تحتضن تركيا العديد من المدن ذات الأثر السياحي الجذاب والفريد، إلا إن مدنية غوريم لها طابع خاص تتمتع به وحدها دون باقي المدن، فهي مدينة يفوح منها عبق التاريخ، حيث كانت تقع بين أكبر الإمبراطوريات القديمة وبين منازعاتهم الغير منتهية، كالإمبراطورية الفارسية واليونانية، فكان الناس يحفرون فيها الأنفاق والملاجئ للهرب من اضطراب التنازع المستمر، وغير ذلك الكثير من الأحداث التاريخية التي تظهر جلية بين أرجاء المدينة، وفي آثارها ومتاحفها النابضة التي تقص حكايات تقشعر لها الأبدان، ولعل من أهم تلك المتاحف متحف زلفي المفتوح في غوريميه كابادوكيا الذي يصنف على أنه واحد من أهم وأشهر المتاحف الأثرية الموجودة في تركيا بشكل عام، تعرف على كافة ما يخص المتحف من معلومات وأكثر من ذلك عبر السطور التالية.
معلومات عن متحف زلفي المفتوح في غوريميه كابادوكيا
إن من أهم ما يميز تركيا هي مقوماتها الطبيعية الفريدة من نوعها والتي كان لها دور كبير في إضافة رونقًا خالصًا من الجمال بها، لا سيّما مع حرص الدولة على الاهتمام بهذا الأمر والاستفادة من تعزيز دور الطبيعة وإبراز تأثيرها وجمالها، وفي صدد هذا فتجدر الإشارة أن متحف زلفي المفتوح في غوريميه هو واحد من أشهر المتاحف التي قد تشكلت نتيجة الطبيعة التي تقوم عليها دولة تركيا، لذا هو يعد واحدًا من أبرز وجهات الأماكن السياحية في كابادوكيا، بل ويكاد يكون بلا منازع له والأول بين فئاته المتشابهة من الأماكن الأثرية، وتتمحور أهم المعلومات حوله كما التالي:
- يُشار باسم متحف زلفي المفتوح في غوريميه إلى "وادي زلفي" بشكل عام، والذي يبعد مسافة 10 كم من غوريميه/ طريق أفانوس.
- يحتضن الوادي باقة كبيرة من الكنائس والأبنية الأثرية المميزة التي تأخذك إلى زمن آخر تمامًا.
- لقد تم وضع المتحف بقائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 1985.
- يتكون المتحف من منحدرات طبيعية صخرية، فضلًا عن تضمنه الكثير من الكهوف التي شكلتها عوامل التعرية على مر الزمان.
- حظى المتحف على مكانته الهامة لما يقارب من مائة عام، حيث لم يكن قبل هذا ذو شهرة كبيرة أو محط اهتمام سياحي، إلى أن برزت بيوته وكهوفه والأماكن الطبيعية التي يحتضنها داخله، فصار من أشهر الوجهات السياحية المقصودة.
- بدأت أعمال الترميم بالوادي بعام 1964م، وكان هذا بعد أن تدمرت حفنة من الجداريات نتيجة عوامل الزمن.
- تعايش في وادي زلفي المتشكل على هيئة قرية كهفية كبيرة، المسلمون والمسيحيون حتى عام سنة 1924، ويتضح هذا في اللوحات الدينية التي يحتوي عليها المتحف، مما أكسب متحف زلفي المفتوح في غوريميه كابادوكيا طابع مميز عن الوحدة والتآلف بين الناس.
- يتحدث بين جدرانه وعبر آثاره على الحقبة الزمنية التي كانت بعد المسيح عيسى عليه السلام.
- ينقل المتحف طابع حياة المنازل الفريدة داخل الكهوف.
عنوان متحف زلفي المفتوح في غوريميه كابادوكيا

إن لعنوان متحف زلفي المفتوح في غوريميه بكابادوكيا موقع أثري خاص، حيث يقع بالتحديد في قرية اكتابيه، والتي تعد بشكل عام مقصد سياحي متميز، يتمركز حول أفانوس، ولا يبعد إلا 10 كم من غوريميه، تستطيع الوصول له من الخريطة بكل سهولة، فقط اضغط هنا.
الأنشطة الترفيهية في متحف زلفي المفتوح في غوريميه كابادوكيا
لعل من أكثر الأسباب التي تجعل من متحف زلفي المفتوح في غوريميه كابادوكيا الأول في الوجهات السياحية، تمتعه بالعديد من الأنشطة الترفيهية التي يمكن القيام بها داخله، حيث يتميز بأجواء ساحرة لا مثيل لها لن تجدها في أي مكان آخر، مكان مُشيد من صنع الطبيعة، فيتألف من منحدرات، وديان، كهوف، أنفاق، منازل تاريخية مميزة، وأبنية تحمل داخلها الطابع الديني، سواء للديانة الإسلامية أو المسيحية، ومن أفضل الأنشطة التي يمكنك الاستمتاع بها داخل الوادي:
1- جولة بين أرجاء المتحف
أول ما عليك فعله هو التجول بين الوديان، والاطلاع على تفاصيل الصرح الأثري المميز الذي هُجر منذ زمن بعيد، إلا أن الحياة ما زالت بين جدرانه تحمل عبق التاريخ، وتتعرف على تفاصيل العيش داخل الكهوف، وتحت الأرض، وأنت بين أحضان الطبيعة المثالية.
2- الاطلاع على منازل الكهوف
كان يبني الناس المنازل داخل الكهوف للاحتماء فيها من النزاعات التي كانت تدور بين الإمبراطوريات الكبيرة، فاستمتع بالتصميم المميز لها، الذي يأخذك إلى فن حضاري مختلف وجذاب يفتح لك آفاقك.
3- رؤية الأبنية الأثرية
نظرًا لعيش المسلمين والمسيحيين معًا في تلك الفترة الزمنية معًا، فتجد داخل الكهوف الكنائس التي شيدت بداية من القرن التاسع وحتى القرن الثالث عشر، كما في نهاية الطريق تكتشف مسجد جميل، يمتلك كلٍ من تلك الكنائس أو المسجد طابع ديني خاص حتمًا يلقى بتأثيره على روحك.
4- تأمل اللوحات الجميلة داخل المتحف
تظل الكثير من اللوحات محافظة على جودتها، وهي عبارة عن لوحات دينية قديمة، كما تستطيع تكوين لمحات معمارية عن العمارة الكبادوكية التي تظهر في المعابد، المتاحف والبيوت.
5- ممارسة رياضات متنوعة
نظرًا للطبيعة الجبلية التي يتمتع بها متحف زلفي المفتوح في غوريميه كابادوكيا، فيمكنك ممارسة رياضة تسلق الصخور إن كنت من محبي تلك الرياضة، كما تستطيع ممارسة المشي والتطرق لأرجاء القرية والاستمتاع بالأجواء السياحية الموجودة.
6- التقاط الصور التذكارية
لا يمكنك قضاء الوقت بين جدران متحف زلفي المفتوح في غوريميه كابادوكيا دون التقاط الصور التذكارية سواء داخل الكهوف، أو خارجه مع الإطلالة الجبلية والصخرية الرائعة التي تحيط بك، وتصوير المعابد والأبنية الأثرية الموجودة، فلا شك أنك سترغب بتذكر تلك الرحلة الشيّقة.
الخدمات في متحف زلفي المفتوح في غوريميه كابادوكيا

إن من أهم ما يميز متحف زلفى، واستحقاقه لقب أشهر وأفضل المتاحف الموجودة في كابادوكيا، هو توافر مختلف الخدمات التي يحتاج إليها الزوار، وكافة سبل الراحة، ومناسبته لكافة الأعمار، فتجد فيه موقف سيارات، مدخل صالح للكراسي المتحركة، دورات مياه نظيفة وواسعة، مكان لبيع الهدايا التذكارية.
مطاعم قريبة من متحف زلفي المفتوح في غوريميه كابادوكيا
يتميز موقع متحف زلفي بقربه للعديد من المرافق الاجتماعية والترفيهية التي يستطيع الزوّار المرور وإكمال جولتهم السياحية المثيرة، وإن من أفضل المطاعم القريبة، التي ستحظى بها بوجبة تركية شهية:
- مطعم Cappadocian Cuisine: هو مطعم مميز يقدم باقة مميزة ومتنوعة من ألذ الأطعمة التركية، يتوفر به أماكن جلوس داخلية وخارجية، وقسم خاص في القائمة للحساء والسلطة والأرز، وقسم للأطباق الرئيسية، الخدمة مثالية، والأجواء به ممتعة ومريحة، كنا يهتمون بالنظافة كثيرًا.
- مطعم Sentor Restaurant: يمكنك ان تتذوق فيه نكهات شرق تركيا، والاستمتاع بالجو التاريخي العام للمطعم حيث يقوم على ديكور جداري مميز، ولا تقتصر وجباته على الغداء والعشاء فقط، بل تستطيع أن تحظى بوجبة فطور ممتعة، جودة المطعم ممتازة، وتعامل طاقم العمل أكثر من رائع.
مواعيد العمل والأسعار في متحف زلفي المفتوح في غوريميه كابادوكيا
يمكنك الاستمتاع بزيارة المتحف منذ بداية اليوم والاستمتاع بأجوائه الصباحية الهادئة ذات الإطلالة المميزة من الساعة 8:00 صباحًا، وحتى الساعة 5:30 مساءً، حيث تستطيع أيضًا الاستمتاع بمنظر الغروب من البانورامي قبل الرحيل، مع العلم أن بطاقة المتحف لا تكلف سوى 150 ليرة.
لا شك أن المعالم التاريخية داخل تركيا كثيرة ومتعددة ولكل منها طابع فريد خاص بها، إلا إنه يمكن الجزم أن متحف زلفي المفتوح في غوريميه كابادوكيا هو تجربة تاريخية مثيرة بشكل مختلف، تأخذك إلى زمن آخر، وتنقل لك حياة فريدة من نوعها عن العيش داخل الكهوف، وطابع الحياة الدينية والسلام الذي رغب به الناس بعيدًا عن نزاعات السلطة والإمبراطوريات.