سأل مهاجم باريس سان جيرمان كيليان مبابي مدربه ماوريتسيو بوتشيتينو قبل المواجهة ضد برشلونة عن عدد الانتصارات التي حققها على الأخير عندما كان مدرباً لإسبانيول الطرف الآخر في المقاطعة الكتالونية، فجاءه الرد بأنه حقق ذلك مرة واحدة، فوعده الفائز بكأس العالم 2018 بأنه سيرفع العدد إلى انتصارين.
وفى مبابي بوعده لمدربه مسجلاً ثلاثية رائعة في مرمى البارسا ليقوده إلى فوز تاريخي 4-1 في عقر دار الأخير بملعب كامب ناو، ويخطو خطوة عملاقة نحو ربع النهائي.
كانت المسؤولية كبيرة على مبابي في غياب النجمين نيمار وآنخيل دي ماريا، كما أنه كان عرضة لانتقادات حادة الموسم الماضي عندما فشل في تسجيل أي هدف خلال الأدوار الإقصائية على الرغم من بلوغ فريقه المباراة النهائية وخسارته أمام بايرن ميونيخ 0-1.
بيد أنه كان على الموعد ضد برشلونة الذي تعرض لخسارة فادحة الموسم الماضي أمام بايرن ميونيخ 2-8 وضرب بقوة، ليسجل نقاطاً في السباق المبكر نحو الكرة الذهبية نهاية العام الحالي.
وسجل مبابي ثلاثية رائعة وكان الهدف الأول بعد تلقيه كرة داخل المنطقة فتخلص ببراعة من مواطنه كليمون لونغليه بعد حركة فنية رائعة قبل أن يسدد كرة قوية بيسراه في الشباك، ثم استغل خطأ في تشتيت الكرة من المدافع العائد جيرارد بيكيه ليودع الكرة في الشباك، قبل أن ينهي المهرجان بالهدف الأروع من هجمة مرتدة سريعة وتمريرة متقنة من يوليان دراكسلر ليسدد كرة لولبية سكنت الزاوية البعيدة لمرمى الحارس مارك أندريه تير شتيغين.
وبفضل ثلاثيته، رفع مبابي رصيده إلى 5 أهداف هذا الموسم واحتل المركز الثاني رفقة أربعة لاعبين آخرين علماً بأنه يتصدر ترتيب الدوري الفرنسي أيضاً برصيد 16 هدفاً.
لم يمر تألق مبابي مرور الكرام بعدما تفوق على نجم برشلونة ليونيل ميسي وأشادت به الصحف الأوروبية فكالت له المديح بعبارات “إعصار” و”نووي”.
واعتبرت صحيفة “ليكيب” الفرنسية أن “سان جيرمان نجح في الثأر للريمونتادا الرهيبة التي كان ضحيتها قبل أربع سنوات”، وأضافت “أن تصفع النادي الكتالوني بهذا العنف في ذهاب ثمن النهائي، وأن تحبط سحر ميسي بهذه الطريقة كما لو أنك تضع ولداً صغيراً في الزاوية، كان ضرباً من الخيال وليس واقعاً”.
وتابعت “تخطى سان جيرمان الحقيقة بفضل قوة جماعية قوية وثلاثية لكيليان مبابي النووي”.
في المقابل، لم ترأف الصحف الإسبانية ببرشلونة ووصفت إمكانية قلب الطاولة إياباً بالمعدومة.
وقالت صحيفة “ماركا” الصادرة من مدريد: “برشلونة على مسافة سنوات ضوئية من عهد سيطرته على الصعيد القاري، لقد أذل مرة جديدة في دوري الأبطال”.
وأضافت مشيدة بنجم المباراة المطلق “مر مبابي بمعلب كامب ناو وعصف به كالإعصار، كان عرضاً تاريخياً سيبقى محفوراً في الأذهان إلى الأبد”.
أما الصحيفة الكتالونية الأخرى “سبورت” فاعتبرت أن “باريس سان جيرمان دمر برشلونة” مشيرة إلى أن الأخير “سقط في امتحان أوروبي جديد في وجه منافس تألق في صفوفه العملاق مبابي”.
في المقابل، اعتبرت الصحف الإنجليزية أن النتيجة الكبيرة وتألق مبابي تحديداً يشيران إلى أن المشهد العالمي قد يشهد انتقال السلطة من ميسي إلى مبابي في الفترة المقبلة وقالت صحيفة “ذا سن” “ليونيل ميسي الذي اعتبر لفترة طويلة أفضل لاعب على الكرة الأرضية ليس في جيله فحسب بل على مر الأزمنة، لعب في هذه المواجهة دوراً ثانوياً أمام مبابي”، مشيرة إلى أن النجم الفرنسي “يبدو الآن جاهزاً لخطف تاج الكرة العالمية من ميسي”.
وكان لسان حال “ذي تيليغراف” مماثلاً تقريباً بقولها “كان ميسي النجم المسيطر في السنوات العشر الأخيرة وسيكون مبابي حتماً كذلك في العقد المقبل”.
وختمت “حقق مبابي أبرز هاتريك في السنوات الأخيرة على الصعيد الأوروبي في الوقت الذي خبا فيه بريق ميسي كالشمعة التي تنطفئ تدريجياً”.
شاهد مسؤولو ريال مدريد مباراة برشلونة وباريس سان جيرمان، من أجل متابعة مبابي، مهاجم الفريق الفرنسي، بشكل خاص.
ومن المعروف أن الفرنسي، يعد هدفاً ثميناً لريال مدريد، الذي يسعى إلى تدعيم هجومه بلاعب ذي إمكانات تهديفية عالية، على غرار كريستيانو رونالدو.
وحسب صحيفة “ماركا” المدريدية، فإن أداء مبابي لم يكن مفاجئاً لمسؤولي الملكي، الذين كانوا سعداء به وهو يتسبب في كوابيس لبرشلونة.
ويرتبط مبابي بعقد مع باريس سان جيرمان، ينتهي في صيف 2022، وهو ما سيدفع الميرينغي إلى محاولة ضمه، الصيف المقبل، أو الانتظار للحصول على خدماته مجاناً، عقب نهاية عقده.
وأصبح أيضاً أول لاعب زائر يسجل ثلاثة أهداف في ضيافة برشلونة بدوري الأبطال منذ فعلها أندريه شيفتشينكو مهاجم دينامو كييف في نوفمبر 1997، وهو قبل أكثر من عام على مولد مبابي.
وقال أنتوان غريزمان زميل مبابي في هجوم منتخب فرنسا “يملك باريس سان جرمان نجما للمستقبل وسيكون على نفس مستوى ميسي وكريستيانو رونالدو”.
وكال ماوريسيو بوتشتينو مدرب سان جيرمان المديح أيضاً لمبابي الذي ساعد الأرجنتيني على تحقيق فوزه الثاني فقط على برشلونة بعدما قضى سنوات كلاعب ثم كمدرب للغريم الكتالوني وجاره إسبانيول.