أثارت صفقة انتقال نيمار من برشلونة إلى باريس سان جيرمان العديد من التساؤلات حول السبب الرئيسي الذي جعل النجم البرازيلي يترك النادي الذي حصد معه العديد من الألقاب ليتجه نحو باريس وناديها الذي لم يحقق لقب دوري أبطال أوروبا من قبل.
وحصل بي إس جي على خدمات هداف سانتوس السابق بعد دفع الشرط الجزائي في عقده والبالغ 222 مليون يورو، مما جعل نيمار أغلى لاعب في تاريخ كرة القدم، وهو ما يعد السبب الأساسي وراء موافقة البرازيلي على ترك كامب ناو.
وكان هذا الانتقال بمثابة الزلزال الذي ضرب برشلونة بعد رحيل ثاني أكبر نجومها، وليعلن نادي العاصمة الفرنسية بدوره عن مشروعه الذي أصيح أكبر قصة رياضية في العالم حالياً.
وأشارت بعض التقارير أن ما فعله نيمار بالرحيل عن البارسا كان ضد رغبة والده، لكن إصراره في الابتعاد عن ظل ليونيل ميسي وعباءته كانت من ضمن الأسباب، لرغبته في التتويج بجائزة الكرة الذهبية المقدمة لأفضل لاعب في العالم وتأكده من عدم حدوث ذلك وهو يلعب مع الأرجنتيني في نفس الفريق كونه كان يواظب على خدمته للتتويج بالجوائز.
وسجل نيمار 27 هدفاً مع الباريسي هذا الموسم في جميع المسابقات حتى الآن، كما صنع 16 هدفاً آخر، مما يشير إلى نجاح تجربته الجديدة حتى الآن، لكن هنالك العديد من العوامل التي تشير إلى أن مغامرة نجم السامبا لن تطول مع باريس سان جيرمان.
وتلوح في الأفق صور لسانتياغو برنابيو معقل ريال مدريد، والذي يبدو قريباً من الحصول على توقيع نيمار، خاصة بعد الموسم الكارثي الذي يقدمه.
ويقترب الملكي من إنهاء الموسم بلا بطولات بعد توديعه كأس ملك إسبانيا وابتعاده بفارق كبير عن برشلونة متصدر الدوري الإسباني.
ويتبقى أمام ريال لقب دوري أبطال أوروبا الذي يدافع عنه، ولكن بانتظاره مواجهة صعبة في دور الـ 16 أمام باريس سان جيرمان الشهر الجاري.
وتأتي واقعة لقاء ديجون ضمن المرحلة الـ 21 من الدوري الفرنسي لتلقي بظلالها حيث شهدت توجيه صافرات استهجان من الجماهير لنيمار بعد إصراره على تسديد ركلة جزاء بدلاً من زميله إيدينسون كافاني الذي كان على بعد هدف وقتها من معادلة رقم زلاتان إبراهيموفيتش كأفضل مسجل في تاريخ النادي، مما يدل على وجود عدة مشاكل يعاني منها نيمار داخل الفريق.
ونشرت صحيفة "ليكيب" الفرنسية في عدد سابق أن نيمار أعرب عن أسفه لانتقاله إلى الدوري الفرنسي، وعدم رضاه عن الحياة في مدينة باريس، وأنه يعترض على محاضرات الفيديو التي يقوم بها المدير الفني أوناي إيمري، لكن مسؤولي النادي يعملون بكل جهدهم من أجل الإبقاء على المهاجم.
وربطت التقارير بين ما يعانيه نيمار في باريس سان جيرمان وبين رغبة فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد في التعاقد مع الدولي البرازيلي الذي يعد العنصر الرئيسي في قائمة غالاكتيكوس ريال القادمة، خاصة أن آخر الصفقات الكبرى التي أبرمها النادي كانت عام 2014 بالتعاقد مع خاميس رودريغيز.
ويعتبر الفوز بدوري أبطال أوروبا الشرط الأساسي الذي حدده ناصر الخليفي مالك باريس سان جيرمان من أجل الموافقة على رحيل نيمار صوب مدريد.
ويحتاج ريال مدريد إلى إصلاح شامل الصيف القادم، ويعتبر نيمار أهم أهدافه خاصة أن اللاعب يرغب في إثبات ذاته والفوز بجائزة أفضل لاعب في العالم، علماً بأن بيريز أخبره سابقاً بأن مفتاح فوزه بالجائزة سيكون من بوابة ريال مدريد.
وخاض نيمار فترة مع مدريد عندما كان في الثالثة عشر من عمره لمدة 20 يوماً، لكنه خشي من عدم الوصول للفريق الأول فعاد للبرازيل، وفي عام 2013، رفض العرض المقدم له من الملكي مفضلاً برشلونة، لكن الوضع الآن أصبح مثالياً لانتقاله إلى النادي المدريدي.