قال مسؤول فلسطيني رفيع ان الرئيس عرفات وافق من حيث المبدأ على تعيين رئيس للوزراء في السلطة الوطنية الا ان الفكرة ما تزال قيد الدراسة، في المقابل قالت تقارير اسرائيلية ان ارئيل شارون سيعرض على الفلسطينيين مجددا خطة وزير دفاعه السابق بنيامين بن اليعايزر (يهودا اولا)، وميدانيا استشهد ثلاثة فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال في القطاع في الوقت الذي شنت حملة اعتقالات واسعة في الضفة الغربية.
رئيس وزراء فلسطيني
قال مسؤولون ودبلوماسيون يوم الخميس ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وافق على تعيين رئيس للوزراء لإدارة الشؤون الفلسطينية بموجب مشروع "خارطة طريق" للسلام.
واستدركوا بقولهم انه نظرا لأن النقاط الاخرى لخطة السلام لم تحسم بعد فان مثل هذا التعيين لا يبدو وشيكا.
ونقلت "رويترز" عن المسؤولين والدبلوماسين ان عرفات الذي يتعرض لضغوط لإصلاح السلطة الفلسطينية أبدى موافقته في رسالة الى توني بلير قبل مباحثات رئيس الوزراء البريطاني مع الرئيس الامريكي جورج بوش في واشنطن الشهر الماضي.
وحسب مسؤول فلسطيني "قالت الرسالة وللمرة الاولى ان عرفات قبل خارطة الطريق بلا تحفظات وانه يقبل كل الخطوات المنصوص عليها في خارطة الطريق ومنها ان يعين رئيسا للوزراء".
وتدعو خطة السلام التي عرضها ما يسمى لجنة رباعي الوساطة المؤلفة من الولايات المتحدة والامم المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي الى إنهاء العنف الاسرائيلي الفلسطيني وانشاء دولة فلسطينية بحلول عام 2005
الا ان وزير الحكم المحلي الفلسطيني صائب عريقات: اوضح ان "مسالة رئيس الوزراء مازالت قيد البحث. ولم يتخذ بعد قرار نهائي في هذا".
وكان عرفات قاوم مطالب بتعيين رئيس للوزراء خوفا على ما يبدو من ان تضعف هذه الخطوة من قاعدة نفوذه.
وقال دبلوماسي غربي ان رسالة عرفات الى بلير كانت "تحركا سياسيا له مغزى ولكنها ليست قرارا فعليا ... فالاختبار الحقيقي هو تحويل الكلمات الى افعال".
وقال ان لجنة رباعي الوساطة رحبت بمبادرة عرفات واقترحت خطوات انتقالية فورية توءدي الى تنفيذها. ولم يسهب فيما يعنيه.
من ناحية اخرى، أفاد مسؤولون فلسطينيون ان عرفات يخشى ان تستغل اسرائيل انشغال العالم بحرب امريكية محتملة على العراق لتطرده او تحاول اعاة احتلال مزيد من المناطق الفلسطينية.
استعدادات لاتفاق أمني جديد
الى هنا، وذكرت مصادر اعلامية فلسطينية ان اسرائيل سمحت لجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني في مدينة بيت لحم، بوضع مكاتب جاهزة بالقرب من أنقاض المقر الذي قصفته قوات الاحتلال في شهر آذار/مارس الماضي، وذلك وسط انباء تحدثت عن ان اسرائيل ستعرض على الفلسطينيين الانسحاب من الخليل وبيت لحم مقابل وقف المقاومة.
وقالت المصادر ان أفرادا من جهاز الأمن الوقائي بدأوا العمل فعليا في المقر.
وتاتي هذه الانباء مترافقة مع نقل صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصادر سياسية رسمية اسرائيلية قولها إن رئيس الوزراء آرائيل شارون سيعرض مرة أخرى على الفلسطينيين خطة وزير الدفاع السابق بنيامين بن إليعازر التي أُطلق عليها في حينه اسم "يهودا أولاً"، والتي ستنسحب اسرائيل بموجبها بصورة تدريجية من المدن التي تمنع السلطة الفلسطينية خروج فدائيين منها.
وقالت مصادر الصحيفة، إنه حسب التقديرات ستكون بيت لحم والخليل أول مدينتين سينسحب منهما الجيش الاسرائيلي وفقاً للخطة، وذلك برغم التصعيد الأمني الذي شهدته مدينة الخليل في الشهرين الأخيرين.
وحسب المصادر ذاتها، فإن الخطة مشابهة لخطة بنيامين بن إليعازر، التي تم عرضها بعد ضغوط أميركية.
3 شهداء
ذكر موقع صحيفة "هارتس" على الانترنت نقلا عن الاذاعة العامة الاسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي قتل مساء الخميس ثلاثة فلسطينيين، واعتقل رابعا، قرب مستوطنة نتساريم في قطاع غزة.
وبحسب المصدر، فقد كان احد هؤلاء فتح النار على الجنود المتواجدين في موقع عسكري قريب من المستوطنة قبل ان يستشهد، بينما تمكن الجيش من قتل الاثنين الاخرين، واعتقال الثالث خلال عملية مطاردة في المنطقة.
ومن ناحيته قال موقع صحيفة "يديعوت احرونوت" ان الجيش الاسرائيلي اطلق النار على خمسة فلسطينيين بينما كانوا يستعدون لزرع عبوة ناسفة قرب المستوطنة.
من جهة ثانية، فقد اعتقلت قوة من الجيش الإسرائيلي قائد الذراع العسكري للجبهة الديمقراطية في رام الله.
وقالت "يديعوت احرونوت" ان الجيش نقل الناشط للتحقيق لدى جهاز الأمن الداخلي (الشاباك).
الى ذلك، افادت مصادر امنية فلسطينية ان قوة من الجيش الإسرائيلي تساندها الدبابات، توغلت صباح اليوم الخميس في منطقة المغراقة جنوب مدينة غزة، وذلك وسط اطلاق كثيف للنيران.
وقالت المصادر ان عددا من المنازل والممتلكات قد تضررت بفعل القذائف التي اطلقتها الدبابات الاسرائلية خلال اقتحامها للمنطقة.
وعلى صعيد اخر، فقد جددت قوات الاحتلال عدوانها على مدينة بيت ساحور قرب بيت لحم، واقتحمت عشرات من منازل المدينة، بحثا عن القناص الفلسطيني الذي تمكن من قتل ضابط اسرائيلي في ساحة المهد مساء الاثنين.
وقالت المصادر ان الجيش الاسرائيلي الذي يواصل بحثه عن القناص، استمر في حظر التجوال على أنحاء محافظة بيت لحم، كما استمر في عمليات المداهمة التي شملت بلدات العبيدية وقرية بيت فجار.
حملة اعتقالات
في غضون ذلك، اعلن الجيش الإسرائيلي اعلن انه اعتقل الليلة الماضية وفجر اليوم الخميس، 20 فلسطينيًا في الضفة الغربية وواحدا اخر في قطاع غزة.
وقد اعتقل الجيش الإسرائيلي 19 فلسطينيا خلال مداهمات طالت مدن جنين، ونابلس والخليل.
وفي قطاع غزة، اعتقل الجنود الاسرائيليون ناشطا من كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح.
ويشتبه الجيش الاسرائيلي في ان محمود درعيك الذي اعتقل في مخيم البريج وسط قطاع غزة شارك في عدة هجمات ضد اهداف اسرائيلية.
من جهة ثانية، فقد اعلنت رئاسة الحكومة الاسرائيلية في بيان مساء امس الاربعاء ان الجيش الاسرائيلي اعتقل نهاية كانون الاول ناشطا فلسطينيا كان يحاول التسلل الى اسرائيل من الاراضي المصرية.
واوضح البيان ان علاء الشيخ (23 عاما) المتحدر من رفح بجنوب قطاع غزة، اعترف خلال استجوابه بالانتماء الى منظمة مسلحة مرتبطة بحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وقال انه كان مكلفا الدخول الى الاراضي الاسرائيلية وشن هجمات.
واضاف البيان ان الناشط تلقى لهذا الغرض تدريبا على استعمال المتفجرات وكان يخطط خصوصا لشن هجوم ضد مهبط مروحيات في احد المستشفيات الكبرى وضد باص في جنوب اسرائيل.
الى هنا، وكان طفل فلسطيني قد استشهد مساء الاربعاء متاثرا بجراح اصيب بها في الخامس من الشهر الجاري، عندما اطلق الجنود الاسرائيليون النار عليه في بلدة طمون قرب جنين.
وكان الطفل الشهيد عدنان بشارات دخل فى غيبوبة طويلة جراء اصابة بالغة فى الراس.—(البوابة)—(مصادر متعددة)