آل جور بكتابه : كفوا عن مشاهدة التلفزيون بأمريكا

تاريخ النشر: 21 نوفمبر 2007 - 05:31 GMT

صدر مؤخراً في نيويورك كتاب "اعتداء على المنطق" لمرشح الرئاسة الأمريكي الأسبق آل جور عن دار "بنجوين"، وهو جمع لتجارب وخبرات من هنا وهناك، لخصها في الآتي: "هجمت السياسة على الحقيقة، وهجم الخوف على المنطق، وظهر مناخ غير صحي"، وكأنه يربط ذلك بالقذارة في البيئة والخلل في الاحوال المناخية. وهو يعتبر ذلك اكبر تحد يواجه اميركا والعالم.

 

وقد قصد عامدا غريمه بوش، وقادة الحزب الجمهوري، وحلفاءهم من اليمين المسيحي، وما يسمى "المحافظون الجدد".

 

وربط جور وفقاً لجريدة "الشرق الأوسط" اللندنية بين شيئين: إن خوف الاميركيين من الارهاب قاد إلى إعلانهم الحرب على الارهاب، وكان سبب فوز بوش برئاسة اميركا للمرة الثانية هو خوف الاميركيين من الارهاب.

 

يقول جور: " يوم التصويت في انتخابات الرئاسة سنة 2004، سئل الناخبون في ولاية اوهايو عن وجود علاقة بين اعتداء 11 سبتمبر وصدام حسين. واجابت نسبة سبعين في المائة بالايجاب ، وسئلوا عن اعلانات التلفزيون التي اثرت في تصويتهم، فأشاروا الى اعلانات حملة بوش التي ربطت بين الاعتداء وصدام حسين" .

 

وخلص جور الى الآتي: " صار اعلان مدته ثلاثون ثانية تؤثر في الناخب الاميركي اكثر من اي شيء آخر" ، ويتسائل: " ماذا حدث لنا؟ لماذا صرنا ضحايا الاعلانات التلفزيونية؟ لماذا صرنا ضحايا الخوف والتخويف؟ لماذا لم يعد المنطق اساس تفكيرنا؟ " .

 

ويبحث جور في تاريخ اميركا عن اجابات لمثل هذه الاسئلة، ويتوصل إلى هذه النتيجة: " منذ ان أسست هذه الجمهورية، صار المنطق هو ايمانها ، ايمانها بأن الاميركي عاقل، وان العاقل منطقي، وان المنطقي يتصرف اعتمادا على الحقائق امامه، لا اعتمادا على خوف او حب، على كراهية او مجاملة " .

 

لم ينتقد جور التكنولوجيا الحديثة والانترنت، فهو " أبو نشر المعلومات عن طريق الانترنت" ، وفق " الشرق الأوسط" وقاد حملة، عندما كان نائبا للرئيس كلينتون قبل عشر سنوات، لتحقيق ذلك. لكن، انتقد غور التلفزيون للأسباب الآتية:

 

اولا: اغلبية الاميركيين تعتمد على التلفزيون في الحصول على معلومات.

ثانيا: شركات قليلة تسيطر على محطات التلفزيون والاذاعة في اميركا.

ثالثا: ميل التلفزيون نحو الاثارة (في السياسة والاجتماع والاقتصاد والجنس).

رابعا: الاعلانات الكثيرة في التلفزيون، وتأثيرها في تفكير كثير من الناس.

 

وذكر جور، دعماً لرأيه، ان الاميركي يشاهد التلفزيون خمس ساعات كل يوم تقريبا في المتوسط. ويشاهده الاوروبي اربع ساعات في المتوسط. ويشاهده مواطن العالم الثالث ساعة واحدة في المتوسط.

 

واقترح جور شيئين في كتابه أولا: الاعتراف بأن العاطفة ليست اقل اهمية من المنطق ، ثانيا: تفضيل المنطق على العاطفة لأن ذلك افضل من العكس.