مستقبل لوف مع منتخب ألمانيا على المحك

تاريخ النشر: 15 أكتوبر 2020 - 09:49 GMT
مصير مجهول للوف مع منتخب ألمانيا
مصير مجهول للوف مع منتخب ألمانيا

اعترف يواكيم لوف، مدرب منتخب ألمانيا، بالأخطاء العديدة التي ارتكبها فريقه خلال مواجهة سويسرا، في رابع جولات دور مجموعات دوري الأمم الأوروبية، والتي انتهت بالتعادل (3-3).

وأبرزت شبكة “سكاي سبورت ألمانيا” تصريحات لوف عقب المباراة، حيث قال “كانت مواجهة محتدمة بطريقة لا تُصدق، الفريقين جازفا هجومياً، لكن مع ارتكاب الكثير من الأخطاء”.

واعترف المدرب الألماني بالبداية السيئة لفريقه في المباراة، رغم إشادته بالروح العالية للاعبيه، وهو الأمر الإيجابي وسط عدد هائل من الأخطاء.

وألقت صحيفة “سبورت بيلد” الضوء على الوضع الراهن للمدرب الألماني، الذي بدأ الكثيرون في الاتفاق على انتقاده مؤخراً، وهو ما لم يعتد عليه طوال فترة توليه منصبه منذ 14 عاماً.

وأشارت إلى بدء نفاد رصيد لوف في ظل الانتقادات المحيطة به من رموز كرة القدم الألمانية، أمثال لوثار ماتيوس وباستيان شفاينشتايغر، حيث قام كلاهما بتفنيد أخطاء المدرب الخططية في المباريات الأخيرة، فيما تتفق الغالبية العظمى من المشجعين مع تلك الانتقادات.

وأكدت الصحيفة أن التعادل مع تركيا ودياً (3-3) والتعثر في دوري الأمم لا يهم المشجعين على أي حال، لأن الحكم النهائي سيكون من خلال 3 مباريات سيخوضها الألمان في بطولة يورو 2021، ضد فرنسا، والبرتغال والفائز من المجر أو آيسلندا في الملحق المؤهل للبطولة.

تلك المباريات الـ 3 ستقام في ميونخ أيام 15، 19 و23 يونيو 2021 ضمن مرحلة المجموعات، وهي المواجهات التي ستحدد مصيره بشكل نهائي مع المانشافت، حسبما أفادت الصحيفة.

وسيتحتم على المدرب الألماني من خلال المواجهات الـ3، إعادة بث الأمل في نفوس المشجعين من أجل الظفر باللقب مجدداً، وإلا سيكون مهدداً بخسارة منصبه بعد سنوات طوال على رأس الإدارة الفنية لبطل العالم في 2014.

رغم تحقيق نتيجة محبطة أخرى بالتعادل مع المنتخب السويسري كرر لوف المدير الفني للمنتخب الألماني التأكيد على أن الوصول إلى المربع الذهبي ببطولة كأس الأمم الأوروبية المقررة العام المقبل هو الحد الأدنى لأهداف الفريق في البطولة، معترفاً بأنه يجب تصحيح بعض الأخطاء بالمنتخب.

وبدأ المنتخب الألماني فترة التوقف الدولي الحالية بالتعادل مع نظيره التركي 3-3 ثم حقق انتصاره الأول في دوري أمم أوروبا بالتغلب على نظيره الأوكراني 2-1 السبت الماضي، لكنه عاد لإهدار النقاط بتعادله مع سويسرا.

وكشف لوف “المنتخب يتمتع بالكثير من الإمكانيات. ونحن بحاجة إلى إصلاح أشياء قليلة، لكني أعتقد أن هناك ما يدعو للحماس”.

وأكد المدرب أن العودة بعد التأخر بهدفين وكذلك التعادل بعد التأخر 2-3، كانا من الأمور الإيجابية، لكن آخرين لم يبدوا اقتناعهم بذلك.

وذكرت مجلة “كيكر” الرياضية أن “المنتخب الألماني في مستوى نظيره السويسري لكنه ليس على مستوى النخبة في أوروبا”، بينما وجه نجم المنتخب السابق ماتيوس، انتقادات بشكل خاص لدفاع الفريق ولوف.

وقال ماتيوس في تصريحات لصحيفة “بيلد” الألمانية “قلت بالفعل قبل المباراة أن المنتخب يتمتع براحة أكبر مع وجود ثلاثة مدافعين. لكن لوف أراد تجربة شيء آخر مجدداً”.

ودفع لوف بالرباعي لوكاس كلوسترمان وأنتونيو روديغر وماتياس غينتر وروبين غوسينس في الدفاع أمام حارس المرمى مانويل نوير، لكن ماريو غافرانوفيتش وريمو فرويلير وجدا الثغرات ونجحا في هز الشباك بهدفي التقدم لسويسرا.

أدرك تيمو فيرنر وكاي هافيرتز التعادل لألمانيا لكن غافرانوفيتش نجح في هز الشباك مجدداً في الشوط الثاني قبل أن يسجل سيرج غنابري هدف التعادل 3-3 للمنتخب الألماني.

وتبلغ أعمار اللاعبين الذين سجلوا الأهداف الثلاثة للمنتخب الألماني 25 و24 و21 عاماً، على الترتيب، وهو ما يجسد فعالية العناصر الشابة والسريعة التي يرغب لوف في تطويرها استعداداً لكاس الأمم الأوروبية التي كانت مقررة خلال العام الجاري لكنها تأجلت إلى العام المقبل بسبب أزمة كورونا.

وقال هافيرتز “نحن في منتصف العملية، نحن منتخب شاب. لن نسمح لأنفسنا بالخروج عن المسار بالطبع، وسنواصل العمل على نفس المنوال”.

لا شك في أن لوف لا يزال أمامه المزيد من العمل في الجانب الدفاعي من أجل تحقيق هدف الوصول إلى قبل النهائي في كأس الأمم الأوروبية.

وجاء استثناء تفوق الخبرة على الشباب في صفوف المنتخب، عبر تألق توني كروس لاعب خط وسط ريال مدريد، والذي أصبح اللاعب الألماني رقم 15 الذي يشارك في 100 مباراة دولية.

وقال كروس “كانت بالطبع مباراة خاصة بالنسبة لي، فالوصول إلى المباراة رقم 100 يشكل علامة فارقة. ولكن أي شخص يعرفني، يعرف أن تحقيق النتائج والانتصارات أكثر أهمية بالنسبة لي من زيادة عدد مرات المشاركة”.

وأضاف “لعبت مع العديد من اللاعبين الرائعين وعملت مع أشخاص رائعين على مر سنوات. وأتمنى أن نحقق انطلاقة من هذا النجاح برفقة الفريق الحالي”.

وفي ظل حقيقة أن كروس لا يزال في العام الثلاثين من عمره، فإنه يحظى بفرصة جيدة في التقدم بشكل أكبر في قائمة اللاعبين الأكثر مشاركة مع المنتخب الألماني، لكن في الوقت نفسه، يبدو أن ماتيوس سيحافظ على الصدارة لفترة طويلة، حيث شارك في 150 مباراة دولية.

وقد يسجل كروس مشاركاته الدولية المقبلة في نوفمبر، حيث سيخوض المنتخب الألماني مباراة ودية أمام نظيره التشيكي ثم يواجه منتخبي أوكرانيا وإسبانيا في لايبتزيغ وإشبيلية، على الترتيب، ضمن منافسات دوري أمم أوروبا.

وقبل آخر جولتين من مباريات دور المجموعات، يحتل المنتخب الألماني المركز الثاني في المجموعة الرابعة بمنافسات القسم الأول في دوري الأمم، برصيد ست نقاط، بفارق نقطة واحدة خلف نظيره الإسباني، وبفارق الأهداف فقط أمام المنتخب الأوكراني.

وتتأهل المنتخبات الفائزة برؤوس المجموعات فقط إلى الدور قبل النهائي الذي تقام منافساته في العام المقبل.

وقال مانويل نوير “لم نفقد الأمل وسننظر إلى الأمام الآن. نرغب في تحقيق الفوز في المباراتين (الرسميتين) في فترة التوقف الدولي المقبلة”.