إن حلم للعديد من الأزواج حين تشعر الزوجة بأعراض التبويض المؤدية للحمل، وكابوس للبعض الآخر منهم، فهي حلم لمن يرغبون في الإنجاب باكرا بعد الزواج، ولمن طال عليهم عهد الزواج، ولم يمن الله عليهم بنعمة الأبناء، وكابوس لمن اتخذوا القرار بعدم الإنجاب، واعتمدوا في ذلك على الوسائل، وعقاقير منع الحمل؛ وفي سطور مقالنا هذا سوف نتحدث معكم عن أعراض الإباضة، وذلك من خلال حديث مفصل يشمل المعلومات حول أعراض الحمل، وكيفية حدوث التبويض، وأعراض نجاح التبويض، وغيرها من المعلومات اللازمة لإزالة الإبهام حول أعراض التبويض المؤدية للحمل.
ما هو التبويض؟
قبل أن نخوض في الحديث عن أعراض التبويض المؤدية للحمل، دعونا نتعرف على التبويض نفسه، فهو مرحلة من مراحل الدورة الشهرية، ويتم بها إنتاج بويضة ناضجة من مبيض سليم، ثم تتوجه هذه البويضة لقناة تسمى قناة فالوب، وهنا ينتظرها مصيرين، الأول هو حدوث تخصيب لها بواسطة حيوان منوي، وذلك قبل أن تنتظر البويضة مدة يوم بالقناة، والثاني هو موت البويضة بعد يوم من الانتظار، ويحدث ذلك ما لم يتم تخصيبها.
كيف يحدث تخصيب البويضة؟
تخصيب البويضة يحدث بطريقتين، وأول طريقة منهم تكون بداخل الجسم، وتحديداً بقناة تسمى الفالوب، ويتم ذلك من خلال محاولة الحيوانات المنوية لاختراق البويضة، وخلال تلك المحاولات ينجح واحد منهم في الاختراق والتخصيب، ثم تتجه تلك البويضة المخصبة إلى الرحم، وبعد ذلك تقوم بتثبيت نفسها ببطانة الرحم، وهو ما نسميه عملية الانغراس، ثم تبدأ تلك البويضة في عملية الانقسام؛ لتبدأ مراحل تكوين الجنين الأولية.
أما الطريقة الثانية فتتم بداخل مختبر، وهي حالة خاصة، ويلجأ لها الأطباء في حال تواجدت مشاكل تمنع التخصيب بالصورة الطبيعية، وهنا يتم حقن الحيوان المنوي بداخل البويضة، ثم يتم عمل حقن للبويضة بداخل الرحم نفسه، ثم تبدأ تلك البويضة في الانقسام بشكل طبيعي.
أسباب فشل التخصيب الطبيعي
ذكرنا في الفقرة السابقة نوعين من التخصيب، ومنهم التخصيب الطبيعي، والذي قد يفشل بسبب بعض العوامل، مثل:
١- توقيت وصول الحيوانات المنوية

عملية التخصيب عملية في غاية الدقة، ولا مجال بها للتصرفات الغير محسوبة، وقد يؤدي عامل توقيت وصول الحيوانات المنوية بها إلى فشل، وذلك قد يحدث نتيجة وصول الحيوانات المنوية قبل أربعة أيام من موعد التبويض؛ لأن الحيوانات المنوية بعد تلك المدة تموت، وتصبح بلا فائدة، كما قد تفشل عملية التخصيب بسبب الوصول المتأخر، حيث تموت البويضة الناضجة بعد يوم من تكونها، وفي حالة عدم تواجد الحيوانات المنوية بهذا اليوم يفشل التخصيب؛ ولذلك يجب متابعة توقيت الدورة؛ للتنبؤ بموعد التبويض.
٢- تشتت الحيوانات المنوية
قد يذوق البعض مرارة الحرمان من تجارب أعراض الحمل بعد التبويض؛ بسبب تشتت الحيوانات المنوية، فعند دخول الحيوانات المنوية للجسم يحدث تجلط لجزء منها، وذلك لتشكيل مسار آمن لبقية الحيوانات المنوية، التي تظل في حالة استعداد لتخصيب البويضة، وفي حال عدم تكون ذلك المسار السابق ذكره يحدث تشتت، فلا تستطيع الحيوانات المنوية الاستقرار وانتظار البويضة.
٣- ضعف الحيوانات المنوية
الضعف هنا نسبي، وهو يتسبب في عدم قدرة الحيوانات المنوية على اختراق البويضة، وبالتالي يفشل التخصيب الطبيعي، ويلجأ الأزواج لعمليات الحقن المجهري، أما في حالة الضعف التام فإن كل محاولات التخصيب تفشل، حتى محولات التخصيب بالعمل؛ ويرجع ذلك إلى وجود عوامل مسببة للعقم.
أعراض التبويض المؤدية للحمل بولد
علامات التبويض المؤدية للحمل بولد عديدة، ومتعارف عليها طبياً، وغالباً ما تنجح تلك الأعراض في إظهار النتيجة المتوقعة، وذلك لو تم تجنب الحالات السابقة، التي تمنع التخصيب الطبيعي، وتشمل أعراض التبويض المؤدية للحمل بولد:
١- تغيرات المخاط
تغيرات المخاط هي أهم علامات التبويض المؤدية للحمل بولد، وتتمثل تلك التغيرات في:
- الزيادة في الإفرازات المخاطية العنقية، والتي يفرزها الرحم بأيام الخصوبة.
- تميز الإفرازات باللون الأبيض الناصع أو الشفاف المائل للأبيض.
- خفة قوام تلك الإفرازات، بحيث تظهر بقوام يتمتع بعوامل اللزوجة، فلا هو كالماء، ولا هو يشبه الكتل الصلبة المتقطعة.
٢- إفرازات المهبل
الإفرازات الدموية التي تحدث في المهبل تعد من علامات التبويض المؤدية للحمل بولد، وذلك بشرط أن تكون على هيئة قطرات بسيطة، وغير متتابعة، ولا يعكرها أي أجزاء صلبة، وفيما عدا ذلك يكون الدم ناتج عن فشل التخصيب، وحدوث موت للبويضة، وهنا يكون الدم كثيف ويحتوي على أجزاء صلبة من تهتك البويضة.
٣- تغير في نشاط المستقبلات الحسية
تغير نشاط المستقبلات الحسية من أعراض التبويض المؤدية للحمل، والتي تم اكتشافها مؤخراً، وهو عبارة عن حالة زيادة تحدث في نشاط الحواس، فتكون الزوجة أكثر قدرة على شم الروائح، أو تذوق الأطعمة، أو الشعور بملمس الأشياء، وتزاد حدة تلك التغيرات بعد نجاح عملية التخصيب، وهي ما تسبب القيء والانزعاج الدائم.
٤- الأعراض الجسدية

الأعراض الجسدية وحدها لا تعد من أعراض التبويض المؤدية للحمل بولد؛ لأنها قد تشبه تلك الأعراض المصاحبة لبعض الأمراض، ولكن تعد من أعراض التبويض المؤدية للحمل إذا جاءت مع الأعراض السابقة، وتشمل هذه الأعراض:
- ألم ظهر وبطن ليس شديد، ويحدث على فترات متتابعة ثم يهدأ.
- حساسية بالثدي لأي مصدر احتكاك مثل الملابس، وقد يحدث أيضاً تغير باللون أو الحجم، وهو تغير مؤقت.
- زيادة الرغبة الجنسية، وارتفاع في معدل إثارة الزوجة، وهو ما ينتج عن تغيير الهرمونات، وقد يستمر ذلك الأمر طوال فترة الحمل.
- خلل بدرجة حرارة الجسم، وهو يحدث على هيئة ارتفاع أو انخفاض ملحوظ، ولكن يكون بسيط، ولا يسبب إزعاج.
- اضطرابات القولون، وقد تكون تلك الاضطرابات مصحوبة بحموضة مؤقتة، أو انتفاخ.
أعراض التبويض المؤدية للحمل ببنت
الأمر الذي يجهله الكثير أن أعراض التبويض المؤدية للحمل ببنت، هي نفسها أعراض التبويض المؤدية للحمل بولد، حيث تشمل نفس نوعية الإفرازات، ونفس التغير بالنشاط الحسي، والأعراض الجسدية، ولكن الأمر الذي يحدد ما أن كانت تلك الأعراض هي أعراض التبويض المؤدية للحمل ببنت، أو ولد يكمن في توقيت تواجد الحيوانات المنوية، وذلك حسب نظرية سنعرضها بالسطور التالية.
نظرية ل.شيتلس لنوع الجنين
شيتلس هو واحد من الأطباء المميزين، الذين صدرت لهم العديد من المؤلفات في علم الإنجاب، ومن بينها كتابه عن تحديد نوع الجنين، ويقول شيتلس أن علامات التبويض المؤدية للحمل لا تختلف حسب نوع الجنس، وأن الذي يحدد نوع الجنس هو توقيت تواجد الحيوانات المنوية، ويقول أن الحيوانات مكونة من حيوان إكس، وحيوان واي، وأن إكس هو المسؤول عن الجنين الذكر، أما واي فهو المسؤول عن الفتاة، وعمر إكس أقصر ولكنه أقوى في القدرة، فلو تم الجماع قبل موعد التخصيب بمدة يموت إكس، وتزداد فرص واي لتخصيب البويضة والحمل ببنت، والعكس صحيح.
ختاماً، تعرفنا في هذا المقال على أعراض التبويض المؤدية للحمل، وذلك من خلال عرض معلومات مفصلة حول التبويض وكيفية حدوثه، وأنواعه وأسباب فشله، ثم انتقلنا للحديث عن أعراض التبويض المؤدية للحمل بولد أو بنت، وذلك من خلال تفسير الأمر في ضوء نظرية شيتلس، ونرجو أن يكون ما ذكرناه مفيداً لكم.