قرأنا عن سيدات كان لهن دور في حركات تحرر أوطانهن، وضربن أمثلة عظيمة وبطولية، دون أن يكشفن عن جزء من اجساهن .
قرأنا مثلاً عن زنوبيا التي قارعت روما، وحلمت بإقامة امبراطورية عربية توحد مصر والشآم، ونهايتها المأساوية على يد الامبراطور الروماني اورليان.
كما قرأنا عن خولة بنت الأزور، التي شاركت في القتال في معركة اليرموك، اضافة الى علاج جرحى المسلمين. ومثلها الخنساء، التي اشتهرت برثاء اخيها صخر في الجاهلية، وأدركت الإسلام، ولم تقل سوى الحمد لله، حين لاقى أربعة من أبنائها ربهم شهداء في معركة القادسية.
الفرنسيون ينحنون احتراماً لجان دارك مثلا، التي استنهضتهم لقتال البريطانيين المحتلين، وحازت صيتا مدويا رغم إعدام البريطانيين لها، ما دعا الكاتب الساخر برناردشو الايرلندي الاصل، الى تسميتها القديسة"سانت جان" ، نكاية بالانجليز.
وفي العصر الحديث قرأنا عن سيدات من أمثال رائدة الحركة النسائية في مصر هدى شعراوي، و البطلة الجزائرية جميلة بوحيرد التي انحزت لثورة شعبها، ولم يفلح التنكيل الفرنسي في ثنيها عن تريد صيحة حرية الجزائر.
كما قرأنا عن الفلسطينية الشهيرة دلال المغربي، التي أبت مرؤوتها الا أن تموت على تراب وطنها، غداة كانت قائدة المجموعة الفدائية التي نزلت على الشاطيء الفلسطيني واشتبكت مع العدو الإسرائيلي في معركة حامية الوطيس.
يمكن أن اعد عشرات النساء أيضا، اللواتي ناضلن من اجل حريتهن، وحرية شعوبهن، بيد أن من الصعب لمؤرخ ان يعتبر امرأة تعرت للتعبير عن احتجاجها مناضلة.. من أجل أي شيء.