انطلاق كأس آسيا .. واختبار صعب لبنان وسهل للعراق

تاريخ النشر: 11 أكتوبر 2000 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

سلكت الاحلام طريق الواقع وانجزت جميع الامور التنظيمية والادارية ووصلت الكرة الى اللاعبين وباتت الكلمة لهم لاثبات انفسهم في اكبر محفل كروي في القارة الاسيوية، الاكبر بين قارات العالم، ودخلت المنتخبات الـ 12 في مرحلة الجد، التي لا ينفع فيها الكلام والندم لان من استعد جيدا وكان جاهزا سيقطف دون ادنى شك ثمار النجاح في نهايتها. 

وستكون انظار الملايين من عشاق كرة القدم في العالم متجهة غدا الخميس الى لبنان حيث ستنطلق بطولة الامم الاسيوية الثانية عشرة، التي سيفتتحها الرئيس اللبناني اميل لحود، وتستمر حتى 29 تشرين الاول الحالي. 

واخيرا، ستبصر كأس اسيا 2000 النور، وستدخل الى اسيا كلها والى العالم باسره من الباب الواسع بعد ان انتصرت الارادة اللبنانية على كل المعوقات التي صادفتها منذ ان حصلت على شرف الاستضافة عام 1996 في الامارات على هامش النسخة الماضية. 

ستبصر كأس اسيا 2000 النور، بدعم لبناني رسمي الى ابعد الحدود، ودعم عربي قل نظيره، وقناعة اسيوية وعالمية بأن من حق هذا الشعب ان يثبت قدراته التنظيمية والفنية وان يحول ما جاء في ملف الترشيح الى واقع. 

ولم يكن الطريق الى يوم الافتتاح سهلا على الاطلاق، بل ان اللجنة العليا المنظمة واجهت تحديات كبيرة، وهي ليست خفية على احد، ابرزها تأثير الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على لبنان وخصوصا على محطات الكهرباء ما كان يحول لبنان ظلاما دامسا احيانا، والتأخير الذي طرأ على ورش انجاز المنشآت الخاصة بالبطولة، الامر الذي تطلب زيارات دورية لاعضاء اللجنة المنظمة التابعة للاتحاد الاسيوي. 

وكان الموقف محرجا جدا للبنان عندما هدد "الاسيويون" في الفترة الاخيرة بنقل البطولة من لبنان الى بلد آخر، كالصين او ماليزيا، في حال لم تنجز هذه المنشآت بالمواصفات المطلوبة في مهلة زمنية معينة. 

ورغم كل شيىء، كان التصميم اللبناني في محله، فكان التحدي عنوانا، لا بل شعارا سار عليه الجميع للوصول الى اقصى درجات النجاح التي ستنعكس ايجابا على لبنان، رياضيا وسياحيا واقتصاديا، حتى ان الثمار ستبقى الى ما بعد انتهاء البطولة لان البنية التحتية للرياضية في لبنان لم تكن لتصل الى هذه الدرجة من التطور لولا استضافة هذه البطولة. 

وسيستعرض لبنان تاريخه الفينيقي القديم ايضا من خلال حفل الافتتاح، اذ ستدخل الى ارض ملعب المدينة الرياضية ثلاث سفن فينيقية ترمز الى تاريخه وتحكي ايضا قصة الماضي والحاضر. 

كما يتضمن حفل الافتتاح لوحات فولكلورية راقصة تشكل نماذج لتراث كل بلد من البلدان المشاركة في البطولة، فضلا عن فقرة رائعة سيخرج على اثرها لاعبون من كرة ضخمة يمثلون كل منتخب، مع فقرات فنية اخرى، ابرزها للفنان اللبناني مارسيل خليفة واغنيته الشهيرة "يا بحرية"، وفقرات راقصة لفرقة فهد العبدالله. 

وتقام في اليوم الاول من البطولة مباراتان ضمن المجموعة الاولى، الاولى تسبق حفل الافتتاح بين منتخبي العراق وتايلاند على ملعب صيدا، والثانية المنتظرة بعد حفل الافتتاح بين اصحاب الارض وايران على ملعب المدينة الرياضية في بيروت حيث يتوقع ان يحتشد نحو 50 الف متفرج. 

العراق-تايلاند 

ستكون المباراة الاولى بين العراق وتايلاند على ملعب صيدا في لقاء سيحاول كل طرف الخروج فائزا لتسهل مهمته في المباراتين الاخريين في الدور الاول لكن الغموض يلف ظروف المباراة نظرا لتقارب المستوى نوعا ما. 

بالنسبة الى العراق، فان الهدف المنشود علنا هو العودة الى الساحة الاسيوية والعالمية، وتشكل النهائيات بالنسبة اليه فرصة مهمة جدا لاثبات قدراته، ويريدها بوابة عبور الى فصل جديد من الانجازات، وكانت الخطوة الاولى التعاقد مع مدرب خبير هو اليوغوسلافي ميلان زيفادينوفيتش لمدة ثلاث سنوات. 

وكان المدرب الجديد قاد منتخب بلاده في تصفيات كأس الامم الاوروبية الاخيرة من دون ان يكمل النهائيات معه بعد تقاقده مع النصر السعودي حيث اشرف عليه في بطولة العالم الاولى للاندية. 

وكانت مسيرة المنتخب العراقي في التصفيات مثالية، اذ لم يخسر وحتى لم يتعادل امام طاجيكستان وقيرغيزستان وسلطنة عمان. 

وكان اول اختبار للعراق بعد التصفيات، مشاركته في دورة غرب آسيا الاولى على كأس الحسين في الاردن، وفاز فيها على لبنان 2-1، وقيرغيزستان 4-صفر، وتعادل مع الاردن سلبا قبل ان يخسر في نصف النهائي امام سوريا بركلات الترجيح 3-5 بعد تعادلهما سلبا ايضا في الوقتين الاصلي والاضافي. 

وشارك العراق بعد ذلك في دورة شنغهاي الصينية، وفاز فيها على اوزبكستان 2-صفر، قبل ان يخسر امام الصين 2-4 في المباراة النهائية. 

وتلقى منتخب العراق ضربة قوية بعد تعرض مهاجمه الفذ الذي يحترف في الامارات رزاق فرحان الى اصابة في الرباط الصليبي ستبعده عن البطولة. 

واكمل المنتخب استعداداته من دون نجمه المصاب، واقام معسكرا في يوغوسلافيا لمدة شهر خاض خلاله مباراتين مع فريقين محليين، ففاز على راد 1-صفر، وتعادل مع زيمون سلبا. 

وتوقع وليد ناصر رئيس البعثة العراقية "ان يواجه زيفادينوفيتش صعوبة اذ ليس لديه فكرة شاملة عن اللاعبين بسبب ضيق الوقت"، مشيرا الى ان "سلاح اللاعبين سيكون الروح القتالية". 

واكد ان "الحصار المفروض على العراق كان له اثره السلبي على كل النشاطات، ومنع المنتخب من الاحتكاك مع منتخبات اجنبية، ومع ذلك يحاول المسؤولون ان يوفروا له جميع المستلزمات لانجاحه، واظهاره بالمظهر اللائق في نهائيات كأس اسيا". 

طموح متواضع 

وتخوض تايلاند البطولة بطوح متواضع، ويشرف على منتخبها المدرب الانكليزي بيتر ويذ، الذي سجل هدف الفوز لاستون فيلا الانكليزي في مرمى بايرن ميونيخ الالماني (1-صفر) في المباراة النهائية لكأس ابطال اوروبا عام 1981 (دوري الابطال حاليا). 

وكان ويذ تولى تدريب تايلاند قبل دورة الالعاب الاسيوية في العاصمة بانكوك عام 1998، وفازت فيها تايلاند على كوريا الجنوبية في ربع النهائي، قبل ان تخسر امام ايران في نصف النهائي وتحتل المركز الرابع. 

وفي العام الماضي، احرزت تايلاند، للمرة الرابعة في تاريخها، الميدالية الذهبية في دورة العاب جنوب شرق اسيا في بروناي بتغلبها على فيتنام في المباراة النهائية، قبل ان تتأهل الى نهائيات كأس الامم الاسيوية في لبنان. 

وتصدرت تايلاند، التي تشارك في النهائيات للمرة الثالثة، تصفيات المجموعة الثامنة، وتضم عددا مميزا من اللاعبين منهم ساكيسان بيتوراتانا ونيروت سوراسيانغ وتاواتشاي دامرونغ وكياتيساك سيناموانغ. 

ويبرز في صفوف تايلاند بشكل خاص سيناموانغ (26 عاما) او "زيكو"، كما يطلقون عليه في تايلاند، والذي صار اول لاعب من جنوب شرق اسيا يلعب في انكلترا بعدما احترف مع هادرسفيلد بعد تجربة فاشلة مع ميدلزبره. 

واستعدادا للنهائيات، خسرت تايلاند امام البرازيل صفر-7 وقطر 2-3، وبايرن ميونيخ 1-2، وشاركت في دورة شنغهاي، وفازت فيها على اوزبكستان 4-2، وخسرت امام الصين 1-3. ثم خسرت امام الكويت 2-3، وفازت على السد القطري 3-2، وتعادلت مع منتخب قطر 1-1.. 

واكد ويذ انه يحترم المنتخبات الاخرى، لكنه واثق من قدرات فريقه على مواجهة ايران البطلة السابقة وحاملة الميدالية الذهبية في دورة الالعاب الاسيوية، ولبنان البلد المنظم، والعراق الذي شاهده عن كثب في دورة شنغهاي. 

واضاف ان المنتخب التايلاندي، الذي يضم 5 لاعبين محترفين في سنغافورة، "لا يعاني من اصابات في صفوف لاعبيه، لكنه قد يفتقد الى سيناموانغ، الذي يمر في حالة نفسية سيئة لم يكشف عنها". 

ورأى ان "تطور مستوى تايلاند رهن بمواجهتها منتخبات اقوى، وان احرازها اللقب الاسيوي يتطلب طموحا"، مشيرا الى ان "دول جنوب شرق اسيا تحاول ان تلحق بتايلاند، التي تسعى بدورها الى اللحاق بايران والسعودية وكوريا الجنوبية". 

وكان منتخبا العراق وتايلاند التقيا ايضا في الدور الاول من البطولة الماضية عام 96 وفاز الاول 4-1. 

التشكيلتان المحتملتان 

العراق: هاشم خميس- زياد طارق وحمزة هادي وحيدر محمود وجبار هاشم واحمد عبد الجبار وهشام محمد وعصام حمد واحمد كاظم وحسام فوزي وعباس عبيد. 

تايلاند: ويرات وانغتشان- تانونغساك باجاكا ونيويت سيريوونغ وتشوكتاوي برومروت وانوروك سريكيرد وتشوكيات نوسالونغ وتيردساك تشايمان وتاوان سريبان وتاواتشاي دامرونغ اونغتراكول وساكيسان بيتوراتانا وسوتي سوكسومكيت. 

 

لبنان-ايران 

يلتقي بعد حفل الافتتاح منتخب لبنان صاحب الارض والجمهور مع نظيره الايراني في مباراة قوية وحساسة، اذ ان ايران تطمح الى لقب رابع، رقم قياسي، ولبنان الى بلوغ الدور ربع النهائي على الاقل. 

ويسعى منتخب لبنان الى تقديم عرض يرضي اكثر من 50 الف متفرج في افتتاح البطولة، في مشاركته الاولى في تاريخه في النهائيات، وهو يخوضها مباشرة دون اي تصفيات باعتباره البلد المنظم. 

وذكر سمير سعد مدرب المنتخب "ان المباراة الاولى لها وضع خاص لكلا المنتخبين اللذين سيحاولان تحقيق نتيجة جيدة ترضي جمهورهما"، مشيرا الى ان لبنان "يسعى الى اكتساب الشهرة، وايران الى المحافظة على سمعتها". 

وعزز المنتخب اللبناني صفوفه بستة لاعبين من اصل لبناني، وانخرط في 4 معسكرات في قبرص (2) وسلوفاكيا والمانيا، وشارك في دورة غرب اسيا. 

وخاض المنتخب منذ تولى الكرواتي جوزيب سكوبلار تدريبه في 26 كانون الثاني الماضي، 25 مباراة، منها 14 مع منتخبات وطنية واولمبية و11 مع فرق اجنبية، ففاز في 12 وتعادل في 8 وخسر في 5، وسجل 57 هدفا، ودخل مرماه 27 هدفا. 

وكان جيلبرتو، المهاجم البرازيلي الاصل، هداف الفريق برصيد 10 اهداف، تلاه هيثم زين (9)، ثم كل من رضا عنتر وزاهر العنداري، والاخير لن يشارك في النهائيات (5)، ووارطان غازريان (4) ونيوتن اوليفيرا، البرازيلي الاصل، (3). 

وكانت ابرز نتائج المنتخب فوزه على الكويت 3-1، وعلى منتخب قبرص الاولمبي 5-2، وعلى عمان 3-1، وتعادله والسعودية من دون اهداف، قبل ان تصير تشكيلته معروفة بعد مباراتيه الاخيرتين مع فريق بافوس (6-صفر) ومع منتخب قبرص الاولمبي (5-2). 

وسيكون الحارس احمد الصقر بين "الخشبات الثلاث"، فيما صارت التشكيلة اللبنانية اكثر وضوحا في ضوء معسكر قبرص الاخير، وقد استعاد جادير، البرازيلي الاصل، مركزه كقلب دفاع، بعدما نافسه عليه المخضرم كوركين، الذي حل محله في مباراة الامارات الثانية (2-2). 

من جهته، وجه جلال طالبي مدرب ايران تحذيرا الى المنتخبات المشاركة في النهائيات عندما اكد في مؤتمره الصحافي قبل ايام ان ايران "جاءت الى لبنان لاحراز اللقب الذي افلت منها قبل 4 اعوام بعدما خسرت امام السعودية بركلات الترجيح 3-4 اثر تعادلهما من دون اهداف في نصف النهائي". 

ورأى طالبي "ان المجموعة الاولى اقل خبرة من الثانية والثالثة، بيد ان المجموعتين الاخيرتين ليستا ضعيفتين"، مشيرا الى انه "سيبقى حذرا لان العراق تغلب على ايران 2-1 في الدور الاول من البطولة الماضية". 

وكان طالبي، الذي قاد ايران الى فوز تاريخي على الولايات المتحدة في كأس العالم 1998، عاد الى تدريب منتخبها بعدما اقال الاتحاد الايراني المدرب منصور بورحيدري لان الاخير تولى تدريب فريق الاستقلال من دون موافقته. 

وكشف طالبي لوكالة فرانس برس "ان لا اصابات في صفوف منتخبه، بعدما جهز بديل الحارس المصاب طباطبائي، الذي اصيب قبل النهائيات وغادر الى المانيا لاجراء عملية جراحية في ساقه". 

واستعدادا للنهائيات، شاركت ايران في دورة غرب اسيا ايضا، ففازت في الدور الاول على كازاخستان 3-صفر، وتعادلت وفلسطين 1-1، وفازت على الاردن 1-صفر، قبل ان تحرز اللقب بفوزها على سوريا 1-صفر في النهائي. 

ونظمت ايران دورة دولية رباعية في طهران شاركت فيها كوريا الجنوبية ومقدونيا ومصر. وخسرت فيها امام مصر في المباراة الافتتاحية، ثم حلت ثالثة بفوزها على مقدونيا 3-1. 

ثم فازت ايران على جورجيا 2-1، وخسرت امام النمسا 1-5، وفازت على قطر 2-1، وعلى بوخوم الالماني 2-صفر وهامبورغ الالماني ايضا 2-صفر. 

ويضم منتخب ايران جيشا من اللاعبين المميزين ابرزهم مهاجم هرتا برلين الالماني على دائي وخوداداد عزيزي ومهدي مهداوي وكريم باقري وغيرهم. 

وكان آخر لقاء بين المنتخبين في 12 تشرين الثاني 1996 على ملعب بلدية برج حمود (شرق بيروت)، واسفر عن تعادلهما من دون اهداف. 

التشكيلتان المحتملتان 

لبنان: احمد الصقر- يوسف محمد وجادير ومارسيليو وفيصل عنتر وجمال طه ورضا عنتر ومحمد رضا ولويس اوليفيرا وجيلبرتو ونيوتن. 

ايران: داود فنائي- علي رضا امامي وسهراب بختياري زادة وحامد كافيانبور ومهرداد ميناوند وداريوش يزدني وحامد استيلي وكريم باقري وخوداداد عزيزي وعلي دائي وهاشمي نسب ومهدي مهداوي – (أ ف ب)