يفيد علماء النفس أن معظم الرجال يمرون بهذه المرحلة في حياتهم ، لكن تتباين شدة تأثير هذه الحالة على الرجال باختلاف الظروف والطباع. بعض الرجال قد يدمر أسرته وكل ما بناه في سنين الشباب، البعض الآخر قد يكتئب ويصاب بالإحباط والانطوائية.
ولكي تنتبهي وتتمكني من مساعدة زوجك لتخطي هذه المرحلة الحرجة عليك أولا معرفة ما إذا كان يمر بهذه ألازمه، نقدم لك الآن بعض المؤشرات التي قد تفيدك في هذا المجال:
كثرة التذمر بحيث لم يعد للحياة أي طعم ، ويكثر الرجل من الحديث عن مدى الملل الذي يشعر به.
يبدأ الرجل بالتفكير في الخيانة الزوجية معتقدا أنها الحل الوحيد للخروج من الملل وروتين الحياة القاتل الذي يعيشه.
يقوم الرجل باتخاذ قرارات عشوائية فيما يتعلق بالتصرف بأمواله أو على الصعيد المهني.
يقوم الرجل بإجراء تغييرات جذرية على مظهره الخارجي ويبدأ بقضاء وقت طويل أمام المرآة والاعتناء بزينته وهندامه بشكل كبير.
يفقد الرجل اهتمامه بزوجته ويبدأ الرجل بقضاء وقت اقل مع العائلة أو في المنزل.
يميل بعض الرجال في هذه المرحلة إلى الإسراف في التدخين أو تناول المشروبات الكحولية بكثرة.
تبدأ علامات الاكتئاب التقليدية بالظهور عليه بشكل واضح ، من هذه الأعراض النوم الكثير، وفقدان الشهية.
يصبح الرجل يعبر باستمرار عن حنينه للماضي ويكثر من الحديث عن ماضيه.
هذا ومن جانب آخر، وفينا يتعلق بالأعراض فقد تبين أيضا أن الرجال يمكن أن يصابوا بنفس الأعراض التي تصاب بها النساء في سن اليأس والمتمثلة بالتعرق الغزير وتسرع دقات القلب والشعور بالتوهج في الوجه والجسم أو ما يعرف بالهبات الساخنة، إضافة إلى الإحساس بالوهن العام والميل إلى الهمود والكآبة.
وقد فسر العلماء ذلك بالاضطرابات التي تتعلق بهرمون التستيرون وهو الهرمون الجنسي الذكري، حيث مع بلوغ الرجل سن الأربعين ينخفض إفرازه ويؤثر بذلك على بعض العمليات الحيوية والفيزيولوجية في الجسم، حيث تتضاءل الرغبة الجنسية أيضا ويصاب المرء من جراء ذلك بالضعف الجنسي، ويصاب أيضا بالهمود والاكتئاب حيث تسيطر عليه المشاعر السلبية التي تؤثر على حياته الاجتماعية والعملية أيضا.
ويرى بحث علمي أن ثلث الرجال يظهرون في سن معين أعراضا هي أعراض سن اليأس لدى الذكور. إذ توصل باحثون سويديون إلى أن أعراضا مثل التعرق واحمرار الجلد شائعة لدى الرجال الذين تجاوزوا الخامسة والخمسين. ويقول الفريق العلمي التابع لجامعة لينكوبنغ السويدية إنه توصل أيضا إلى أن استخدام العلاج بالإبر الصينية قد يساعد على تخفيف أعراض سن اليأس لدى النساء.
ويعتقد هؤلاء العلماء بأن البروتين الذي يدعى GRP مسؤول عن أعراض سن اليأس لدى الجنسين. ويعمل هذا البروتين على توسيع الأوعية الدموية مما يؤدي إلى التعرق واحمرار البشرة. لكنه يبدو أن النقص في الهرمونات الجنسية مثل التستستيرون والإستروجين يعرق إنتاج هذا البروتين. وقد يكون من شأن السيطرة على مستويات بروتين CGRP المساعدة على معالجة أعراض سن اليأس. ومن بين تلك الأعراض ضعف القوة العضلية وضعف القدرة على التحمل وتدني المعنويات.
ووجدوا أن العلاج بالإبر يقلل من متاعب تلك الأعراض بنسبة 75 بالمائة. ويقول الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن العلاج بالإبر يشكل بديلا بالنسبة للنساء اللاتي لا يحبذن العلاج بالإستروجين.
ومن المظاهر المميزة لهذه المرحلة العمرية انخفاض معدل الكتلة العضلية والعظمية وزيادة الكتلة الدهنية التي تتجمع في منطقة البطن ويضطرب النظام العصبي اللاإرادي حيث يعاني المصاب من جراء ذلك بالتعرق الليلي الغزير الذي يضطر المرء في بعض الأحيان لتبديل ثيابه والأغطية التي يستخدمها ويشعر بنوبات من الحر التي يكاد لا يتحملها.
للأسف إن الكثير من الرجال يهملون هذه المظاهر وفي كثير من الأحيان تعزى لبعض الأمراض دون أن يتم تحديد سببها بدقة، والذي يتم عادة من خلال أخذ القصة المرضية المفصلة والفحص السريري والاستقصاءات المخبرية وغيرها، والتي تساعد الطبيب على التوصل إلى التشخيص الدقيق لهذه الاضطرابات، وبالتالي تمكنه من وضع خطة علاجية مناسبة للشفاء منها.
والجدير بالذكر أن تلك المظاهر السريرية تظهر بشكل جلي وواضح لدى الأشخاص الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة.
وإنه منذ سن الأربعين يتناقص معدل الإفراز الهرموني من التستسترون بمعدل 1% سنويا. ولهذا ينصح الأطباء باستشارة الطبيب لدى بلوغ سن الأربعين من أجل تقييم الحالة الصحية العامة للشخص ومعالجة أي خلل فور اكتشافه. يمكن للطبيب أن يقوم بالعلاج بالهرمونات التي تعوض المريض عن النقص الهرموني والتغيرات المرافقة لها.
وينصح الأطباء بضرورة الاهتمام بممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم ومحاربة كافة أشكال قلة الحركة والعمل على ضبط الوزن ضمن الحدود الطبيعية وتناول الغذاء الصحي والمتنوع الذي يمد الجسم باحتياجاته المختلفة والذي يمنع تشكل وتراكم الشحوم والإصابة بالاضطرابات المختلفة ومن المهم جدا عدم التردد في استشارة الطبيب لدى حدوث أي اضطراب لأن التشخيص المبكر يلعب دورا مهما في تحقيق النتائج الجيدة التي تخلص المرء من تلك الاضطرابات التي تعكر صفو المزاج وتؤثر بشكل سلبي على صحة الرجل الجسدية والنفسية.
وفي المقابل قالت باحثة بريطانية في علم النفس إن الرجال الأكبر سنا أفضل ممن يصغرونهم فيما يتعلق بالتعبير عن عواطفهم تجاه الجنس الآخر، وإن مشكلات الضعف الجنسي لديهم أقل مؤكدة أن سن اليأس لدى الرجال ما هو إلا خرافة روجتها شركات الأدوية لتسويق منتجاتها._(البوابة)