صدام مكرر بين ريال مدريد وليفربول بذكريات نهائي 2018

تاريخ النشر: 06 أبريل 2021 - 09:14 GMT
صلاح لن يضطر لمواجهة راموس من جديد
صلاح لن يضطر لمواجهة راموس من جديد

يجدد ريال مدريد وليفربول المواجهة في دوري أبطال أوروبا في قمة لا تخلو من الندية والإثارة، فيما يتطلع مانشستر سيتي إلى فك العقدة التي لازمته منذ تولي بيب غوارديولا قيادة الفريق وتجاوز عقبة ربع النهائي.

يلتقي ريال مدريد وليفربول الثلاثاء بعد ثلاث سنوات من المباراة النهائية الملحمية لعام 2018 عندما أحرز الملكي لقبه الثالث على التوالي في المسابقة القارية على حساب الريدز، فيما يستقبل سيتي ضيفه بوروسيا دورتموند آملاً في وضع حد للخروج المخيب من ربع النهائي في المواسم الماضية.

في اللقاء الأول الذي سيجمع ريال وليفربول لا تزال ذكريات نهائي 2018 حاضرة بقوة، خصوصاً التسديدة المذهلة لغاريث بايل التي سجل منها الهدف الثاني، إضافة إلى الخطأين الفادحين لحارس مرمى الريدز السابق لوريس كاريوس، والتدخل القوي والمثير للجدل للمدافع سيرخيو راموس على محمد صلاح الذي أدى إلى إصابة الدولي المصري وعدم استكماله المباراة، والحضور الباهت جداً لكريستيانو رونالدو والابتسامة العريضة لزين الدين زيدان والوجه الكئيب ليورغن كلوب.

مرت ثلاث سنوات منذ آخر مرة تصافح فيها المدربان اللذان يعتبران بين أفضل المدربين في العالم حالياً بعد صافرة النهاية.

في غضون ذلك، توقف المدرب الفرنسي عن التدريب لمدة تسعة أشهر في الفترة بين مايو 2018 ومارس 2019، ثم عاد إلى تدريب الملكي دون أن يحقق النجاح نفسه الذي حققه خلال فترته الأولى على دكة الميرينغي.

في المقابل حوّل كلوب ليفربول من مجرد منافس بسيط إلى عملاق أوروبي، ومنذ خيبة الأمل هذه في 26 مايو 2018 في كييف، فاز الألماني بدوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية في عام 2019، بالإضافة إلى لقب الدوري الإنجليزي عام 2020.

ولحظة سحب القرعة، بدا كلوب مرتاحاً جداً بشأن المواجهة المتجددة والحارقة بين ليفربول وريال مدريد.

وقال الألماني حينها “مر أكثر من عامين منذ أن واجهناهم، كانت ليلة صعبة بالنسبة إلينا. أن نحظى على فرصة مواجهتهم مجدداً، فهذا شيء رائع”.

وخسارة نهائي 2018، على الرغم من قساوتها، كانت بمثابة نقطة تحول في مسار ليفربول وساعدت في تشكيل أسطورة كلوب في قلوب جماهير الحمر، وهو الذي خسر ست مباريات نهائية في مسيرته التدريبية مع دورتموند وليفربول قبل التتويج بالكأس عام 2019.

وبعد ساعات قليلة من صافرة النهاية، تم تصوير كلوب وهو يغني مع مجموعة من الأصدقاء، بما في ذلك قائد فرقة البانك روك توتن هوزن، قائلاً “رأينا كأس أوروبا، لكن ريال مدريد هو من كان محظوظاً بالتتويج. نقسم أن نبقى هادئين لنعيدها (الكأس) إلى ليفربول”.

ولدى زيدان، في الفوز كما في الهزيمة، يتعرض المدير الفني الفرنسي الذي قاد النادي إلى ثلاثية غير مسبوقة في دوري الأبطال بين عامي 2016 و 2018، إلى ضغوط مستمرة على مقاعد البدلاء الميرينغي.

وعلى الرغم من أن ريال مدريد هو النادي الإسباني الوحيد الذي لا يزال ينافس على لقب المسابقة القارية العريقة هذا الموسم وفريقه يكافح للاحتفاظ بلقبه بطلاً لإسبانيا، إلا أن زيدان يبدو غير مرتاح البال.

وهناك العديد من الأمور التي تجعل الفرنسي على هذه الحال ليس أولها إصابة القائد راموس الذي سيغيب عن مباراة ليفربول وأيضاً التفكير في لقاء الكلاسيكو المرتقب أمام برشلونة السبت المقبل، ومماطلته حول تمديد عقده، واحتمال موسم جديد دون كل لقب للنادي الملكي، وهي كلها مسائل تثير مخاوف المدرب.

وبعد رحيل نجمه الخارق رونالدو إلى يوفنتوس، حاول تعويضه بإيدين هازارد بصفقة كبيرة، لكن البلجيكي غرق بمستنقع الإصابات لتتعثر عملية إعادة بناء تشكيلة زيدان.

وفيما كان زيدان وفياً لتشكيلة بدأت تتقدّم في العمر، تأثر النادي أيضاً بتراجع ميزانيته جراء الأزمة المستفحلة التي فرضتها تداعيات فيروس كورونا.

لكن أي صفقة من طراز استقدام المهاجمين كيليان مبابي أو إيرلينغ هالاند، قد تعيد ريال سريعاً إلى خارطة المنافسات. حتى ذلك الوقت، يعوّل زيدان على حرسه القديم المؤلف من لوكا مودريتش وتوني كروس وكريم بنزيمة.

وفي لقاء ثان لا يقل أهمية يدرك بيب غوارديولا مدرب سيتي جيداً أن الخطأ ممنوع ضد مضيفه بوروسيا دورتموند في سعيه لفك نحس ربع النهائي.

وأكد غوارديولا بعد تأهله الرابع على التوالي لهذا الدور “لا أفكر في نصف النهائي. أفكر في تقديم مباراة أولى جيدة ثم مباراة ثانية جيدة (ربع النهائي). هذا كلّ ما يهمّني”.

وفرض سيتي نفسه كأحد أقوى المرشحين للتتويج بلقب المسابقة القارية العريقة هذا الموسم من خلال تفوقه اللافت، آخرها تخطيه بوروسيا مونشنغلادباخ في ثمن النهائي بنتيجة واحدة ذهاباً وإياباً 2 – 0.

وفشل سيتي في تخطي ربع النهائي في المواسم الثلاثة الأخيرة، العام الماضي على يد ليون حيث خسر 1–3 في مباراة واحدة في الدورة المجمّعة بسبب فيروس كورونا، وأمام مواطنه توتنهام في العام السابق (0–1، 4–3)، وقبلها أمام مواطنه الآخر ليفربول (0–3 و1–2) في طريق الأخير إلى المباراة النهائية ضد ريال مدريد.

وحتى عام وصول بيب إلى الإدارة الفنية للفريق الأزرق السماوي في 2016–2017، خرج الفريق من ثمن النهائي على يد موناكو (5–3، 1–3).

وقال غوارديولا قبل ثمن النهائي “لست من المعجبين بمن يقولون إن التجارب الماضية تساعدك”، مشيراً إلى أنه في هذه المرة أيضاً سيركز على الحاضر، خاصة وأن سيتي نادراً ما بدا مسلحاً مثل هذا العام ليضع يده على الكأس.

وقال لاعب وسط سيتي السابق أوين هارغريفز “الدفاع لم يكن قوياً مثل الهجوم (في السنوات السابقة) والدفاع الآن هو الأقوى تقريباً”.