أين ذهبت تقنية حكم الفيديو؟ وماذا حدث لها؟ هكذا تساءلت صحيفة "موندو ديبورتيفو" الإسبانية في تقرير لها بعد إسدال الستار على كأس العالم روسيا 2018.
وبعد أن كانت تقنية حكم الفيديو بطلة المشهد في المونديال خلال مرحلة المجموعات، أخذت تتلاشى شيئاً فشيئاً في المراحل الإقصائية.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد أعلن قبل البطولة أن فلسفة استخدام تقنية الفيديو من خلال حكم مساعد يكمن في تحقيق أكبر قدر من الاستفادة مع الحد الأدنى من التدخل في سير المباراة، وذلك لتحقيق العدالة والتقليل قدر الإمكان من الظلم الذي يقع على الفرق بسبب "الأخطاء الواضحة والظاهرة" أو بسبب "عدم الانتباه لأحداث تقع أثناء المباريات".
ولا يمكن إنكار الدور الكبير الذي لعبته التقنية في مرحلة المجموعات، لكن بدءاً من ثمن النهائي لم تشهد أي مباراة اللجوء إلى حكم الفيديو.
وأشارت الصحيفة إلى أن مباراة إسبانيا وروسيا في ثمن النهائي شهدت ركلة جزاء مثيرة للجدل لم يحتسبها الحكم لصالح إسبانيا، ولم يلجأ حتى لتقنية الفيديو مما أثار قدراً كبيراً من الجدل قبل أن يفوز أصحاب الأرض بركلات الترجيح.
وأيضاً في مباراة البرازيل وبلجيكا في ثمن النهائي، طالب نيمار باحتساب ركلة جزاء مثيرة للجدل لصالحه بعد سقوطه، لكن الحكم تجاهل صراخه وانتهت المباراة بفوز الشياطين الحمر بهدفين لهدف.
وبالعودة إلى بداية المونديال، شهدت مرحلة المجموعات دوراً إيجابياً كبيراً لصالح بعض الفرق بسبب تقنية حكم الفيديو.
وضربت الصحيفة مثالاً بهدف مهاجم إسبانيا إياغو آسباس في مرمى المغرب الذي ألغاه حكم الراية في البداية ثم باللجوء إلى الفيديو تم احتساب الهدف، الذي جاء في الثواني الأخيرة لينتهي اللقاء بالتعادل وينقذ إسبانيا من الخروج المبكر.
إضافة لركلة الجزاء التي حصل عليها الفرنسي أنتوان غريزمان في مستهل مشوار البلوز أمام أستراليا وأنقذهم من السقوط في فخ التعادل السلبي.
وفي مباراة السنغال وكولومبيا الحاسمة في آخر جولات دور المجموعات، ألغى الحكم ركلة جزاء كانت ستحتسب ضد كولومبيا مما منحها فرصة الصعود للدور التالي.
من جانبه، يؤكد الحكم الدولي الإيطالي السابق والرئيس الحالي للجنة الحكام في فيفا، بييرلويجي كولينا، أن تقنية الفيديو نجحت بقوة في مونديال روسيا ورفعت نسبة القرارات الصحيحة للحكام إلى 99.3%.
وأشار كولينا إلى أن الحكام اتخذوا بالفعل قرارات صحيحة في 95% من الحالات دون الحاجة للاستعانة بالتقنية، ولكن بعد مراجعة تقنية الفيديو ارتفعت النسبة إلى 99.3 % . لكن الصحيفة تساءلت: لماذا اختفت التقنية في الأدوار الإقصائية ولم تظهر إلا في النهائي عندما احتسبت ركلة جزاء مثيرة للجدل لفرنسا أمس؟