من سيخلف فافر بحال رحيله عن بوروسيا دورتموند؟

تاريخ النشر: 02 يونيو 2020 - 12:53 GMT
لوسيان فافر
لوسيان فافر

بات من المستبعد للغاية أن يصبح بوروسيا دورتموند بطلاً للدوري الألماني هذا الموسم، إثر خسارته أمام بايرن ميونيخ في لقاء القمة بهدف دون رد.

أنهى هذا الهدف آمال المدرب لوسيان فافر بقيادة دورتموند للتتويج بواحد من أغرب المواسم التي خاضها في مسيرته التدريبية.

ولأنه كان لقاءً بين منافسين متقاربين، لم يفاجأ أحد بالنتيجة، فقد كان منطقياً أن تكون للحظ الكلمة الأخيرة، إلا أن المفاجأة الحقيقية هي التي انفجرت بعد المباراة، حينما رد فافر عبر شبكة سكاي، حين سُئل عن رده على من كان دائماً يرى أنه غير قادر على قيادة دورتموند إلى اللقب، بالقول: «سألتزم الصمت، وردي سيأتي في الأسابيع القليلة المقبلة».

هذه الجملة فهمها الجميع على أنها إشارة ضمنية الى رحيل وشيك، وسرعان ما التقطها لوثار ماتايوس، أحد أهم المحللين الألمان، حيث قال: «فافر سيرحل في الصيف وسيأتي مكانه نيكو كوفاتش».

رئيس النادي هانس يواكيم فاتسكه زاد من بلة التكهنات، حين صرح بعد ذلك بيوم واحد، بأنه لن يعلق على تصريحات المدرب السويسري، لكنه ألمح في الوقت ذاته الى أن فريقه لن يودع إلى غاية نهاية الموسم ماريو غوتزه فقط.

في المقابل، وجب التنويه الى أن المهارات الفردية والفنية التي يتميز بها لاعبو دورتموند حالياً، تؤهله لما هو أعلى من مهمة مطاردة بايرن ميونيخ، كما حدث في المواسم الأخيرة.

وكان قسم كبير في صفوف مشجعي دورتموند ينتقدون فافر، مشددين على أنه لا يمتلك الجرأة اللازمة لإحراز الألقاب. وإن رحل فافر بالفعل، من هي الأسماء القادرة على ذلك، هل نيكو كوفاتش قادر على قيادة دورتموند للقمة كما قال ماتايوس؟!

نيكو كوفاتش

بعد تجربة مريرة مع بايرن ميونيخ، لم يتعاقد الكرواتي مع أي نادٍ بعد. لماذا ذكر ماتايوس اسمه مباشرة بعد تصريح فافر؟ هل لأن لديه معلومات حجبت عن العامة، أم لأن الأمر يتعلق بمبادرة منه لتسويق اسم زميله القديم على قائمة المرشحين؟

أمر يبقى مبهماً إلى غاية اللحظة، وعلى العموم فالتجربة التي خاضها كوفاتش في ميونيخ وانتهت بإقالته في نوفمبر الماضي، أثبتت ضعف هذا المدرب في التعامل مع الأزمات، وخاصة احتواءها عند بداياتها قبل أن تتحول إلى «ثورة داخلية» كما حدث بينه وبين لاعبي البافاري.

إخفاق كوفاتش لم يمض عليه الكثير وما زال حاضراً في الأذهان، ومن ثم من المستبعد أن تخاطر إدارة دورتموند بالتعاقد مع هذا المدرب، خاصة بعد أن وجد الفريق أخيراً إيقاعه وثوبه.

يوليان ناغلسمان

من الأسماء الواعدة في عالم التدريب، الشاب البالغ من العمر 32 عاماً، طرح اسمه بقوة في ملعب سيغنال إيدونا بارك حتى قبل التعاقد مع فافر، لكن القرار حسم في نهاية المطاف لصالح التجربة مقابل الإبداع.

شق ناغلسمان طريقه مع لايبتزيغ ليثبت مهاراته القيادية بامتياز، خاصة جانبها المتعلق بصناعة وصقل النجوم، كما حدث مع تيمو فيرنر ومارسيل سابيتسار.

يبقى السؤال الآن، هل يرغب ناغلسمان في التخلي عن لايبتزيغ بعد أن تحولت مسيرته مع الفريق إلى تحدٍ شخصي وقد شدد مراراً على رغبته في إتمام تجربة ظهرت نتائجها الطيبة بوضوح إلى النهاية؟

ماوريسيو بوتشيتينو

المدرب الذي قاد عام 2019 توتنهام إلى نهائي دوري الأبطال، من دون عقد، لهذا بات منطقياً أن يطرح اسمه كلما بات هناك مقعد شاغر في الإدارة الفنية لأي فريق كبير.

لكن هناك عاملين أساسيين قد يعيقان تعاقد دورتموند مع المدرب الأرجنتيني، قيمة العقد المالية والتي لن تكون ضئيلة، بينما يصارع دورتموند، كغيره من الفرق، تداعيات جائحة كورونا على دفاتر النادي.

والعامل الثاني يتمثل في أن بوتشيتينيو لا يتحدث الألمانية، وهذا عائق حقيقي للاندماج في البوندسليغا.

آرسين فينغر

أسطورة آرسنال قبل أن يغادر في 2018، من الأسماء التي طبعت كرة القدم الأوروبية سنوات، فالمدرب الفرنسي يتوافر على تجربة هائلة وله مميزات شخصية رائعة.

لكن شخصية فينغر تتقاطع بشكل كبير مع شخصية فافر، فهو أيضاً من محبي كرة القدم الجميلة، لكن خزينته الشخصية من الألقاب متواضعة.

وجه شبه آخر، أن الفرنسي السبعيني ينتمي إلى صنف المدربين «المتزّنين»، وهو ما يعتبره آخرون: «من دون روح الحماسة». أي أن تركيبته النفسية وأسلوبه في التعامل يبتعد كثيراً عما يتوق إليه فريق عاش أفضل فتراته مع مدرب ليفربول الحالي يورغن كلوب، هذا مع العلم أن دورتموند يضم حالياً تشكيلة شابة معظمها في بداية العشرينيات من العمر.