مبخوت يطارد الأساطير في سباق الهدافين

تاريخ النشر: 20 أكتوبر 2019 - 03:44 GMT
علي مبخوت
علي مبخوت

احتاج النجم الإماراتي علي مبخوت إلى 22 عاماً، من أجل تحطيم الرقم القياسي الإماراتي، المسجل باسم مواطنه، عدنان الطلياني، الخاص بأفضل هدافي المنتخب عبر العصور، حيث وصل مبخوت إلى الهدف 60، بعد تسجيله في شباك تايلاند، ومن قبلها ثلاثية (هاتريك) أمام إندونيسيا، مقابل 52 هدفاً للطلياني.

ويحتاج هداف المنتخب والجزيرة إلى 17 هدفاً لمعادلة رقم بيليه أسطورة الكرة البرازيلية.

وبأهدافه الستين، يحلق مبخوت في سباق الهدافين العالميين، الذي يظهر فيه أسطورة البرتغال كريستيانو رونالدو، على مسافة 14 هدفاً من معادلة أهداف علي دائي، أفضل هداف في تاريخ المنتخبات العالمية، بالرغم من أن المنتخب الإيراني لا يملك سجلاً حافلاً على الصعيد الدولي.

وبلغ "صاروخ ماديرا" هدفه الـ 95 دولياً، قبل يومين، ليزيد رصيده التهديفي التاريخي، مع الأندية ومنتخب بلاده، إلى 700 هدف، مواصلاً كتابة التاريخ على طريقته الخاصة.

ويذكر أن البرتغالي، نجح في تجاوز عدد أهداف مواطنه لويس فيغو عام 2012، عندما سجل هدفه رقم 33 في شباك هولندا، في يورو 2012، ثم صعد إلى الترتيب الثاني في قائمة هدافي البرتغال عبر كل العصور، على حساب النجم التاريخي يوزيبيو، بإحراز الهدف 42 في مرمى آيرلندا الشمالية عام 2014.

وكان منتخب الكاميرون شاهداً على حصد رونالدو لقب هداف البرتغال التاريخي، على حساب بيدرو باوليتا، في مباراة ودية عام 2014 أيضاً، عندما سجل الهدف 48 في مسيرته الدولية.

بعدها انطلق نجم يوفنتوس مغرداً، ليصل إلى 95 هدفاً، في 162 مباراة، بمعدل 0.59 هدف كل مباراة، مع العلم بأن يوزيبيو يملك معدلاً قياسياً يبلغ 0.64 هدف.

والحديث عن سباق الهدافين الدوليين عبر العصور، يحمل كثيرا من الجدل، بسبب زيادة عدد المباريات الدولية في الحقب الحديثة، مقارنة بأجيال الزمن القديم، ويأتي الرد بأن كرة القدم لم تكن بالصعوبة التي نشاهدها الآن، وكان فارق القوة بين المنتخبات الكبرى، ونظيرتها، يسمح للهدافين بهز الشباك بغزارة آنذاك، وبين هذا وذاك، يمكن القول بأن العصر الحالي، شهد تحطيم الكثير من تلك الأرقام القياسية، التي صمدت لسنوات طويلة جداً، مع وجود بعض الحالات، التي لم يتمكن فيها هدافو الحقبة الحديثة، من تجاوز عمالقة التاريخ القديم.

بالطبع، كلما دار الحديث حول رونالدو، يلازمه دائماً اسم الأسطورة ليونيل ميسي، وبرغم الإحباط الذي لاحق الأسطوري مع منتخب الأرجنتين في كثير من المنافسات، إلا أن ميسي يعتلي حالياً قمة هدافي بلاده عبر التاريخ، برصيد 68 هدفاً، وهو ما يوازي ضعف عدد أهداف مارادونا دولياً، حيث تجاوزه "ليو" عام 2013، وهو العام الذي شهد تفوقه على هيرنان كريسبو أيضاً، بعدما سجل هدفه الـ 35.

ثم جاء الدور على ماكينة الأهداف الأرجنتينية، غابرييل باتيستوتا، ليتراجع إلى المركز الثاني في القائمة التاريخية، بعد 14 عاماً، عندما أحرز ميسي الهدف الدولي رقم 55 في شباك الولايات المتحدة، خلال بطولة كوبا أميركا 2016.

وقبل أيام، نجح روميلو لوكاكو، في صناعة تاريخ جديد مع بلاده، بعدما أصبح أول لاعب بلجيكي يسجل أكثر من 50 هدفاً دولياً، حيث احتضنت شباك سان مارينو، هدفيه الـ 50 و51، ليبتعد بفارق كبير عن أصحاب المراكز التالية في قائمة هدافي بلاده عبر التاريخ.

وقبل عامين، كان لوكاكو على موعد مع معانقة التاريخ، بتجاوز رقم الأسطوري، باول فان همست، عندما سجل نجم إنتر هدفه الـ 31، بعدما صمد رقم همست لمدة 43 عاماً.

وهو ما تكرر مع الهداف المونديالي التاريخي، وكبير هدافي الماكينات الألمانية، ميروسلاف كلوزه، الذي قفز إلى صدارة قائمة هدافي منتخب بلاده بعد 40 عاماً، من سيطرة الأسطوري غيرد مولر، الذي سجل هدفه الـ 68 عام 1974، قبل أن يتجاوزه كلوزه عام 2014، بثلاثة أهداف متتالية، وضعته على القمة الآن، ويبدو مستحيلاً أن يتحطم هذا الرقم قريباً، خاصة أن أقرب ملاحقيه من الجيل الحالي، هو توماس مولر، برصيد 38 هدفاً فقط.

نيمار يهدد "الجوهرة السمراء"

يبدو أن كرة القدم والمنطق، لا يتفقان دائماً، وبرغم تفوق هدافي العصر الحديث على كثير من عمالقة الماضي، إلا أن أرقام بعض الأساطير، رفضت الخضوع لثورة الزمن وتطور العصر، ولا يوجد دليل أكبر من بقاء رقم الجوهرة السمراء، بيليه، ثابتاً في تاريخ البرازيل.

منذ عام 1971، حيث يتصدر إمبراطور السامبا قائمة هدافي بلاده، برصيد 77 هدفاً، سجلها في 92 مباراة فقط، بمعدل 0.84 كل مباراة.

ولم يتمكن الظاهرة رونالدو بـ 62 هدفاً أو ماكينة الأهداف روماريو بـ 55، من اللحاق بكبير السيليساو، لكن المشاغب المثير للجدل، نيمار، قد يتمكن من تحقيق المستحيل، لأنه يحتل المركز الثالث خلف رونالدو برصيد 61 هدفاً، بفارق 16 هدفاً عن الأسطوري بيليه.

والغريب أن إيطاليا تشهد ذات الظاهرة، حيث ما زال لويجي ريفا، متمسكاً بقمة هدافي الآتزوري برصيد 35 هدفاً، منذ عام 1973، ويبدو أن ريفا سيبقى الهداف الأول للطليان لفترة أطول، بعدما فشل روبرتو باجيو وأليساندرو ديل بييرو وفيليبو إنزاغي وكريستيان فييري، في اللحاق به خلال السنوات الماضية.

ويكفي القول أن هداف العصر الحالي للآتزوري، هو ماريو بالوتيلي، برصيد 14 هدفاً، عقب اعتزال دانييلي دي روسي دولياً.

أخيراً، يقاتل أوليفييه جيرو وأنتوان غريزمان لمعادلة رقم الأسطوري الفرنسي، تييري هنري، صاحب الـ 51 هدفاً، وبعد مرور 9 أعوام، ما زال جيرو يبتعد بفارق 13 هدفاً، مقابل 22 تفصل غريزمان عن هنري.

ويبدو أيضاً أن رقم دافور شوكر الكرواتي، المسجل عام 2002، لن يتحطم قريباً، بعدما سجل 45 هدفاً دولياً مع بلاده.

تصدر ثنائي أوروغواي الذهبي الحالي، لويس سواريز وإيدينسون كافاني، قائمة عريقة، لمنتخب حصد لقبين في كأس العالم، خلال العصور القديمة، وبقي على رأسها الأسطوري الراحل، هيكتور سكاروني، برصيد 31 هدفاً، لمدة 81 عاماً، حتى جاء الهداف القدير، دييغو فورلان عام 2011، ليتجاوز الرقم التاريخي.

وبعد عامين فقط، سجل سواريز 9 أهداف متتالية، وضعته فوق القمة، متفوقاً على فورلان وسكاروني، وأكمل مهاجم برشلونة مسيرته الرائعة، ليبلغ عدد أهدافه الحالية، 58 هدفاً، يليه شريكه كافاني، برصيد 48 هدفاً.

وكان النجم الإنجليزي الكبير، واين روني، على موعد عام 2015، أمام منتخب سويسرا في تصفيات يورو 2016، ليحطم رقماً قديماً، سجله أسطورة إنجلترا، السير بوبي شارلتون، قبل 45 عاماً، برصيد 49 هدفاً.

وبلغ حصاد روني قبل إعلان اعتزاله الدولي العام الماضي، 53 هدفاً، لكن الفرصة تبدو سانحة أمام هداف الجيل الحالي، هاري كاين، لبلوغ هذا الرقم أو تحطيمه، خاصة أن صاحب الـ 26 عاماً أحرز حتى الآن 28 هدفاً في 43 مباراة، وضعته في المركز الـ 11 في القائمة التاريخية.

كما يُذكَر أن الإسباني دافيد فيا تفوّق على مواطنه راؤول غونزاليس بعد 5 سنوات فقط، عندما سجل فيا هدفه الـ 45 في شباك التشيك، بعدما توقف رصيد أسطورة لا روخا السابق عند 44 هدفاً عام 2006.

كما نجح روبن فان بيرسي، في احتلال قمة هدافي هولندا، برصيد 50 هدفاً، بعد 13 عاماً من تفوق باتريك كلايفرت على جميع الأساطير.