واشنطن تتجاهل المعارضة الدولية والعربية وتواصل تهديداتها للعراق

تاريخ النشر: 19 فبراير 2002 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

تجاهلت الولايات المتحدة الأميركية المعارضة الدولية المتنامية لضرب العراق وصعدت تحذيراتها وتهديداتها واتصالاتها. وفيما دافع تشيني عن ما وصفه بوش بـ"محور الشر" أوفدت واشنطن مسؤولا رفيعا إلى مصر لبحث الوضع في العراق.  

الموقف الاميركي 

دافع نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني اليوم الاثنين أمام عسكريين عن تصريحات الرئيس جورج بوش الذي اعتبر بان العراق وايران وكوريا الشمالية تشكل "محور الشر". 

وقال تشيني امام تجمع للعسكريين في سان دييغو في جنوب كاليفورنيا "ان ملاحظات الرئيس اثارت بعض القلق في بعض الاوساط ولكن غالبية الاميركيين يشعرون بالطمانينة كونهم يحظون بقائد اعلى يقول الحقيقة ويفكر في ما يقول". 

واضاف تشيني "ان الولايات المتحدة لن تسمح كما قال الرئيس، لدول ارهابية وحلفائها الارهابيين بتهديدنا باسلحة دمار شامل"، مشيرا الى ان العراق سبق واستخدم اسلحة كيميائية ضد اعدائه. 

وتابع ان هدف واشنطن الراهن "هو منع الانظمة التي ترعى الارهاب من تهديد اميركا واصدقائنا وحلفائنا باسلحة كيميائية او بيولوجية او نووية". 

وقال ان العراق وايران وكوريا الشمالية معروفة بانها "تسعى للحصول على اسلحة دمار شامل وايواء منظمات ارهابية او انها تبيع تكنولوجيا خطيرة لدول اخرى". 

وأوفدت واشنطن مدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية ريتشارد هاس الى مصر في محاولة لاقناع المسؤولين فيها بان العراق يشكل خطراً كبيراً وداهما.  

وصرح هاس للصحافيين عقب محادثاته مع الوكيل الأول لوزارة الخارجية مدير مكتب الرئيس المصري للشؤون السياسية الدكتور اسامة الباز ووزير الخارجية احمد ماهر ان كل الخيارات مطروحة حيال العرق، الا ان "أي قرار لم يتخذ في شأن عمل محدد" ضد هذا البلد.  

وقال: "فعلت كل ما في وسعي لاوضح الاسباب التي تدعو الولايات المتحدة الى التحدث بهذه الجدية عن تهديد للامن صادر عن الحكومة العراقية"، ذلك ان الرئيس العراقي صدام حسين يعمل "24 ساعة على 24 ساعة وسبعة ايام في الاسبوع" على تطوير اسلحة دمار شامل. وأضاف المسؤول الاميركي الذي عينه وزير الخارجية كولن باول منسقاً لافغانستان ان "يوم 11 ايلول/سيتمبر غيّر نظرة الولايات المتحدة الى العالم"، مشدداً على ان "الاميركيين لا يريدون ان يستيقظوا يوماً ليروا شكلاً جديداً من احداث 11 ايلول ينفذه بطريقة أو بأخرى العراق"، الامر الذي "يبعث شعوراً أكثر الحاحاً من ذي قبل".  

معارضة عربية ودولية 

وفي غضون ذلك، توالت المواقف الدولية والعربية المحذرة واشنطن من أي مغامرة عسكرية. وفي هذا الاطار، رأى رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان في ختام محادثاته مع المستشار الالماني غيرهارد شرورد في برلين انه "اذا اراد الاميركيون التحرك بمفردهم فلا يمكننا القيام بشيء". وفي روما، اعلن رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني انه يعتزم مواصلة "سياسة الحوار" مع العراق حتى اشعار آخر. وكرر وزيرا الخارجية الايراني كمال خرازي والسوداني مصطفى عثمان اسماعيل موقفي بلديهما المعارضين للعمل العسكري. 

كندا والمانيا 

واعتبر رئيس الوزراء الكندي جان كريتيان اليوم الاثنين في برلين ان حلفاء واشنطن في الائتلاف الدولي ضد الارهاب لا يمكنهم منع الولايات المتحدة من التحرك بمفردها اذا ما قررت ذلك، في اشارة الى تهديدات جورج بوش ضد العراق. 

وقال كريتيان امام الصحافيين في ختام مباحثاته مع المستشار الالماني غيرهارد شرودر "اذا اراد الاميركيون التحرك بمفردهم فلا يمكننا القيام بشيء". 

لكن الرجلين اشارا مع ذلك الى ان عملا عسكريا ضد العراق ليس واردا "في جدول الاعمال"، وذكرا بان الولايات المتحدة كانت تعهدت باستشارة حلفائها في حال اتخذت مثل هذا القرار. 

واعتبر المستشار الالماني في هذه الحالة ان "النقاش هو نظري بحت". 

واعلن شرودر "ليس هناك اي سبب للتحدث عن هجوم عسكري ضد اي دولة ولا حتى البدء بمناقشة هذا الامر". وقد اكد الرئيس الاميركي انه سيبلغ حلفاءه اذا ما تغير الوضع و"ما من سبب على الاطلاق لعدم الوثوق به" كما اضاف شرودر. 

واعرب رئيسا الحكومتين الالماني والكندي عن تاييدهما للحفاظ على الائتلاف الدولي ضد الارهاب والذي اعتبرا "انهما لا يزالان جزءا لا يتجزأ منه". 

وكان المتحدث باسم الحكومة الالمانية اوي-كارستن هيي حذر في وقت سابق اليوم الاثنين الولايات المتحدة من اي "مغامرة" في العراق، معتبرا انه يجب قبل كل شيء الحفاظ على تماسك الائتلاف الدولي ضد الارهاب. 

واعلن للصحافيين ان "الحكومة الالمانية لا تستطيع ان تتصور ان الولايات المتحدة ترغب القيام بمغامرة". 

وكان هيي يشير، بهذه التعابير، الى تصريحات المستشار الالماني غيرهارد شرودر الذي قال في 19 ايلول/سبتمبر بعد اسبوع على وقوع الاعتداءات في واشنطن ونيويورك، ان "المانيا مستعدة لتحمل المخاطر، حتى العسكرية منها، ولكن ليس للقيام بمغامرة". 

واعلن ان تمكن مفتشين تنتدبهم الامم المتحدة من التوجه مجددا الى العراق من اجل ضمان عدم قيام بغداد بتشكيل ترسانة اسلحة دمار شامل هو امر "عقلاني". واضاف "اننا ننطلق من مبدأ ان الضغط على العراق سيستمر في هذا المنحى". 

وقد رفض العراق الاربعاء اي امكانية لعودة مفتشي الامم المتحدة لنزع الاسلحة. حذرت ألمانيا الولايات المتحدة من القيام بأي مغامرة عسكرية في العراق، وقالت إن ذلك قد يقوض التحالف الدولي ضد ما يسمى بالإرهاب. وفي سياق متصل كررت إيران معارضتها لأي هجوم أميركي على العراق وطلبت من الأمم المتحدة لعب دور أكثر نشاطا لتجنب حصول نزاع في هذا البلد. 

فقد قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية كارستن هاي للصحفيين إن "ألمانيا لا تستطيع التصور أن الولايات المتحدة ترغب في القيام بمغامرة عسكرية ضد العراق"، مشيرا إلى أن بلاده مستعدة لتحمل المخاطر -حتى العسكرية منها- ولكن ليس للقيام بمغامرة. 

وأضاف أن برلين تعتبر أنه من الملائم والمنطقي الحفاظ على التحالف الدولي إلى جانب الولايات المتحدة والذي تشكل عقب هجمات 11 سبتمبر/أيلول الماضي. 

وقال هاي إن تمكن مفتشي الأمم المتحدة من التوجه مجددا إلى العراق من أجل ضمان عدم قيام بغداد بتشكيل ترسانة أسلحة دمار شامل، هو الحل الأكثر عقلانية للأزمة. 

وأشار إلى أن المستشار الألماني غيرهارد شرودر كان قد حصل من الرئيس الأميركي جورج بوش شخصيا أثناء زيارته لواشنطن مطلع الشهر الجاري, على تأكيد بعدم القيام بعمل عسكري وشيك ضد العراق. 

ايران 

وفي السياق كرر وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي معارضته لحصول هجوم أميركي على العراق، وطلب من الأمم المتحدة لعب دور أكثر نشاطا لتجنب حصول نزاع في هذا البلد. 

وأعرب خرازي في مؤتمر صحفي عن أمله بأن يتم حل هذه المشكلة عبر الطرق السلمية بمبادرات من الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان وعبر دور أكثر نشاطا للمنظمة الدولية".  

وقال إنه يأمل أن يتراجع العراق عن قراره ويوافق على مهمات التفتيش التابعة للأمم المتحدة". 

وتطالب الولايات المتحدة العراق بالسماح بعودة المفتشين الدوليين المكلفين التحقق من تخليه عن أي مشروع لإنتاج الأسلحة الجرثومية أو الكيميائية أو النووية. وكان المفتشون الدوليون قد غادروا بغداد في ديسمبر/كانون الأول 1998 عشية حملة القصف التي شنها الطيران الأميركي والبريطاني، ولم يسمح لهم بالعودة إلى العراق منذ ذلك التاريخ—(البوابة)—(مصادر متعددة)