يطرح قريبا في الأسواق نوعيات من الأدوية لعلاج العجز الجنسي والسمنة وإدمان الكحوليات ومرض انفصام الشخصية في أشكال جديدة محببة بشكل أكثر للمرضى. ومن بين الأدوية الجديدة ضمادة لتسكين الألم بعد إجراء الجراحات وبخاخة لرش المورفين.
وهذا التطور الذي أعلنته صحيفة الجمعية الطبية الأمريكية الشهر الماضي سيوفر على المرضى آلام الحقن في الوريد ويساعد على وصول المواد المسكنة المشابهة للمورفين إلى الجسم عبر الجلد بضغطة واحدة. ومن بين التطورات الأخرى التي تنال استحسان المرضى تحويل دواء فيفيتركس الذي يستخدم في علاج إدمان الكحوليات من عقار يومي إلى حقنة شهرية.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، حسب وكالة الأنباء الألمانية، أن هذا التطور يهدف إلى مساعدة المدمنين الذين ينسون تناول العقار يوميا أو يتعمدون عدم تناوله. وكشفت دراسة شارك فيها 426 شخصا أن معدلات العودة إلي إدمان الكحوليات انخفضت من 19 حالة إلى ثلاث حالات فقط شهريا بعد استخدام أسلوب الحقن.
وتجري حاليا اختبارات لتحويل دواء أبومورفين الذي يستخدم لعلاج مرضى العجز الجنسي إلى مادة ترش في الأنف عبر بخاخة. وأظهرت الاختبارات أن تناول الدواء بهذه الطريقة يجعل تأثيره أسرع من الفياجرا حيث يبدأ مفعوله في الظهور بعد فترة تتراوح ما بين خمس إلى عشر دقائق مقارنة بنصف ساعة في حالة الكبسولات حسبما ذكرت الصحيفة.
ومن المزايا الأخرى لهذه الطريقة في استخدام الدواء هي إمكانية إعطاءه للمريض بجرعات أقل مما يقلل من أثاره الجانبية.
كما أعلنت شركة ناستيك للصناعات الدوائية أنها حققت نتائج إيجابية فيما يتعلق باستخدام الأدوية التي ترش في الأنف عبر بخاخة في مجال علاج السمنة حيث أن تسعة من بين 11 شخصا كانوا مشاركين في اختبارات دواء (بي.واي.واي 3-36) قللوا من السعرات الحرارية التي يتناولوها في كل وجبة بعد جرعة واحدة من الدواء. وذكرت الشركة التي يقع مقرها في واشنطن أن تناول الدواء بهذه الطريقة أدى إلى الحد من أثاره الجانبية.
وتطور شركات الصناعات الدوائية أشكالا أخرى من الأدوية التي تستخدم في علاج مرض انفصام الشخصية. فدواء رسبردال الذي يتناوله المرضى في شكل عقاقير منذ عام 1993 أصبح متوافرا في شكل حقن يستمر مفعولها لمدة أسبوعين كما يجري تطوير دواء هالدول بحيث يمكن زرع جرعة منه تحت الجلد يستمر مفعولها لمدة عام.
هذا ومن جانب آخر، وحول إدمان المخدرات فقد توقف بعض المدمنين عن استخدام الكوكايين والتوق إليه بعد تناولهم دواء يستخدم في علاج الصرع، وهي خطوة مشجعة نحو احتمال تطوير علاج جديد للحالة.
وكانت هذه هي المرة الأولى في تجربة الدواء على البشر من المدمنين على الكوكايين حيث شملت 20 منهم، ولذا فإن البحث يعتبر مبدئيا. ولم تتم بعد الموافقة في الولايات المتحدة على الدواء حيث أنه يسبب مشاكل في الرؤية على المدى البعيد.
ولكن المختصين كانوا معجبين بالنتائج وطالبوا بمزيد من الدراسات. توقف ثمانية من المدمنين العشرين عن تناول الكوكايين ولم تصبهم أية انتكاسة مدة 75 يوما أو اكثر حتى الآن على الرغم من أنهم توقفوا عن تناول الدواء قبل شهر، بحسب الدكتور النفسي جوناثان برودي.
وكان المختصون قد أرفقوا الدواء بعلاج سيكولوجي وجاءت النتائج جيدة بشكل مدهش واشترك في الدراسة عدد من أخصائيي الأعصاب وأمراض الصرع.
قال فرانك فوشي، أخصائي علاج لدى المعهد الوطني لإساءة استخدام الأدوية، إن معدل نجاح الدراسة يستحق 8 درجات من 20 مقارنة بنتائج دراسات أخرى حول علاج الإدمان على الكوكايين. ولكنه قال إن مدة الغياب الطويلة تفوق بكثير حقيقة العلاجات الدوائية.
أما الدكتور جيمس هاليكاس الذي يعمل في مجلس إدارة الجمعية الأميركية لطب الإدمان فوصف الدراسة "بالبدانة المهمة" التي يجب متابعتها بمزيد من الأبحاث.
وقد استخدموا المشاركون في الدراسة الكوكايين لمدة تصل 12 عاما. يقول برودي إن دواء الصرع يعطل عمل الكوكايين من خلال زيادة تركيز مادة كيماوية مهدئة في الدماغ تسمى GABA .