شكلت الأجواء المشحونة داخل أروقة ريال مدريد مادة دسمة للصحافة الإسبانية خصوصاً والعالمية عموماً، وذلك بعد السقوط الثالث في الليغا على يد ريال بيتيس ضمن المرحلة الثالثة عشرة.
وأصبح الريال يتخلف بفارق 11 نقطة عن غريمه الأزلي برشلونة متصدر الدوري، و8 نقاط عن جاره اللدود أتلتيكو صاحب المركز الثاني، وذلك قبل الديربي "الساخن" الذي سيشهده ملعب سانتياغو بيرنابيو الأحد المقبل.
وأثارت تصريحات "ذا سبيشل ون" عقب الخسارة من بيتيس تساؤلات عديدة حول مصير مورينيو مع النادي الملكي بعدما وجه انتقاداته للاعبيه على الأداء أمام الفريق الأندلسي، كما وجه انتقاده لإدارة ناديه لعدم الدفاع عن الفريق والاعتراض على جدول المباريات، فضلاً عن انتقاده للتحكيم وهو ما يقوم به مورينيو عند أي سقوط لفريقه.
هذه التصريحات أثارت غضب إدارة القلعة البيضاء، وهو ما أكده مورينيو الاثنين في المؤتمر الصحفي الخاص بمباراة كأس الملك أمام ديبورتيفو آلكويانو 3-0 التي أقيمت ليلة أمس الثلاثاء عندما قال: "اعلم أن النادي مستاء من تصريحاتي"، لكنه أكد أيضاً على أن علاقته مع الرئيس فلورنتينو بيريز جيدة جداً.
وباتت إدارة ريال مدريد تعتقد أكثر من أي وقت مضى أن المدرب البرتغالي في طريقه للمغادرة مع نهاية الموسم الحالي، وعززت صحيفة "آس" هذه الشكوك عندما أشارت إلى أن مورينيو، على عكس ما فعله أثناء نفس الفترة من الموسمين الحاليين، لم يقدم أية مقترحات للإدارة بشأن المعسكر الصيفي للفريق استعداداً للموسم المقبل، فضلاً عن سفر زوجته وابنته بشكلٍ متكرر إلى لندن حيث تعتزم ابنته الدراسة الجامعية في مدينة الضباب.
مورينيو العد
وخلق المدرب الرتغالي لنفسه عداوة شديدة مع أكثر من جهة بتصريحاته النارية التي اعتاد أن يوجهها هنا وهناك، وهو أمر بات يعكر صفو المدريديين خصوصاً بعد تراجع نتائج النادي في الآونة الأخيرة، إذ قالت صحيفة "ماركا" أن مورينيو يحارب العالم.
وعددت الصحيفة العداوات التي خلقها المدرب البرتغالي منذ قدومه إلى الريال عام 2010، وبدأت بخلافه مع مدير الكرة السابق الأرجنتيني خورخي فالدانو مما تسبب باستقالة الأخير من منصبه، واصطدامه مع جماهير الكامب ناو والمدرب السابق لبرشلونة بيب غوارديولا ومساعده (المدرب الحالي) تيتو فيلانوفا.
كما اصطدم مورينيو مع الحكام لكثرة انتقاده لهم، ومع الاتحاد الأوروبي والدولي لكرة القدم وعدد من مدربي الليغا، فضلاً عن الصحافة.
كل هذه الأمور قد تدفع المدرب البرتغالي إلى الرحيل عن مدريد باتجاه تحدٍ جديد، لكن المدرب البرتغالي يتطلع لترك بصمته في النادي الملكي قبل ذلك والظفر بلقب دوري الأبطال خصوصاً بعدما أصبحت المنافسة على لقب الليغا معقدة بعض الشيء، إذ أن مورينيو حصد مع الريال منذ قدومه لقب كأس الملك والدوري والآن يتطلع لمجدٍ شخصي بالدرجة الأولى وهو الفوز بلقب ثالث له في البطولة الأوروبية العريقة مع ثلاثة أندية مختلفة في ثلاثة بلدان.