تقع مدينة اسطنبول في مكان حيوي واستراتيجي، وتشكل حلقة وصل بين قارتي آسيا وأوروبا عبر مضيق البوسفور حيث تنقسم المدينة إلى قسمين اثنين أحدهما يقع في القارة الأوربية والآخر في القارة الآسيوية، ومدينة اسطنبول من المدن السياحية الهامة وتشرف عليها مجموعة من الجزر الجميلة بحيث أصبحت جزء هام في السياحة التركية، وتخضع جزر اسطنبول إدارياً لمحافظة اسطنبول وهي مساحات خضراء مأهولة بالسكان وتحيط بها المياه من جهاتها الأربع، وتمتاز بالطقس المعتدل والطبيعة الساحرة والخلابة، ويتم الوصول إليها عبر السفن والقوارب والعبارات التي ترسو في أكثر من ميناء بحري في اسطنبول، وفي مقالنا هذا سنتعرف على تلك الجزر بالتفصيل فتابعونا.
أشهر جزر اسطنبول في تركيا
تضم مدينة اسطنبول عدداً لا بأس به من الجزر الخضراء الرائعة الجمال، والتي ترفد الجانب السياحي بالكثير من الخيرات كونها تستقطب عدداً كبيراً من الزوار والسياح في جميع فصول السنة بهدف الهروب من صخب المدينة والبحث عن الهدوء والراحة وقضاء أوقات ممتعة ومسلية في ممارسة أنشطة ترفيهية عديدة ضمنها، وجزر اسطنبول عبر التاريخ كانت منفى لرجال الدين والشخصيات القيادية البارزة في فترة الحكم البيزنطي.
وفي عهد العثمانيين تحولت لمنتجعات صيفية ومنتزهات للترفيه عن النفس، وتم تطوير أغلب هذه الجزر والاهتمام بموضوع مرافقها الخدمية ومنشآتها السياحية، والحفاظ على الطابع التراثي القديم المميز لها من منازل وأديرة وكنائس، وزيادة عدد المطاعم والمقاهي والبارات والمسابح والمتاحف وغيرها لتكون منارة سياحية خاطفة للأبصار بالنسبة لمن يزورها، وفيما يلي أهم تلك الجزر
1- جزيرة الأميرات
مجموعة من الجزر الصغيرة والكبيرة في قلب بحر مرمرة المطل على مدينة اسطنبول التركية، وهي من أجمل الجزر في اسطنبول وأشهرها، وتبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 15,85 كيلو متر مربع، وتمتاز الجزيرة بمناظرها الطبيعية الخلابة وغاباتها الصنوبرية وشوارعها الضيقة، وتصنف ضمن أهم أماكن سياحية في اسطنبول حيث تستقطب الآلاف من الزوار والسياح وتشهد ازدحاماً كبيراً خلال فترة الصيف، ويتم التنقل فيها بوساطة العربات التي تجرها الخيول والتي تسمى بالحناطير أو بالدراجات الهوائية أو بالدراجات النارية، ويمنع منعاً باتاً دخول السيارات ما عدا بعض السيارات الحكومية.
وتنتشر في أرجائها معالم سياحية وتاريخية هامة من أديرة وكنائس ومتاحف، وتشتهر بوجود المنازل الريفية الخلابة المصنوعة من الخشب التي تعكس طابع الجزيرة التراثي، إضافة إلى وجود القصور والفيلات الفخمة، ويتم الانتقال إلى الجزيرة عبر الموانئ البحرية الصغيرة لمدينة إسطنبول مثل ميناء كاباتاش، ويتم التنقل بوساطة الحافلات البحرية والقوارب، ويبلغ عدد جزرها تسع جزر ولكل منها مميزات خاصة بها وأكبر جزيرة فيها هي جزيرة بيوك أدا، ولقد سميت جزيرة الأميرات بهذا الاسم وعرفت بكونها أشهر جزر اسطنبول عبر التاريخ بسبب نفي العديد من الأمراء والشخصيات البارزة إليها في العصور العثمانية والبيزنطية وتحولها بعد ذلك إلى منتجع صيفي معروف يأتي إليه الأمراء والأميرات لقضاء أوقات مسلية بعيداً عن صخب مدينة اسطنبول، وتمثل في وقتنا الحالي أهم جزر اسطنبول السياحية من خلال مرافقها الخدمية المميزة وأنشطتها الترفيهية العديدة.
2- جزيرة مرمرة

من أكبر الجزر الموجودة في بحر مرمرة وهي إحدى جزر تركيا في اسطنبول المميزة والموجودة في طرفها الأوربي، وثاني أكبر جزيرة في تركيا بعد جزيرة ايمبروس، وتعتبر كجزء من محافظة بالق أسير التابعة لاسطنبول، وتتصل مدينة اسطنبول بالجزيرة عبر خط نقل بحري بوساطة السفن والقوارب والعبارات، وتبلغ مساحتها حوالي 117,18متر مربع، واشتهرت منذ القدم بصخورها البيضاء البراقة، وتتضمن خمس قرى ومركز بلدية واحد يدعى مرمرة، وقديماً أطلق عليها المدينة المنسية لقلة توافد الناس إليها، وتشتهر الجزيرة بكنوزها التاريخية التي تجذب آلاف السياح، وتمتاز ببساتينها وكروم الزيتون والشواطئ الرملية والغابات الكثيفة الأشجار والأحجار البلورية حيث أكثر من نصف مساحة الجزيرة مغطى بالغابات مما يجعلها من اجمل جزر في اسطنبول، ويتواجد فيها أكثر من 36 كنيسة ودير.
ومن أشهر معالمها السياحية التي تميزها عن باقي جزر اسطنبول قرية سينارلي المعروفة بالأشجار الدائرية ومنتجع يالوفا المشهور بقمته التاريخية ومياهه الكبريتية الشافية لكثير من الأمراض، وخليج موناستير المتميز برماله الصفراء الناعمة ومياهه الزرقاء الصافية، وقرية سارايلار التي تنتشر فيها صناعة الرخام والنحت للتماثيل والمجسمات منذ العصور القديمة، ويمكن للزوار تجربة نشاطات مختلفة ضمن جزيرة مرمرة وذلك باستئجار القوارب والقيام برحلات بحرية مشوقة لاكتشاف الجزيرة والاستمتاع بمشاهدة مناظرها الطبيعية الخلابة، كما يمكنهم التجول بين غاباتها الخضراء اليانعة واستنشاق الهواء المنعش والتخييم وعيش مغامرات عبر رحلات سفاري الأدغال، إضافة إلى الاستجمام والاسترخاء والسباحة في شواطئها وخلجانها الجميلة وممارسة مختلف الرياضات البحرية والشاطئية.
3- جزيرة بيوك أدا

تدعى جزيرة بيوك أدا بالجزيرة الكبرى، وهي أفضل الجزر في اسطنبول وأكبر جزيرة ضمن جزيرة الأميرات في اسطنبول من حيث المساحة التي تبلغ 5,4 كم مربع، وتبعد عن مدينة اسطنبول حوالي ساعتين، وأطلق عليها هذا الاسم لكونها كانت مقر ضيافة للأميرات البيزنطيات قديماً، وتضم الجزيرة مزيجاً من فن العمارة العثمانية والأوروبية من خلال وجود الأديرة اليونانية والقصور العثمانية الضخمة، وتنتشر فيها غابة كثيفة من الصنوبر وكانت قديماً مكاناً خاصاً لعيش الرهبان ورجال الدين المسيحيين ومنفى للأرستقراطيين والشخصيات البارزة في عهد الإمبراطورية البيزنطية؛ وعرفت باسم جزيرة الأمير حيث بنى فيها جوستين الثاني ديراً خاصاً، وبعد مجيء العثمانيين تحولت لمنتجع صيفي يجذب اليونانيين والأرمن واليهود.
وتم بناء المنازل والقصور والفيلات فيها، وبقيت إلى الوقت الحالي مكاناً هاماً لاصطياف العوائل والسياح للهروب من ضجيج المدينة وازدحامها، ويوجد فيها ما يقارب 200 بيت يوناني، وتضم منتجعات وفنادق سياحية مهمة، وتزخر بوجود المعابد والأديرة والكنائس، ومن أشهر معالمها السياحية كنيسة ايونيس ديمتريوس ودار الأيتام اليوناني وكنيسة آيا بورجي ودير القديس نيكولاس ومسجد الحميدية وشاطئ يوروك الرملي وحديقة الشاي، إضافة إلى ذلك تضم الجزيرة مجموعة من المطاعم والكافيهات المميزة لتناول الأطباق التركية التقليدية والمأكولات البحرية وتذوق المشروبات الباردة والساخنة اللذيذة.
4- جزيرة هيبيليادا

تعد ثاني أكبر جزيرة في المساحة بين جزر الأميرات التسع في بحر مرمرة في اسطنبول حيث تبلغ مساحتها حوالي 2,4 كم مربع، واشتق اسمها من الفترة التاريخية في القرن الرابع عشر، وتتكون جغرافيتها من 4 تلال وأعلى تلة فيها بارتفاع 136 م وتبعد عن الخط الساحلي مسافة 2,5 ميل، وتشهد الجزيرة ازدحاماً كبيراً بالسياح كونها من أجمل الجزر السياحية في اسطنبول، ويتوافد إليها الزوار في كل الفصول للتنزه والابتعاد عن ضوضاء المدينة.
وتجد فيها مساحات خضراء كبيرة مزروعة بأشجار الصنوبر والزيتون ومنازل قديمة لاتزال تحافظ على طابعها التاريخي، إضافة إلى منازل خشبية وعصرية للإيجار، وعند زيارة الجزيرة سيعيش الزائر لحظات ممتعة بممارسة أنشطة ترفيهية مختلفة مثل التنزه ضمن الطبيعة الخلابة وزيارة الشواطئ الرملية الجميلة وممارسة السباحة والغوص والكرة المائية، والقيام برحلات بحرية بالقوارب الصغيرة، وزيارة الأماكن التاريخية ضمن الجزيرة من قصور ومنازل ومتاحف وأديرة مثل الأكاديمية البحرية والكنيسة الأرثوذكسية وفندق هالكي الذي يرمز إلى اسم الجزيرة القديم والذي يعني باليونانية النحاس، إضافة إلى التجول واستكشاف الجزيرة عبر عربات الخيول والدراجات الهوائية أو من خلال ممارسة رياضة المشي كون السيارات محظرة في المنطقة.
5- جزيرة بورجاز
تدعى هذه الجزيرة باسم جزيرة القلعة، وهي ثالث أكبر الجزر في جزيرة الأمراء في اسطنبول ومن أهم جزر اسطنبول السياحية، والتي تمنح الزوار فرصة للراحة والهدوء، وعرفت باسم جزيرة بانورموس في العصر الهلنيستي، وفي بداية القرن العشرين كانت موطناً للكاتب التركي المعروف سعيد فائق عباسي، وتم تحويل منزله في الجزيرة إلى متحف، وتاريخياً سكن الجزيرة اليونانيين في القرن التاسع عشر، ومن ثم اليهود في القرن العشرين، ومع تضاءل الأقليات استوطن الجزيرة السكان المحليين لتكون أجمل جزيرة في اسطنبول لوجود الغطاء النباتي الكثيف والشواطئ الصخرية والمعالم الأثرية والتاريخية المميزة مثل الأديرة والكنائس البيزنطية والمتاحف والمساجد.
وتضم الجزيرة العديد من النشاطات الرائعة والمتمثلة في ركوب الحنطور والتجول في شوارع الجزيرة واستكشاف ملامحها وشوارعها، وزيارة آثارها ومعالمها السياحية أو التوجه إلى ميناء بحر مرمرة واستئجار القوارب والقيام بجولات بحرية مثيرة، والمشي على الأقدام واستنشاق الهواء المنعش والتمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة، والجلوس ضمن المقاهي والكافيتريات القريبة من الشواطئ وتناول المشروبات والوجبات الخفيفة، وزيارة المطاعم التركية المعروفة في المنطقة وتذوق أشهى الأطباق التركية والوجبات البحرية.
6- جزيرة كيناليادا

تعرف الجزيرة باسم جزيرة الحناء وسميت بهذا الاسم بسبب تربتها الحمراء لكثرة الحديد والنحاس فيها، وهي أقرب جزيرة من بين جزر الأمراء إلى مدينة اسطنبول، وتبعد عنها حوالي 12 كم، وتبلغ مساحتها 1,3 كم مربع وتتبع إدارياً لمنطقة أدالار في اسطنبول، وتاريخياً أقام في الجزيرة أفراد من العائلة المالكة خلال حكم الإمبراطورية البيزنطية، ويوجد فيها دير تاريخي ومعروف وهو دير هريستوس، ومن القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين كان معظم سكانها من الأرمن وكانت مكان للعطلة الصيفية والاستجمام لهم.
وشهدت الجزيرة تطورات عديدة لتصبح من أفضل جزر اسطنبول وأهمها من الناحية السياحية والخدمية رغم صغر مساحتها، حيث عند وصولك للجزيرة ستشاهد مسطحات خضراء جميلة وغابات صغيرة من الأشجار المتنوعة الدائمة الخضرة، ومعالم سياحية مهمة ونوادي رياضات مائية ومسبح أولمبي كبير للسباحة، وشواطئ رملية جميلة ونظيفة، ويتم التنقل ضمن الجزيرة عبر عربات الخيول أو بالمشي على الأقدام، ويمكن الوصول إلى الجزيرة بالعبارات والقوارب الراسية في ميناء كاباتاش.
7- جزيرة الصدف
وهي من أصغر جزر الأمراء في بحر مرمرة والتابعة لمدينة اسطنبول، وتبلغ مساحتها 0,157 كم مربع، وسميت بجزيرة اللؤلؤ لتألق ألوانها، وفي الأزمان القديمة عرفت بجزيرة التربنتين لكثرة أشجار التربنتين (البطم) فيها ومنذ بداية القرن التاسع عشر حظيت الجزيرة باهتمام العثمانيين من أثرياء وأمراء، وقام فتحي باشا بشرائها وأصدر أمر بزراعتها بمختلف الأشجار والخضروات، وتم الاهتمام بها بشكل كبير في عصره، وبعد وفاته تعرضت الجزيرة للإهمال وتم قطع أغلب أشجارها بعد الحرب العالمية الأولى.
وعند إعلان الجمهورية التركية انتقلت ملكية الجزيرة إلى الشاعر حسين سيرت وابنه من بعده، وقامت العائلة بإنشاء جمعيات سكنية فيها شقق وفيلات للإيجار مع منع بناء منازل تزيد عن طابقين، وزيادة كثافة الغطاء النباتي والاعتناء بالأشجار والمزروعات، وفي مواسم الصيف تشهد الجزيرة توافد الأعداد الكبيرة من السياح والمصطافين للتمتع بجوها الهادئ والمنعش، وممارسة النشاطات الترفيهية المختلفة من مشي وسباحة وتنزه، وزيارة المطاعم والكافتيريات المنتشرة بكثرة عند شواطئها البحرية الخلابة.
8- جزيرة أفسا

تقع الجزيرة في بحر مرمرة الجنوبي وتبلغ مساحتها حوالي 36 كم مربع، وكانت مكاناً لنفي الشخصيات المهمة في فترة الحكم البيزنطي، وأصبحت مكاناً لاستقرار بعض اليونانيين قبل الإعلان عن الجمهورية التركية، وتتبع الجزيرة لمقاطعة باليكسير في غرب شمال تركيا، وأصبحت وجهة سياحية مهمة للسكان المحليين وزوار مدينة اسطنبول، ويرتفع تعدادها السكاني في مواسم الصيف ليصل إلى 50 ألفاً تقريباً، ويتم الوصول إليها من اسطنبول بالسفن والقوارب أو العبارات الصغيرة، وتضم الجزيرة والمصنفة ضمن أجمل جزر اسطنبول شواطئ مذهلة ومناظر طبيعية خلابة، وتمتاز بأسعارها الاقتصادية المثالية للجميع، وتجد فيها نمط حياة صاخب بسبب انتشار المطاعم والمقاهي والبارات الليلية، ويفضل السكان المحليون استئجار بيوت الضيافة العائلية والتي تمثل أغلب أماكن الإقامة فيها.
9- جزيرة كاشيك

إحدى جزر الأميرات التسع وتقع بين جزيرتي هيبليادا وبورجاز وتبلغ مساحتها 0,008 كم مربع، وعرفت قديماً باسم "بيتا" ومن ثم باسم "بيد" وهي حالياً تعرف باسم "جزيرة الملعقة" لمظهرها الشبيه بها، والجزيرة لها ملكية خاصة تعود لعائلة يهودية تدعى دانون من خمسينيات القرن الماضي، وكانت هناك محاولات لبيع الجزيرة لشركة سياحية، ولكن بلدية اسطنبول أوقفت القرار بسبب مخالفات من قبل الشركة من شأنها المساس بممتلكات الجزيرة، وتمتاز الجزيرة بجمال مناظرها الطبيعية مع وجود رصيف بسيط للمشي والتنزه.
10- جزيرة ياسي ادا

هذه الجزيرة من جزر الأمراء الصغيرة والواقعة في الجانب الجنوبي الشرقي من مدينة اسطنبول في وسط بحر مرمرة، وعرفت قديماً باسم "بلاتي" في العصر البيزنطي، وتتبع رسمياً وإدارياً لمنطقة أدلار التركية في محافظة اسطنبول، واستخدمت كغيرها من جزر اسطنبول أول مرة كمنفى للشخصيات البارزة ومنهم البطريرك الأرمني كاثوليكوس نارسيس، وفي عام 1923م ومع نشوء الجمهورية التركية انتقلت ملكيتها للدولة التركية وتم شراؤها من البحرية التركية سنة 1947 م، وأنشئت فيها العديد من المدارس البحرية.
وفي فترة الانقلاب العسكري عام 1960 م أعدم فيها عدد من الشخصيات القيادية المهمة، وتم تغيير اسم الجزيرة إلى جزيرة الديمقراطية والحرية عام 2013 م تخليداً لذكرة حادثة الإعدام، وتم إعادة تطوير الجزيرة وتجديد مرافقها الخدمية وتحديث معالمها السياحية، وافتتاح متحف وفندق ومسجد فيها من قبل رجب طيب أردوغان عام 2020م.
11- جزيرة غلطة سراي

جزيرة صغيرة المساحة تقع في حي كوروتشيم في مدينة اسطنبول، وهي من جزر اسطنبول التابعة لملكية خاصة تتمثل بنادي غلطة سراي الرياضي، وتطل الجزيرة على مضيق البوسفور بإطلالة جميلة، وتضم بارات عديدة ومطاعم ومسبحين، وتاريخياً أطلق عليها قديماً اسم "سركيس باي" حين أقدم السلطان عبد العزيز على إهداء الجزيرة إلى سركيس بليان عام 1872م، ومن ثم استخدمت كمستودع للفحم عام 1914م، وبعدها كمحطة لوقود العبارات والقوارب لتباع بعد ذلك إلى فريق غلطة سراي عام 1957م.
12- جزيرة سيفري
تتبع الجزيرة لجزر الأمراء في اسطنبول وتبلغ مساحتها 0,05 كم مربع، وتقع بمكان بعيد عن الجزر الأخرى وتأخذ الشمل الهرمي بقمة جبل ترتفع 90 م عن سطح البحر، وتتضمن الجزيرة والتي تعد من أجمل جزر اسطنبول الصغيرة بئر مياه عذبة ومرسى صغير للسفن والقوارب البحرية، وأقرب الجزر إليها هي جزيرة ياسي أدا، واستخدمت الجزيرة قديماً كمكان لنفي رجال الدين البيزنطيين وبعدها كحجر صحي، ومن أهم معالمها دير تاريخي شهد تعذيب ومعاناة الكثير من رجال الدين، وفي عام 1911م نقل إلى الجزيرة العديد من الكلاب السائبة والتي جمعت من أزقة مدينة اسطنبول وكانت المنفى الأخير في تاريخها.
في ختام مقالنا سلطنا الضوء على جزر اسطنبول الجميلة والتي تنتشر في بحر مرمرة الشهير، وتم التعرف على موقع الجزر ومساحاتها والأنشطة الترفيهية الموجودة فيها والمرافق الخدمية المتميزة بها ومعالمها السياحية الجاذبة لعدد كبير من الزوار والسياح من سكان المدينة ومن خارج تركيا.