قال باحثون ان ادوية تعرف باسم ستاتنز لخفض الكوليسترول في الدم يمكنها ان تمنع سرطان الثدي. كذلك ان قدامى المحاربات اللائي تناولن تلك الادوية لخفض نسبة الكوليسترول قل خطر الاصابة بسرطان الثدي لديهن بنسبة 51 في المئة على مدى ستة اعوام من الدراسة.
و اظهرت دراسة ان الرجال الذين استخدموا ادوية الكوليسترول تلك قل لديهم بنسبة النصف خطر الاصابة بسرطان البروستاتا المتقدم وبنسبة الثلث خطر الاصابة بمرض سرطان البروستاتا القاتل على مدى عشر سنوات بالمقارنة مع الرجال الذين لم يستخدموا تلك الادوية.
وقال خبراء ان من السابق لاوانه جدا الان القول إنه يتعين على الناس تناول هذه الادوية بشكل صارم لخفض خطر الاصابة بالسرطان ولكن هذه الميزة الاضافية تجعلها خيارا سهلا للناس الذين يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم.
هذا وبالنسبة للفوائد الأخرى لأدوية الكوليستيرول، فقد دلت دراسة سابقة على انها قد تفيد الأشخاص المصابين بأمراض القلب .حيث ان إعطاء الأشخاص المصابين بانسداد معتدل الحجم في الشرايين جرعات كبيرة من أدوبة تخفيض الكولسترول إلى مستويات منخفضة جدا يقلل خطر إصابتهم بالسكتة الدماغية والنوبة القلبية لدرجة اكبر بكثير مما كان متوقعا . هذا ما تبيّن من نتائج أول دراسة أجريت لاختبار هذه الاستراتيجية .
بالرغم من أن بعض المرضى أصابتهم مشاكل في الكبد أرغمتهم على التوقف عن تناول الدواء ، إلا أن الباحثين يعتقدون أن منافع هذا التوجه تفوق أخطاره . ومع هذا يقول الأخصائيون أن من الضروري إجراء المزيد من الدراسات لإثبات خلو الدواء من الضرر قبل التوصية باستعماله .
قال الدكتور جون لا روزا من جامعة ولاية نيو يورك في بروكلين ، الذي ترأس هذه الدراسة العالمية الكبيرة ، إن هذه الدراسة دراسة ضخمة وجريئة في حقل جديد . شرح الدكتور روزا نتائج هذه الدراسة في اجتماع عقد في الكلية الأمريكية لأمراض القلب في أورلاندو . وقد نشرت النتائج أيضا على الإنترنيت من قبل مجلة نيو إنجلاند الطبية ، وسوف تنشر في عدد 7 نيسان 2005 من هذه المجلة .
أظهرت أدوية ستاتنز ، مثل Lipitor, Zocor, Mevacor) ( ليبتور ، زوكور ، ميفاكور مقدرة تثير الإعجاب على تخفيض الكوليستيرول السيئ وتقليل خطر حدوث مشاكل في القلب . لقد دعا بعض الأطباء مؤخرا إلى تبني استراتيجية أكثر طموحا لتخفيض الكولسترول عند بعض الناس إلى مستويات أقل حتى مما تحقق حتى الآن .
أجريت دراسة عن هذا التوجه موّلها واشترك بها العديد من الأطباء ذوي العلاقة بشركة Pfizer التي تصنع الدواء ليبتور ، وهو أحد أدوية ستاتنز الستة المتوفرة في السوق . تنصح الإرشادات المنشورة عن هذا الأمر الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بنوبة قلبية أن يخفضوا الكوليستيرول السيئ إلى70 والأشخاص المعرضين لخطر معتدل أن يضعوا نصب أعينهم تخفيض الكوليستيرول إلى 100 .
بيّنت دراسة سابقة أن إعطاء جرعات كبيرة من أدوية ستاتنز لتخفيض الكوليستيرول إلى أقل من 100 ساعد الأشخاص الذين كانوا قد أصيبوا بنوبة قلبية قبل مدة قصيرة . في المقابل شملت هذه الدراسة أشخاصا لديهم انسداد في شرايين القلب سبب آلاما في الصدر بين وقت وآخر دون أن يكونوا معرضين مباشرة لخطر الإصابة بنوبة قلبية .
حوالي 10000 شخص من 14 قطرا تناولوا 10 ميليغرام أو 80 ميليغرام من دواء لبيتور فانخفض الكوليستيرول السيئ عندهم إلى 101 و 77 على التوالي .
بعد حوالي خمس سنوات كان 10.9 في المائة ممن كانوا يتناولون الجرعة الصغيرة قد ماتوا أو أصيبوا بسكتة دماغية أو نوبة قلبية أو مشكلة أخرى كبيرة ، قياسـا بحوالي 8.7 في المائة ممن كانوا يتناولون الجرعة الكبيرة . وهذا يدل على أن الخطر الذي واجه المرضى الذين تناولوا الجرعة الكبيرة كان أقل بنسبة 22 بالمائة . قال لا روزا إن ذلك أفضل مما كان يتوقعه الأطباء، فالأغلبية كانت تعتقد أن تخفيض الكوليستيرول إلى ما دون المائة سيكون تخفيضا هـامشيا في أحسن الأحوال . على أية حال ، فقد ظهرت أعراض التهاب الكبد على 1.2 في المائة ممن تناولوا الجرعة الكبيرة مقابل 0.2 بالمائة من الآخرين ، وكان ذلك متفقا مع الدراسات الأخرى التي أجريت لاختبار جرعات كبيرة من ستاتنز .
قال الدكتور سدني سـميث ، المتحدث باسم الجمعية الأمريكية لأمراض القلب وأخصائي القلب في جامعة شمال كارولينا ، إن هذا الالتهاب يزول عادة عندما يتوقف الشخص عن تناول الدواء ، إلا أنه يجب عندئذ فحص المرضى ومراقبة حالتهم .
وقال الدكتور سدني إن النتائج قد تختلف عند استعمال نوع دواء آخر من أدوية ستاتنز ، من ضمنها Bristol-Myers , Squibb’s Pravachol, Novartis Pharmaceuticals’ Lescol, AstraZeneca’s Crestor, Zocor and Mevacor التي تباع جميعها من قبل شركة Merck & Co.
قال الدكتور بيرترام بيت من مدرسة الطب في جامعة ميتشقان إنه ليس من المعروف إذا كان تخفيض الكوليستيرول السيئ تخفيضا كبيرا هو أفضل إستراتيجية لتقليل خطر الإصابة بالنوبة القلبية أم أن الجرعات الكبيرة من ستاتنز هي الطريقة الأفضل لتحقيق ذلك . وقال أيضا : أما التوجهات الأخرى، مثل رفع مستوى الكوليستيرول الجيد أو إضافة أدوية أخرى إلى جرعات ستاتنز التقليدية ، فيجب مقارنتها من أجل تقييمها . وقال الدكتور سميث إن دراستين قيد التنفيذ الآن سوف توفران المزيد من المعلومات خلال سنة .
وكتب الدكتور بيت يقول : " نحتاج المزيد من التطمينات عن سلامة هذا التوجه قبل أن ندعو إلى تغيير كبير" في الأهداف الخاصة بالكوليستيرول .
كشف النقاب في المؤتمر عن أنباء أخرى تفيد أن دراسة عالمية أخرى كبيرة ، مولتها Pfizer، اكتشفت أن تركيبة جديدة من أدوية ارتفاع ضغط الدم أسـلم وأكثر فعّالية من مجموعة أخرى مختلفة تم مؤخرا ربطها بخطر الإصابة بمرض السكري .
قام أطباء من كلية إمبيريال في لندن بفحص الأدوية المدرة للبول ، أو أقراص الماء ، مضافا إليها بيتا أتينولول (beta blocker atenolol) لمقارنتها بكالسيوم أملوديبين ، الذي تبيعه شركة فيزر تحت اسم نورداسك ، وبريندوبرل (ACE inhibitor perindopril) الذي يباع في الولايات المتحدة تحت اسم ِAceon وفي أوروبا تحت اسم Coversyl .
أوقفت هذه الدراسة ، التي شملت حوالي 20000 شخص ، مبكرا – في شهر كانون أول – لأن الوفيات كانت أعلى بنسبة 15 بالمائة بين أفراد المجموعة التي تناولت مركب بيتا بلوكر القديم . تدل النتائج الأولية أن الأشخاص الذين تناولوا العلاج الأحدث تعرضوا لمستوى أقل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية ومشاكل القلب .
يقول الباحثون إنهم بحاجة لمزيد من الدراسة لتحديد ما إذا كانت النتائج تعود إلى أدوية معينة أو إلى خليط منها .