يقدم يوسف النصيري (23 عاماً) مهاجم منتخب المغرب وإشبيلية مستويات رائعة سواء رفقة ناديه أو مع منتخب بلاده، مما جعله محط أنظار العديد من أندية القارة الأوروبية.
ولد النجم الصاعد ونشأ في أحد الأحياء الشعبية الفقيرة بمدينة فاس وسط المغرب في الأول من يونيو عام 1997، وبدأ لعب كرة القدم وهو طفل في أزقة المدينة التاريخية.
ولم تكن بداية النصيري مع كرة القدم سهلة، وقد عبر عنها بنشر صورة وهو في طفولته مرتدياً ملابس رياضية متواضعة إلى جانب صورة أخرى توثق تتويجه بالدوري الأوروبي.
وأرفق الصورتين بالعبارات: “أن تحقق أشياء جيدة في حياتك أمر جميل، لكن أن تحققها متجاوزاً جميع أنواع العراقيل يجعلها أجمل، فخور ببداياتي الأولى وبما أنا عليه اليوم. سأواصل العمل لكي أسعد الأشخاص الذين لم يبخلوا بثقتهم في إمكانياتي”.
ولخص مسيرة النجاح التي يعيشها الآن بقوله “لا تترك شيئاً ولا أحداً يحبط عزيمتك في طريقك إلى مستقبل أفضل، العمل الجاد والاستمرار والتواضع والالتزام بالواجبات، ليس هناك طريق آخر”.
ومنذ صغره أظهر النصيري موهبة كبيرة أهلته للعب والتدرج في الفئات السنية مع فريق المغرب الفاسي أبرز أندية مدينة فاس.
ومع تألقه المثير ضمه مسؤولون رياضيون في 2011 إلى أكاديمية محمد السادس المتخصصة في اكتشاف المواهب.
ولا بد من التأكيد على التطور الكبير والمستمر الذي عرفه النجم المغربي داخل الأكاديمية، مما جعله محط أنظار أندية أوروبية حاولت الظفر بخدماته.
النصيري ثالث هدافي منتخب المغرب خلف كل من حكيم زياش نجم تشيلسي ويوسف العربي لاعب أولمبياكوس.
وهو ما حدث بالفعل في 2015 عندما تلقى عرضاً من ملقة، ووقع معه عقداً لعب بموجبه موسمين في صفوفه سجل خلالهما 5 أهداف فقط.
غير أن انتقاله إلى ليغانيس أتاح له فرصة أكبر للتألق فسجل 13 هدفاً في موسمين.
وتألق النصيري أثار إعجاب مدرب المنتخب المغربي آنذاك هيرفي رينار، فضمه إلى قائمة اللاعبين المشاركين في نهائيات كأس العالم في روسيا سنة 2018.
ولعل الرأسية المتقنة التي أحرزها النصيري في شباك حارس المنتخب الإسباني دافيد دي خيا مثلت أبرز أهدافه مع “أسود الأطلس”. وفي تلك المباراة تقدم المغرب مرتين وأدرك “الماتادور” الإسباني التعادل لتنتهي بهدفين لكل فريق.
وبالرغم من صغر سنه إلا أن النصيري هو ثالث هدافي منتخب المغرب حالياً خلف كل من حكيم زياش نجم تشيلسي ويوسف العربي لاعب أولمبياكوس.
وتعد سنة 2020 بداية التوهج الأكبر له، ففي يناير من العام الماضي انتقل إلى إشبيلية مقابل 25 مليون يورو ليبدأ فصلاً جديداً من التألق في الدوري الإسباني الممتاز.
وفي عامه الأول مع إشبيلية فاز النصيري بلقب الدوري الأوروبي، ثم حقق وصافة كأس السوبر الأوروبي إثر خسارة من بايرن ميونيخ بطل دوري أبطال أوروبا.
ولم يكتف النصيري بما حققه في موسمه الأول مع إشبيلية، فدخل في الموسم الثاني في سباق مع عدد من أبرز نجوم الكرة في العالم مثل ميسي (برشلونة) ولويس سواريز (أتلتيكو مدريد) وكريم بنزيمة (ريال مدريد) على جائزة هداف الدوري الإسباني.
وهو سباق اعتلى فيه النصيري قائمة الهدافين مؤقتاً قبل أن يحتل المركز الثاني برصيد 13 هدفا بالتساوي مع ميسي خلف سواريز المتصدر بستة عشر هدفا بعد الجولة الثانية والعشرين، وهو ما يزيد من احتدام المنافسة على جائزة الهداف.
وسجل النصيري ثلاثة أهداف (هاتريك) في مباراتين متتاليتين أمام قادش وريال سوسييداد، ما جعله أول لاعب في تاريخ النادي الأندلسي يسجل هذا الإنجاز على ملعب الفريق في “الليغا” منذ غييرمو كامبانال عام 1940.
وهو إنجاز أعقبه فوز اللاعب بجائزة يناير في الدوري الإسباني متفوقا على كل من سواريز وفرينكي دي يونغ (برشلونة) وتوني كروس (ريال مدريد) وسيرجيو كاناليس (ريال بيتيس) وروجر مارتي (ليفانتي) وباو توريس (فياريال).
وبينما غادر النصيري المغرب بأقل من 126 ألف يورو للاحتراف في إسبانيا، تتجاوز قيمته السوقية حالياً 50 مليون يورو.
كل هذا التطور والتألق من لاعب عربي في الملاعب الأوروبية حققه النصيري ولم يتجاوز بعد عامه الثالث والعشرين، وهو ما يبشر بمسيرة رائعة للغاية تنتظر هذه الموهبة المغربية.