وجه روي هودجسون المدير الفني للمنتخب الإنجليزي وقائده واين روني، نداءً مؤثراً أمس لجماهير الفريق طالبا من خلاله بتجنب أي سلوك سيء قد يتسبب في إقصاء الفريق من بطولة يورو 2016 المقامة حاليا بفرنسا.
وقال هودجسون: "أنا قلق للغاية بشأن التهديد الذي يحلق فوق رؤوسنا والعقوبات التي قد تفرض على المنتخب الإنجليزي".
وأضاف: "عملنا بجدية شديدة من أجل الوصول إلى هنا ونرغب بشدة في البقاء بالبطولة، بالتالي أناشد جميع مشجعينا - مع كل التقدير لدعمكم في المباريات بالطبع - أن تبقوا بعيدين عن الأزمات من أجل ضمان عدم تنفيذ أي من هذه التهديدات، ومن جانبنا سنحاول البقاء في البطولة من خلال كرة القدم".
كذلك تقدم روني بالشكر للجماهير على "دعمها الهائل" في المباراة أمام روسيا، ولكنه كرر نداء هودجسون: "الآن أمامنا مباراة مهمة أمام ويلز، أود أن أوجه نداءً للمشجعين، من فضلك إذا كنت لا تحمل تذكرة فلا تسافر وبالنسبة لمن يحملون التذاكر، كونوا آمنين وعقلانيين وواصلوا دعمكم الهائل للاعبي المنتخب".
وكانت الجماهير الإنجليزية والروسية قد تورطت في أعمال عنف قبل مباراة المنتخبين وعقبها مساء السبت مما أسفر عن إصابة العشرات، وقد هدد الاتحاد الأوروبي (يويفا) بإقصاء المنتخبين من البطولة في حالة استمرار أعمال العنف، قبل أن يصدر قرار استبعاد روسيا مع قيد التنفيذ بحال حصول أحداث شغب جديدة.
وقال الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أنه "يأخذ على محمل جد كبير" رسالة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم التي تهدد باستبعاد إنجلترا في حال حدوث أعمال شغب جديدة.
لكن الإنجليز حملوا أسباب أعمال العنف التي شهدتها مرسيليا إلى المتطرفين الروس والرد السيء للشرطة الفرنسية، بدون أن تنسى سمعة مثيري الشغب الإنجليز.
ونقلت صحيفة "تايمز" شهادة جورج آموس (29 عاماً)، أحد المشجعين الإنجليز الذي أكد أنه هوجم مع شقيقه هارولد في مرفأ مرسيليا القديم، ملخصاً بذلك الشعور بالاستياء من قبل الإنجليز فقال: "كان الروس أشبه بفرق موت يرتدي أفرادها الأسود وكل ما كانت تفعله الشرطة هو الاكتفاء بالمراقبة".
أما شقيقه هارولد فقال: "كانوا نحو 300 شخص ظهروا فجأة. كانوا يهاجمون الجميع. كانوا مقاتلي شوارع حقيقيين ولديهم واقيات للوجه وقفازات إم إم إيه (خاصة بالفنون القتالية)".
من جهته، قال ستيف ماكلين (47 عاماً)، لصحيفة "ذي سن": "وجدنا أنفسنا في مواجهة عصابة متوحشين، لصوص عضلات أجسادهم بارزة ممتلئين بالكراهية".
لكن الصحف البريطانية لم توفر الشرطة الفرنسية خصوصاً لاستخدامها الغاز المسيل للدموع وهو أمر لا يتكرر كثيراً في المملكة المتحدة.
وحتى زوجة المهاجم الإنجليزي جايمي فاردي اشتكت في تغريدة على "تويتر" من أنها "تعرضت للغاز بلا سبب واحتجزت وتمت معاملتها مثل الحيوانات".
وقال المتخصص في شؤون مثيري الشغب في جامعة مانشستر جوف بيرسون أنه "خطأ في الاستراتيجية"، وكتب في صحيفة تايمز أن "التكتيك السيء للشرطة هو السبب الرئيسي".
وكانت فرنسا قد بدأت أمس محاكمة عشرة مشجعين متورطين في أعمال العنف في مرسيليا، لكن ليس بينهم روس، إذ أن مثيري الشغب من هؤلاء تمكنوا من الإفلات من السلطات الفرنسية، التي تواجه انتقادات.
وقال النائب العام في مرسيليا بريس روبان أن 150 من مثيري الشغب الروس "المدربين بشكل جيد جداً" متورطون في المواجهات التي جرت في المرفأ القديم في مرسيليا وعرضت صورها في جميع أنحاء العالم.
وأضاف أن المشكلة تكمن في عدم توقيفهم. وأضاف أن هؤلاء "المستعدين على ما يبدو للعمليات البالغة السرعة والعنف" تمكنوا من الإفلات من مراقبة الشرطة بتجنبهم الوصول بالطائرة إلى مرسيليا.
وأوضح أن ستة بريطانيين ونمساوياً وثلاثة فرنسيين سيحاكمون بمثولهم أمام القضاء.
وستطلب النيابة السجن لكل منهم ومنع الفرنسيين بينهم من دخول الملاعب ومنع الأجانب من دخول فرنسا، وهم متهمون "بأعمال عنف باستخدام السلاح الموجه" إلى رجال الشرطة أو مشجعين آخرين.