مدرب إنجلترا لا يعتبر ميسي ضمن أفضل 3 لاعبين في العالم

تاريخ النشر: 01 نوفمبر 2017 - 07:24 GMT
رونالدو وميسي
رونالدو وميسي

أقيمت الأسبوع الماضي مراسم توزيع جوائز الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لعام 2017 في العاصمة البريطانية لندن، في ظل حضور كوكبة من النجوم العالميين؛ على رأسهم الأسطورة الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا، والظاهرة البرازيلي رونالدو، والمقدم التلفزيوني الشهير فيليب سكوفيلد.

كانت "أكبر ليلة في عالم كرة القدم»، على حد وصف مذيع شبكة "سكاي سبورت" الرياضية، وكانت مليئة "بالإثارة والبهجة والقيل والقال"، للدرجة التي جعلت الحفل يبدو مثل حفلات نجوم ونجمات السينما العالمية على السجادة الحمراء، في مشهد يلخص بشكل دقيق ما يحدث في هذه المناسبة السنوية.

وكان الحدث الأبرز جائزة أفضل لاعب كرة قدم في العالم، التي كان سيتم اختيار الفائز منها من بين 3 لاعبين لا يوجد أي خلاف على قدراتهم وموهبتهم، وهم: كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد، وليونيل ميسي أسطورة برشلونة، ونيمار الذي انتقل من برشلونة إلى باريس سان جيرمان.

وكما يعرف الجميع، حصل رونالدو على جائزة أفضل لاعب في العالم للمرة الخامسة في تاريخه، ليتساوى بذلك مع منافسه الدائم ميسي، الذي حل ثانياً في التصويت. ولو نظرنا إلى الصورة العامة، ربما يكون الأمر عادلاً، فرغم أن "ليو" أحرز أهدافاً أكثر من نظيره البرتغالي، إلا أن المهاجم البرتغالي قدم موسما استثنائياً مع ريال، وحصل فيه على لقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.

واتضح لاحقاً أن المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، لم يصوت لميسي ضمن أفضل 3 لاعبين، بالطبع لا يمكن الحجر على رأيه بكل تأكيد، فله الحرية المطلقة في اختيار من يشاء، ولكن أي منطق يقول أن ميسي ليس من أفضل 3 لاعبين في العالم؟

بماذا كان ساوثغيت يفكر عندما اختار قائمته؟ هل اللاعب الذي يجري جدلاً كبيراً بشأن ما إذا كان هو أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم على الإطلاق لم يعد يقدم ما يرضي مدرب إنجلترا؟ أم أن المدير الفني للمنتخب الإنجليزي يعتقد أن الـ 54 هدفاً التي أحرزها نجم البارسا، والـ 16 هدفاً التي صنعها لم تكن كافية وأنه كان يتعين عليه القيام بالمزيد؟

هل يمكن للرجل الذي ساعدته خبراته في مجال كرة القدم على قيادة إنجلترا للتغلب على منتخب مالطا "العظيم" وتجاوز منتخب ليتوانيا "العنيد"، أن يجيب على هذه الأسئلة؟

في الحقيقة، يبدو الأمر كما لو كان ليون سميث، مدرب بريطانيا العظمى في كأس ديفيز للتنس، قد صوت على أفضل 3 لاعبين للتنس في عام 2017 ولم يختر روجر فيدرر من بينهم! ويكمن الفرق الوحيد في أن التنس لعبة فردية، لكن كرة القدم لعبة جماعية.

ليفاندوفسكي يواصل مطالبة بايرن ميونيخ بمهاجم
ميسي يخشى خيانة نيمار
3 مرشحين بحال رحيل زيدان عن ريال مدريد
مواجهة نارية بين زيدان وبوكيتينو
إحصائية سلبية لبرشلونة بعد التعادل مع أولمبياكوس

ولو نظرنا إلى اللاعبين اللذين اختارهما ساوثغيت بدلاً من ميسي؛ وهما لوكا مودريتش وتوني كروس، فربما يكون المدير الفني للمنتخب الإنجليزي قد تطرق ضمنياً إلى هذه النقطة، لأن مودريتش وكروس هما زميلا رونالدو في ريال مدريد ويلعبان في وسط الملعب ويخلقان الفرص لرونالدو الذي دائماً ما يحولها إلى أهداف. ولذلك، ربما يريد ساوثغيت أن يقول أن كرة القدم لعبة جماعية، وإن لاعباً بحجم وقدرات رونالدو يعتمد أيضاً على الآخرين.

ولو كان الأمر كذلك، فمن المؤكد ألا تذهب هذه الجائزة إلى رونالدو، الذي تتسم شخصيته بالنرجسية، وهي الصفة التي ستنتقل على ما يبدو إلى نجله البالغ من العمر 7 أعوام والذي كان يجلس بجواره في حفل توزيع الجوائز.

في الحقيقة، لا يعد رونالدو لاعباً جماعياً بطبعه على عكس ميسي، ويمكن رؤية ذلك بسهولة من خلال حركاته وردود الفعل منه عندما يفشل أحد زملائه في الفريق في تمرير الكرة له، أو يصوب كرة خاطئة تجاه المرمى، حيث سرعان ما يظهر الغضب والسخط على وجه النجم البرتغالي.

وكما تركز الجائزة على الأداء الرياضي، فمن المفترض أنها تركز بالقدر نفسه على السلوك العام للاعب داخل وخارج الملعب.

وبصرف النظر عن حياة رونالدو الخاصة، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بشأن اللاعب البرتغالي هو: هل يساعد زملاءه في الفريق على تقديم أفضل ما لديهم؟

اختار ساوثغيت كلاً من مودريتش وكروس، اللذين ساعدا رونالدو على أن يقدم أفضل ما لديه، لكن ماذا عن زميليه في خط الهجوم غاريث بايل وكريم بنزيمة؟ هل ارتفع مستواهما بجواره، أم أنه غالباً ما يتم تهميشهما نتيجة حب رونالدو الدائم للظهور؟ هل يتقلص دورهما في ظل هذا الرجل العظيم؟

وعلى النقيض من ذلك، تلألأ كل من لويس سواريز ونيمار إلى جوار ميسي في برشلونة. لا يوجد أدنى شك في أن ميسي هو الأكثر موهبة من بين اللاعبين الثلاثة، لكن خط هجوم البارسا كان يهاجم بصفته وحدة واحدة، وكان اللاعبون الثلاثة يتقاسمون المجد والثناء معاً. في الحقيقة، يلعب ميسي مع زملائه بشكل جماعي من أجل مصلحة الفريق، ويمتلك قدراً كبيراً من التواضع الذي يمكنه من اللعب والتعاون مع زملائه، حتى لو كان أداء الفريق بالكامل يتمحور حوله.

لكن في المقابل، لا يلعب رونالدو إلا من أجل نفسه، ويسعى دائماً لأن يكون النجم الأوحد وإلى جانبه مجموعة من المساعدين، رغم أنه لا يمكننا أن ننكر أنه لاعب فذ وطموح إلى أقصى درجة، وهي الصفات التي جعلته يحصل على جائزة أفضل لاعب في العالم، لكن المشكلة تكمن في أنه لا يرى إلا نفسه، ويريد أن يسخّر الجميع طاقاتهم من أجل خدمته.

كان رونالدو سعيداً للغاية وهو يحصل على جائزة أفضل لاعب في العالم، وأشاد بزملائه في الفريق، وألقى بالتحية إلى محبيه في جميع أنحاء العالم، لكن التساؤل وارد عن شعور مودريتش وكروس وهما يشاهدان رونالدو يحصل على جائزة الأفضل في العالم. هل أصبحا يدركان أن الحياة في عالم كرة القدم تميل إلى تفضيل المصابين بعقدة الأنانية والنرجسية؟ أم أنهما يشعران بالسعادة لمجرد اختيارهما ضمن أفضل 3 لاعبين في العالم من وجهة نظر غاريث ساوثغيت؟