كرة القدم مورد اقتصادي رئيسي لمدينة مانشستر

تاريخ النشر: 08 مايو 2013 - 12:27 GMT
البوابة
البوابة

إذا كان هناك من داعٍ لمزيد من الأدلة على بروز مدينة مانشستر في كرة القدم الإنجليزية، فإنها ستأتي من خلال المبارة النهائية لكأس الاتحاد الأسبوع المقبل.

على بعد نحو 200 ميل من الطريق العام، وبعد نحو أسبوعين من تحقيق مانشستر يونايتد لقب بطولة الدوري الممتاز، يلتقي مانشستر سيتي فريق ويغان أثلتيك في ويمبلي للتنافس على لقب كأس الاتحاد.

لكن الأثر المالي عبر الشمال الغربي يعد على الأرجح أكثر أهمية، إذ تشير أبحاث جديدة إلى أن مانشستر تتمتع بالمعادل الاقتصادي للألعاب الأولمبية كل أربع سنوات، وذلك بفضل أندية كرة القدم المحلية – دون حاجة إلى الاستثمارات الهائلة في البنية التحتية التي عادة ما ترافق الألعاب الأولمبية.

ووجدت الدراسة، التي أجراها مركز أبحاث صناعة الرياضة في جامعة شيفيلد هالام وكامبريدج إيكونومِكس، أن كرة القدم اسهمت بنحو 330 مليون جنيه في إجمالي القيمة المضافة في اقتصاد مانشستر الكبرى عام 2010-2011، حين كان لديها نادٍ آخر في الدوري الممتاز يزيد على ما لديها الآن، وهو بولتون.

مثلاً، قيمة الصورة العالمية التي اكتسبتها مانشستر من خلال فرق كرة القدم تقدر الآن بأكثر من 100 مليون جنيه سنوياً، بحساب المعادل المالي الذي يمكن إنفاقه على الدعاية لتحقيق مثل هذه الصورة.

ويجادل ريتشارد ليز، رئيس مجلس مدينة مانشستر وهو من مشجعي نادي مانشستر سيتي، بأن هذه الصورة يمكن أن تترجَم إلى وظائف كذلك.

ويقول: ''في بيئة عالمية حيث نتنافس مع مدن حول العالم على الاستثمار والوظائف، هذه ميزة تنافسية هائلة''.

وفي الوقت الحاضر توفر كرة القدم بصورة مباشرة 8500 وظيفة كثير منها بدوام جزئي، وهو ما يعادل 5000 وظيفة دائمة.

وفي الأسبوع الماضي رفع نادي يونايتد، المملوك لعائلة غلايزر، توقعاته حول السنة بكاملها بالنسبة إلى الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء، بمقدار ثلاثة ملايين جنيه، لتصل إلى 110 ملايين جنيه، على إيرادات متوقعة مقدارها 360 مليون جنيه.

ويوظف النادي وحده 850 موظفاً، فيما يوظف نادي سيتي نحو 500 شخص، لكن جمهور كرة القدم في مانشستر هو الذي يمتلك الإمكانية لتوليد أكثر النشاط الاقتصادي، فقد شاهد مباريات مانشستر في مايو الماضي، حين كان أكبر ناديين يتنافسان على لقب الدوري، نحو 600 مليون مشاهد في مختلف أنحاء العالم – بما في ذلك مليون مشاهد في الولايات المتحدة، وهو رقم قياسي بالنسبة لمباراة في الدوري الممتاز.

وفي الوقت الذي تسعى فيه الشركات للوصول إلى هذه الجماهير، ارتفعت صفقات رعاية الأندية، فبعد أن دفع بنك ستاندرد تشارتر الذي يركز في عملياته على آسيا 20 مليون جنيه سنوياً إلى ليفربول مقابل رعاية القمصان بعد عام 2011، ذكرت تقارير أن شيفروليه للسيارات دفعت 50 مليون جنيه سنوياً مقابل صفقة مع مانشستر يونايتد. إضافة إلى ذلك، أبرم ملعب أولد ترافورد صفقة مدتها 8 سنوات، قيمتها نحو 240 مليون جنيه مع أون، شركة الوساطة التأمينية الأمريكية، لرعاية ملعبه التدريبي وطاقم التدريب – وهي صفقة لم يكن يحلم بها منذ بضع سنوات.

وفي مانشستر، تدفع شركة طيران الاتحاد، التابعة لأبو ظبي التي هي مقر مالكي سيتي منذ سنتين مبلغاً في حدود 350 مليون جنيه، في صفقة رعاية مدتها عشر سنوات تغطي الملعب وطاقم التدريب وملعباً جديداً للتدريب.

ويهدف مشروع لطيران الاتحاد بقيمة 100 مليون جنيه إلى إنشاء أكاديمية لكرة القدم على غرار أكاديمية برشلونة، من أجل تطوير لاعبين شباب وإنعاش واحدة من أكثر مناطق مانشستر فقراً.

وأغرت خطط مانشستر سيتي منذ الآن محال مثل ويليام موريسون شركة التجزئة، وشركة السندويتشات صبوي، بالقدوم إلى المنطقة.

كذلك افتتحت شركة طيران الاتحاد مركزاً لخدمة الزبائن بالقرب من مطار مانشستر، وهو يوفر 200 وظيفة.

ويشير أليكس روي، من لجنة الاقتصاد الجديد إلى مجمع شركات الملابس التي لا تزال موجودة في الشمال الغربي مثل شركة أومبرو المعروضة الآن للبيع من نايكي والتي تأسست في المنطقة، وكذلك ريبوك في بولتون، ولدى أديداس مقر رئيس في بريطانيا في تشيشاير.

ويلاحظ جيمس داو، مؤسس داو شوفيلد واتس وهي شركة للخدمات المهنية أن الأموال تتزايد في كرة القدم منذ التسعينيات، حين تم تعويم نادي مانشستر يونايتد.

وحتى أجور اللاعبين يمكن أن تفيد المنطقة، فهي كما يشير داو ''تذهب إلى أندية الغولف، والمطاعم ووكالات السيارات''.

ويضيف: ''هؤلاء اللاعبون لديهم كذلك مصالحهم التجارية الخاصة. وهذا يؤمن العمل لمديري الاستثمار''، ويعزز أداؤهم كذلك دخل الفنادق والأماكن السياحية، فحين استضاف مانشستر يونايتد غريمه ريال مدريد في دوري الأبطال في مارس، كانت فنادق المدينة محجوزة بالكامل.

وفي أيام المباريات العادية، ترتفع نسبة الإشغال في المتوسط من 70 في المائة إلى 85 في المائة، وينفق هؤلاء الزوار الدوليون في المتوسط 800 جنيه أثناء الرحلة.

ويعتقد روي أن على الشركات الاستفادة من ''العلامة التجارية مانشستر''، من خلال دعوة الشركاء الأجانب إلى المباريات. وقال أن هذا ساعد من قبل الجامعات المحلية على أن تصبح من أكثر الجامعات التي يحبها الطلاب الصينيون.

وإذا كان بإمكان ويجان أن يختار بين النصر في بطولة اتحاد كرة القدم وتجنب الهبوط من الدوري الممتاز إلى الدرجة الأولى، فإن روي لا يتردد أبداً في أيهما الأجدى من الناحية المالية: ''من وجهة نظر اقتصادية، يجب أن يكون الدوري الممتاز''.