اسرائيل تبدأ تنفيذ خطة 'فك الارتباط' وتسحب قواتها من مستوطنات بالضفة وترفع الاغلاق عن جنين

تاريخ النشر: 02 يناير 2004 - 02:00 GMT
البوابة
البوابة

بدأت اسرائيل سحب قوات وتقليص اعداد اخرى في 14 مستوطنة وموقعا استيطانيا في الضفة الغربية، وذلك في خطوة اثارت غضب المستوطنين الذين اعتبروها موشرا على بدء تنفيذ خطة "فك الارتباط". وفي سياق اخر، رفع الاحتلال الاغلاق المفروض على جنين، وذلك للمرة الاولى منذ 5 اشهر. 

وقال موقع "يديعوت احرونوت" على الانترنت ان عشرات الجنود غادروا مساء الخميس، مواقع الحراسة في المستوطنات القائمة غربي الجدار العازل، كما تم تقليص قوة الحراسة في المواقع الاستيطانية القائمة خارج الجدار، مثل "غانيم" و"كديم"، حيث استبدلت الكتيبة التي تولت حمايتها بوحدة عسكرية صغيرة.  

واضاف الموقع ان الجيش قام مؤخراً بتغيير انتشار قواته داخل المستوطنات التي باتت داخل الجدار. وانسحب الجنود بشكل كلي من بعض هذه المستوطنات.  

ونقل المصدر عن مستوطنين في هذه المواقع اتهامهم لشارون بانه بدأ بتنفيذ خطة الانسحاب من جانب واحد، والتي هدد الشهر الماضي بتنفيذها في حال فشل خطة "خارطة الطريق" للسلام.  

وقال الجيش الاسرائيلي إن إعادة الانتشار الجديد تم بسبب النقص في القوى البشرية، ولا علاقة لذلك بالتصريحات السياسية التي أدلى بها رئيس الحكومة. 

وقال مصدر عسكري معقبا على تقليص عدد الجنود في 14 مستوطنة تخضع لمسؤولية لواء منشيه، "إن الجيش الاسرائيلي يدرك بواطن قلق السكان، لكن القيادة الوسطى قررت تركيز القوات في المستوطنات التي بقيت خارج الجدار". 

وكان شارون اعرب عن ثقته الكبيرة بأن خطة "فك الارتباط" ستحظى في نهاية المطاف بتأييد اميركي، وان ادارة الرئيس جورج بوش، خاب املها في الحكومة الفلسطينية برئاسة احمد قريع ويئست من امكانية حدوث تغيير في ادائها. ولهذا، فإنها لن تجد سبيلا إلا تأييد خطته. 

وكان شارون يتحدث عن هذه التقديرات خلال اللقاءات التي بدأ في اجرائها مع عدد من الوزراء واعضاء الكنيست من حزب الليكود، أمس واول من امس حتى يخفف من المعارضة الداخلية لمشروعة.  

وقال مقربون منه ان جهوده هذه بدأت تثمر. اذ ان عددا من اشد معارضي الخطة قالوا له انه اقنعهم بتغيير موقفهم. 

ومن المقرر ان يعقد حزب الليكود الاسبوع المقبل مؤتمرا سياسيا يبحث فيه البرامج السياسية المطروحة.  

ويتخوف شارون من ان يحاول خصومه في الحزب تحويل المؤتمر الى صفعة لخطته. اذ ان اليمين المتطرف يعتبرها "استسلاما امام الارهاب الفلسطيني وهربا من الضفة الغربية وقطاع غزة، يشبه هروب اسرائيل من الجنوب اللبناني في ايار/مايو 2001 في زمن حكومة إيهود باراك الذي اعتبره شارون نفسه في ذلك الحين "اخطر هزيمة في تاريخ اسرائيل". 

يشار الى ان شارون قد طرح خطته هذه في خطابه امام مؤتمر هرتسليا في 18/كانون الاول/ ديسمبر الماضي. وقال يومها انه يطرحها ليس بديلا عن "خارطة الطريق" بل خيارا في حالة فشلها. 

واكد انه يمهل الفلسطينيين بضعة أشهر. فإذا لم يتحركوا لمكافحة الارهاب واستئناف المفاوضات فإنه لن ينتظرهم.  

وينوي القيام بخطة فصل من جانب واحد، بموجبها يخلي عددا من المستوطنات النائية القائمة في قلب التجمعات العربية ويزيل جميع النقاط الاستيطانية غير الشرعية (اي التي بنيت من دون تصريح حكومي) وينسحب من جميع المدن الفلسطينية ويكمل بناء الجدار العازل.  

وقد ورفض الفلسطينيون هذه الخطة. وتحفظت عليها الادارة الاميركية علنا، وانتقدتها دول اوروبا. وهاجمتها اوساط واسعة في اسرائيل نفسها، ليس من اليمين فقط، بل من قوى اليسار والقوى الليبرالية وقيادة الجيش، باعتبارها تؤدي الى تأجيج الصراع مع الفلسطينيين.  

ولكن ما اخاف شارون بشكل خاص هو رد الفعل داخل الليكود، عشية مؤتمره السياسي. وشعر ان هناك قلقاً لدى بعض الاوساط من خطر المساس فعلا بالعلاقات مع الاميركيين. فراح يشرح لهم ان واشنطن لم ترفض خطته تماما بل قالت انها ترفض ما يؤدي منها الى اعاقة تطبيق "خارطة الطريق". وان الاميركيين يتابعون التطورات السياسية في المنطقة ويكتشفون ان حكومة ابو علاء عاجزة عن القيام بأية مهمة. 

وقال شارون ان واشنطن بدأت تضيق ذرعا بالقيادات الفلسطينية. ولهذا، فليس من المستبعد ان تتوصل الى النتيجة بأن الحل الامثل في هذه المرحلة هو اللجوء الى خطوات احادية الجانب. 

ويبني شارون هذا التقويم بشكل خاص من ردود فعل المستوطنين في الضفة وقطاع غزة على ما يقوله حول اخلاء المستوطنات. فهم يعلنون انهم سيقاومون بشدة هذا الاخلاء.  

وهو يتوقع ان ترتفع أسهمه في العالم عندما يبدأ الاخلاء بالقوة، وتتم الصدامات بين الجيش والمستوطنين فيظهر كما لو انه كان معتدلاً، يدخل في مواجهات مع رجال حزبه ومعسكره اليميني في سبيل السلام. 

وتنصب جهود شارون حاليا على محاولة اقناع نواب الليكود المتمردين، ومحاولة تجنيد المحايدين، خصوصا من قاده المسكرات الداخلية في الليكود. ويرفق هذه الجهود بتهديد مبطن "اذا لم تسيروا معي، فإنني سأسعى لاجراء انتخابات جديدة". 

رفع الاغلاق عن جنين 

في غضون ذلك، اعلن الجيش الاسرائيلي انه رفع الخميس، الاغلاق المفروض على مدينة جنين في الضفة الغربية، وذلك للمرة الاولى منذ انهيار الهدنة في اب/اغسطس 2003. 

وقال الجيش ان القرار اتخذ في بسبب تدني عدد الانذارات الامنية في المنطقة. 

وسيقوم الجيش بموجب القرار، بازالة بعض الحواجز المقامة على الطرق املحيطة بالمدينة، وسيسمح لسيارات الفلسطينيين بالعبور من الحواجز الباقية. 

وقالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان الكولونيل اورين افمان، قائد الكتيبة الاسرائيلية الرئيسية في المنطقة، التقى مساء الخميس مع نظرائه الفلسطينيين لابلاغهم القرار. 

وكانت جنين قد خضعت الى اغلاق شبه متواصل منذ انطلاق الانتفاضة في ايلول/سبتمبر 2000. 

ورفع هذا الاغلاق لمدة شهر اثناء سريان الهدنة التي اقرتها الفصائل الفلسطينية في حزيران/يونيو 2003، والتي انهارت بعد خمسين يوما بعد ان استأنفت اسرائيل عمليات الاغتيال ضد قادة ونشطاء الفصائل. 

اصابة ضابطين اسرائيليين في نابلس 

على صعيد اخر، فقد اصيب ضابطان اسرائيليان بجروح متوسطة اثر انفجار عبوة ناسفة قرب سيارتهما في حي القصبة في نابلس شمال الضفة الغربية. 

وقالت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان الضابطين تم اخلاؤهما الى مستشفى بيلينسون في بتاح تكفا. 

واوضحت الاذاعة ان القوات الاسرائيلية كانت تقوم بعمليات رويتينة في المنطقة عندما وقع انفجار قرب سيارتهم. 

ويواصل الجيش الاسرائيلية عملياته العسكرية في مدينة نابلس منذ عدة اسابيع بسبب تزايد الانذارات الامنية الصادرة من المدينة على حد قوله. 

وفي وقت سابق الخميس، شدد الجيش الاسرائيلي الحصار المفروض على نابلس، وقام بعمليات مداهمة للمنازل بحثا عن مطلوبين. 

وقال شهود ان الجنود الاسرائيليين اخرجوا الاهالي من منازلهم خلال عمليات المداهمة وفتحوا النار باتجاه الجدران والاثاث. 

والاربعاء، قتل الجيش الاسرائيلي فتى فلسطينيا كان ضمن مجموعة من الشبان الذين يرشقون الجنود بالحجارة غرب نابلس.  

من جهة اخرى، فقد إعتقل الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة 13 فلسطينيًا في منطقة الخليل لرشقهم الحجارة وإلقائهم زجاجات حارقة. 

حالة تاهب في حيفا 

الى ذلك، وضعت الشرطة الاسرائيلية في مدينة حيفا شمال اسرائيل في حالة تاهب الخميس، وذلك بعد تلقيها انذارات غير محددة حول مخطط لتنفيذ هجوم فدائي. 

وقالت الاذاعة العامة الاسرائيلية ان الشرطة زادت من اعداد دورياتها قرب المواقع الشعبية التي يقصدها الجمهور ليلا، مثل البارات والمقاهي.—(البوابة)—(مصادر متعددة)