أقيم مساء أمس الأربعاء في "أتيلييه القاهرة" حفل تأبين للكاتبة المصرية الراحلة سناء المصري (من مواليد 1958) ، بمناسبة مرور أربعين يوما على وفاتها نتيجة أزمة ربو حادة.
وتحدث في حفل تأبين الكاتبة التي استفزت كتاباتها الإسلاميين ولم تحز على رضا اليساريين، عدد من الذين عرفوها عن كثب، من أبرزهم زملاؤها في العمل شوقية الكردي، وعبد الحليم قنديل، وأحمد أشرف، وأسامة عرابي، والروائي إبراهيم عبد المجيد.
وكانت الكاتبة الراحلة قد دخلت في مواجهات عدة مع الإسلاميين في كتابها "المرأة خلف الحجاب"، الذي صدر في نهاية الثمانينات، وهاجمت فيه دعوات السلفيين الى عدم خروج المرأة الى العمل وحصر وجودها في المنزل، فقام السلفيون بالتهديد بإحراق الكتاب أمام أحد مساجد القاهرة، فذهبت لمواجهتهم هناك حيث تراجعوا عن موقفهم.
واستكملت موقفها بعد ذلك بكتابها "هوامش الفتح العربي" الصادر عن دار سينا في العام 1996، الذي ناقشت فيه الظروف الموضوعية التي مهدت لصعود الإسلام، وحملت الفتح الإسلامي مسؤولية نهب ثروات مصر، وتدمير الحضارة المصرية واضطهاد الأقباط، مما استفز الإسلاميين ودفعهم مجددا لمهاجمتها.
واستفزت المصري أيضا اليساريين بكتابها "تاريخ الطبقة العاملة المصرية- ودور اليسار فيه" الصادر في مطلع التسعينات حيث عرت عملية الخصخصة من قبل الحكومة وعجز اليسار.
وكان كتابها الأخير "تمويل وتطبيع-قصة الجمعيات غير الحكومية" الذي صدر جزؤه الأول في 1998 والجزء الثاني في 1999 وتناولت فيه أهمية الجمعيات الأهلية في النضال الديموقراطي، ورفض هيمنة الحكومة عليها.
لكنها رأت أيضا أن غالبية الجمعيات الأهلية الممولة من قبل الغرب، تعمل على اختراق المجتمع المصري، والدفع به في اتجاه التطبيع مع اسرائيل، وهو الأمر الذي ترفضه بشدة كونها من أبرز الشخصيات المعارضة للتطبيع.
واتخذت سناء المصري في حياتها، الكثير من المواقف العملية، المنسجمة مع مواقفها السياسية، وكان آخرها التظاهرة التي قادتها في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ضد السفير الأميركي، أثناء إلقائه محاضرة في إطار البرنامج الثقافي للمعرض، منددة بالموقف الأميركي من العراق، ومعلنة تضامنها مع شعبه - -(أ.ف.ب)