يراهن مانشستر سيتي على السجل الذهبي لمدربه بيب غوارديولا من أجل فك عقدته في تجاوز ربع نهائي دوري الأبطال أمام بوروسيا دورتموند، فيما يطمح ليفربول إلى أن يلجأ مدربه يورغن كلوب إلى استنهاض همم لاعبيه ويعتمد خطة ناجحة تقود إلى تحقيق عودة تاريخية أمام ريال مدريد.
ينتظر فريقا مانشستر سيتي وليفربول الإنجليزيان صحوة مدربيهما لتجاوز عقبة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، وذلك عندما يحل الأول ضيفاً على بوروسيا دورتموند في ألمانيا فيما يستضيف الثاني خصمه ريال مدريد على ملعبه آنفليد.
ويستقبل دورتموند نظيره سيتي الأربعاء على ملعب سيغنال إيدونا بارك في إياب ربع النهائي.
وحسم سيتي لقاء الذهاب على أرضه الأسبوع الماضي بنتيجة (2–1)، ويأمل غوارديولا في التأهل لنصف النهائي للمرة الأولى رفقة الفريق الإنجليزي.
ويرى محللون أن سجل المدرب الإسباني مع البطولة القارية يشهد له بأن يكون المرشح الأوفر حظاً، لكنهم يؤكدون أن كرة القدم لها أحكامها التي لا تقبل التكهن المسبق خصوصاً أن نتيجة الذهاب مثلت أبرز إحراج لسيتي على أرضه.
وتذهب بعض القراءات إلى التأكيد على أن غوارديولا يملك سجلاً مميزاً على الملاعب الألمانية في دوري الأبطال يحفزه لتجاوز عقبة دورتموند.
جاءت أولى مباريات الإسباني على الملاعب الألمانية في دوري أبطال أوروبا في موسمه الأول رفقة برشلونة (2008–2009) ضد بايرن ميونيخ في ربع النهائي.
وفاز برشلونة ذهاباً في كامب ناو 4–0 وتعادلا في آليانز آرينا (1–1) ليتأهل إلى النصف النهائي.
في الموسم التالي (2009–2010) واجه غوارديولا مع برشلونة غريمه شتوتغارت في دور الـ 16 وتعادلا خارج ملعبه ذهاباً (1–1) ثم حسم التأهل لربع النهائي بفوزه إياباً في كامب ناو 4–0.
وحقق بيب انتصاره الأول في ألمانيا موسم (2011–2012) عندما واجه باير ليفركوزن رفقة برشلونة في دور الـ 16، إذ فاز ذهاباً (3–1) قبل أن ينتصر في كامب ناو 7–1.
ومع انتقاله إلى تدريب مانشستر سيتي واجه في أول مواسمه بوروسيا مونشنغلادباخ في مرحلة مجموعات موسم (2016–2017) وحينها تعادل خارج أرضه (1–1).
وتجدد الموعد مع الأندية الألمانية في مرحلة المجموعات أيضاً لكن موسم (2018–2019) وحينها تغلب خارج أرضه على هوفنهايم بنتيجة (2-1).
وفي دور الـ 16 من نفس الموسم واجه شالكة وتمكن من الفوز ذهاباً خارج أرضه بنتيجة (3–2) قبل أن يحقق على ميدانه انتصاراً عريضاً إياباً بنتيجة (7–0) ليتأهل إلى ربع النهائي.
وواجه في الموسم الجاري (2020-2021) بوروسيا مونشنغلادباخ في دور الـ 16 من جديد ونجح في الفوز ذهاباً خارج أرضه (2–0) وكرر الانتصار في الإياب على ملعبه بنفس النتيجة ليتأهل إلى ربع النهائي.
ويملك غوارديولا بالتالي محصلة إيجابية أمام الأندية الألمانية على أرضها، حيث سبق وأن واجهها 7 مرات من قبل، حقق خلال تلك المواجهات 4 انتصارات وتعادل 3 مرات ولم يخسر في أي لقاء.
ليفربول يواجه ريال مدريد
على الجهة الأخرى لا يمكن لنادي ليفربول الإنجليزي في حال أراد أن يحقق “ريمونتادا” جديدة في دوري أوروبا، أن يعتمد على موجة من الشغف أو ألوان أو حتى ضجيج جماهيره في مدرجات ملعب آنفيلد لكي يستلهم منها قصة نجاح، عندما يستقبل الأربعاء ريال مدريد في إياب ربع النهائي بعد الخسارة ذهاباً 1–3.
ويسعى “الريدز” لبلوغ المربع الذهبي للمسابقة الأوروبية الأعرق، للمرة الثالثة في الأعوام الأربعة الأخيرة، لكن عليه بداية أن يطلب من مدربه كلوب أن يمنح جرعة ثقة للاعبيه واعتماد خطة ناجحة تقود إلى إقصاء أحد عمالقة الكرة الإسبانية.
دخل كلوب تاريخ ليفربول من بابه الواسع، بعدما قاده إلى تتويجه السادس بالكأس عام 2019، وإلى أول لقب في الدوري الممتاز في عام 2020 بعد 30 عاماً من الانتظار.
غير أن هذا المدرب صاحب الشخصية الفذة، لم يكن قادراً على منع سقوط فريقه من أعالي القمم في هذا الموسم.
فقبل سبع مباريات على نهاية الدوري الإنجليزي، خسر ليفربول لقبه حيث يتأخر في المركز السادس بفارق 22 نقطة عن المتصدر مانشستر سيتي.
ويمكن أن يأتي الخلاص بالنسبة لأبطال أوروبا على الساحة الأوروبية على الرغم من أن الفريق خاض شوطاً أول كارثي أمام ريال على ملعب ألفريدو دي ستيفانو.
لكن الخسارة أمام ريال ليست بقساوة السقوط ذهاباً أمام مواطنه برشلونة (0–3) قبل عامين في نصف النهائي، وذلك قبل أن يزور النادي الكتالوني ملعب آنفيلد في أمسية ستبقى خالدة في الأذهان حين تمكن من قلب تخلفه إلى فوز برباعية نظيفة، في طريقه لإحراز اللقب.
وقال كلوب بعد نهاية مباراة الذهاب أمام ريال “في حال أردت الحصول على ذكريات مؤثرة، عليك أن تشاهد مباراة برشلونة، فـ 80 في المئة من هذه المباراة كانت الأجواء في المدرجات، لذلك نعم، علينا أن نفعل ذلك من دون الجماهير”.
ويمكن لليفربول أن يدّعي أنه عانى أكثر من بقية الأندية من موسم بكامله خلال الأبواب الموصدة بوجه الجماهير، وتحديداً لتلك التي كانت تشعل مدرجات ذا كوب.
فحتى يناير 2021، لم يخسر ليفربول على أرضه في الدوري الممتاز خلال 68 مباراة، إلا أن هذا الإنجاز تلاه السقوط الكارثي إذ للمرة الأولى في تاريخ النادي يخسر في 6 مباريات على التوالي في آنفيلد.
ومن المتوقع أن يجمع كلوب بين تياغو آلكانتارا وفابينيو من أجل محاولة الحد من موهبة لاعبي ريال في الوسط، لكن أمام المدرب الألماني أيضاً خيارات حاسمة عليه اتخاذها في المقدمة.
ومع إدراك كلوب أن فريقه يحتاج لتسجيل أكبر كمية ممكنة من الأهداف، وإن كان قرر وضع ثقته في جوتا والمصري محمد صلاح في الهجوم، على هذين اللاعبين أن يهزا الشباك في حال أراد مدربهما إعادة اكتشاف لمساته السحرية.