قال اختصاصي كويتي بأمراض القلب أن الدراسات الميدانية في دولة الكويت تشير إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات الإصابة في أمراض القلب بين فئات المجتمع في مختلف الأعمار وخاصة في الأعمار المتوسطة.
وذكر رئيس وحدة القلب في مستشفى مبارك الدكتور محمد زبيد في ندوة (المخاطر المؤدية لأمراض القلب) التي يقيمها صندوق إعانة المرضى بمناسبة أسبوع التوعية الصحية، حسب وكالة الأنباء الكويتية، إن ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض القلب في الكويت كما هي في معظم دول العالم ناجمة عن عدم التكيف السليم في البيئة.
وأوضح أن الدراسات الطبية أثبتت أن الإنسان في المدينة يأكل اكثر ويتحرك اقل الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بأمراض السكر وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض العصرية.
ودعا إلى إجراء الفحوصات المبكرة قبل بداية أي أعراض لعوامل الخطر والتي من بينها ارتفاع ضغط الدم والسكر والكوليسترول ودهون الدم بالإضافة إلى البدانة وزيادة الوزن .
وأضاف أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية ذكر منها السمنة والتدخين والسكر وارتفاع ضغط الدم إضافة إلى الكوليسترول والعوامل الوراثية.
وقال الدكتور زبيد، أن أمراض القلب في دول العالم ناتجة في اغلبها عن أسلوب الحياة مبينا انه لا بد من إيجاد تغيير مهم ورئيسي على حياة الإنسان والتركيز على طرق تجنب الأمراض.
ونصح بتناول الأطعمة المتزنة والإقلاع عن التدخين وممارسة الرياضة بصفة منتظمة والبعد عن تناول الوجبات الجاهزة للوقاية من أمراض القلب فيما نصح مرضى السكر والضغط بتفادي ارتفاع نسبتهما حتى لا يتطور الأمر إلى الإصابة بأمراض القلب مع الحرص على عدم زيادة الوزن والعلاج من أمراض السمنة التي تعد من أهم أسباب أمراض القلب على الإطلاق.
وبين أن الامتناع عن التدخين يفيد مرضى القلب كثيرا مؤكدا أن فائدة الامتناع لا تقل قيمة عن فائدة تناول الأدوية اللازمة لتقليل نسبة حدوث الوفيات بسبب هبوط القلب لديهم.
ومن جانب آخر، ربطت دراسة جديدة بين العواطف السلبية وأمراض القلب بين الرجال. فقد تمت متابعة 500 رجل من كبار السن لمدة ثلاث سنوات واكتشف أن العواطف السلبية أدت إلى خطر الإصابة بأمراض القلب.
وقام الباحثون بقياس العوامل النفسية مثل المزاج المحبط، القلق، التشاؤم والأفكار المشوشة مثل مشاكل التركيز. ووجد الباحثون أن زيادة نقطة واحدة في كل واحدة من هذه النقاط، رفعت خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 6 %، وفقا لنتائج الدراسة التي نشرت في الدورية الأمريكية لأمراض القلب.
والأهم من ذلك ما قاله رئيس فريق البحث وهو أن الرجال الذين تميزوا بهذه العواطف واجهوا أخطار الإصابة بأمراض القلب حتى حين أخذت العوامل الرئيسية الأخرى مثل البدانة، ارتفاع ضغط الدم ومقاومة الأنسولين بعين الاعتبار.
ومن شأن ذلك أن يقدم دليلا على أن العواطف السلبية نفسها لها آثار مهمة على صحة القلب، بحسب الدكتور جون تودارو، من كلية الطب في جامعة براون في رود آيلند.
قال الدكتور تودارو، "هناك عدة تفسيرات محتملة لهذه الصلة. ومن أحد هذه الاحتمالات ما يتعلق بتقلب معدل ضربات القلب، التقلب الطبيعي في عدد ضربات القلب بالنسبة للشخص، حيث أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب أو ذوي الشخصيات العدوانية يمكن أن يكون لديهم تقلب في ضربات القلب أقل من غيرهم مما يضع عبئا إضافيا على أجسامهم.
قال تودارو "إن قلوب هؤلاء تعمل بشكل أكثر من قلوب غيرهم."
أما الاحتمال الثاني فيتعلق بالتهابات الجهاز الدوري الدموي. وتشير دراسة جديدة إلى أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب أو ذوي الشخصيات العدوانية يكون لديهم مستويات عالية من البروتينيات وغيرها في الدم.
ويسود اعتقاد واسع بأن الالتهاب المستمر الذي ينتشر في جهاز الجسم المناعي يلعب دورا مهما في مرض الشريان التاجي.
كذلك أشار تودارو إلى تفسير غير بيولوجي وهو أن الأشخاص الذين يتميزون بعواطف سلبية يمكن أن يكونوا أقل احتمالا للتقيد بالنصيحة الطبية أو الأنظمة الأخرى التي من شأنها وقاية الشخص من أمراض القلب.
ويتساءل تودارو حول نتائج معالجة العواطف السلبية قائلا، "لم يصل البحث في هذه المجالات إلى نتائج مثمرة ولكنه أيضا في مراحله المبكرة جدا"._(البوابة)