لم يحتاج ليونيل ميسي نجم برشلونة سوى لجولة واحدة فقط في دوري أبطال أوروبا حتى يظهر ما يتطلع إليه هذا الموسم في هذه البطولة الكبيرة، ألا وهو بسط سيطرته ونفوذه عليها.
وتألق النجم الأرجنتيني الليلة الماضية بتسجيل ثلاثية (هاتريك) في شباك بي إس في آيندهوفن الذي تجرع هزيمة ثقيلة برباعية نظيفة على ملعب كامب ناو معقل البارسا، في مستهل مشواره بدوري أبطال أوروبا.
ورغم المقاومة العنيدة التي أبداها آيندهوفن في الساعة الأولى من اللقاء، جاء ميسي بأهدافه الثلاثة لينهي مغامرة الفريق الهولندي، بمساعدة النجم المتألق عثمان ديمبيلي الذي كان أفضل لاعبي الفريق مساندة للأسطورة الأرجنتينية في الجانب الهجومي.
وكانت ثلاثية الأمس الثامنة لميسي في دوري أبطال أوروبا، وهو ما يعد رقما قياسياً، كما أنها جاءت بشكل مذهل وكان أبرزها الهدف الأول الذي جاء من ركلة ثابتة نفذها النجم الفذ ببراعة فائقة.
وقالت صحيفة "ماركا" الإسبانية اليوم الأربعاء، متحدثة عن ميسي: "إنه مهووس بدوري الأبطال"، فيما قالت صحيفة "آس" أن ميسي أعلن عندما تسلم شارة قيادة برشلونة أنه يرغب في الفوز بالنسخة الحالية من دوري الأبطال وأنه بدأ في تنفيذ ما تعهد به.
وأضافت صحيفة "سبورت": "ميسي فاز بالطريقة وفي الوقت الذي أراد على بي إس في".
وخلال كلمته القصيرة التي قالها قبيل انطلاق الموسم، لم يخف ميسي أن دوري أبطال أوروبا هو هدف برشلونة الأكبر بعد ثلاث سنوات سقط فيها الفريق توالياً في ربع النهائي، وهو ما يعد تحدياً كبيراً لأفضل لاعب في العالم وفي التاريخ بالنسبة للكثيرين.
وقال "ليو": "نتعهد بأننا سنقوم بكل شيء ممكن هذا العام من أجل أن تعود هذه الكأس الرائعة إلى كامب ناو".
ورغم أنه دائماً ما كان يعرب عن عدم اكتراثه بالجوائز الفردية، لا يروق لميسي أن يرى نفسه خارج الصراع على جائزة أفضل لاعب في العالم "الأفضل" أو جائزة الكرة الذهبية.
ويرجع هذا إلى إن النجم الأرجنتيني لم يقدم شيئاً بارزاً في دوري الأبطال لسنوات، كما هو الحال بالنسبة لفريقه أيضاً.
ولكن يبدو أن هذا الموسم سيكون مختلفاً بالنسبة للدولي الأرجنتيني الذي بات مستعداً لإحداث تغيير في مجريات الأحداث، ورغم أن مباراة الليلة الماضية كانت الأولى في البطولة الأوروبية، اكتست ملامح ميسي بالجدية الشديدة وقت عزف النشيد الخاص بالبطولة.
والآن علينا أن ننتظر لنرى ما سيقدمه ميسي وبرشلونة في المباريات الأكثر صعوبة، فرغم هذه النتيجة العريضة لم يظهر البارسا أمام آيندهوفن بمظهر الفريق القوي، إلا في اللحظات التي تألق فيها ميسي وأحدث تغييراً في مجريات اللقاء.
لكن الأمر المؤكد الذي لا يقبل الجدل في هذا الصدد هو أن برشلونة يتمتع بوجود لاعب بين صفوفه قادر على حسم أي مباراة عندما يتوقف الفريق عن العمل بشكل جماعي.
وهذا هو ما أثبته ميسي أمام آيندهوفن بأداء مبهر أعلن من خلاله عن نواياه وأحلامه بالنسبة لهذه النسخة من دوري أبطال أوروبا.