطفل مع الأكزيما الجلدية تبدأ بظهور احمرار مع قشور في الخدين ‏ ‏في سن ثلاثة اشهر وتمتد الحالة إلى الرجلين على شكل احمرار وقشور وتسلخات سطحية ‏ ‏مصحوبة بحكة شديدة وتمر الحالة بنوبات تحسن مع بلوغ الطفل ثلاث سنوات ولكن بعض ‏ ‏الحالات قد تستمر في المعاناة طوال فترة الطفولة والمراهقة والشباب .‏ ‏  

 

ونصحت الدراسة الأم حسن اختيار الملابس القطنية والتقليل من مرات الاستحمام ‏ ‏للطفل وذلك لان الماء والصابون يجفف الجلد ويساعد على الحكة والتقليل من المجهود ‏ ‏العضلي في الجو الحار لان العرق يسبب حكة جلدية والابتعاد قدر الإمكان عن ‏ ‏الاستحمام بالماء الساخن باعتباره أحد العوامل المساعدة على احتمالات زيادة ‏ ‏التهاب الجلد.‏ ‏  

 

ودعت الدراسة إلى إبعاد الطفل عن الحيوانات والطيور لان ريشها وشعرها يسبب‏ ‏الحساسية وتجنب ملامسة الأشجار المزهرة وخاصة في موسم حبوب اللقاح إلى جانب الحرص‏ أن تكون غرفة الطفل قليلة المفروشات وأرضيتها خالية من السجاد والموكيت .‏ ‏  

 

وحول طرق العلاج من مرض الاكزيما دعت الدراسة إلى تجنب التعرض للحرارة أو ‏ ‏الرطوبة الشديدتين واستخدام الألبسة القطنية دون غيرها والمحافظة على جلد الطفل ‏ ‏رطيب بأحد الدهانات المعروفة وعدم استعمال المستحضرات والمنظفات التي تسبب تهيج ‏ ‏الجلد والالتزام بإرشادات الطبيب واستعمال المستحضرات التي توصف عادة لعلاج هذه ‏ ‏المشكلة._(البوابة)