في السنوات الأخيرة، جلب ملك ألماني آخر لقب باسم "الملك أوتو" السعادة الكبيرة إلى اليونان عندما قاد المدرب أوتو ريهاغل منتخب البلاد لإحراز لقب بطولة يورو 2004 في أكبر إنجاز كروي تحققه اليونان طوال تاريخها.
وقال ريهاغل قبل مباراة اليوم الجمعة بين ألمانيا واليونان في ربع نهائي يورو 2012: "لدي قلبان يخفقان داخل صدري، فقد أمضيت سنوات عديدة في اليونان، ولكنني بالتأكيد ما زلت ألمانياً قلباً وقالباً. آمل أن يقدم فريقي اليوناني أداء جيداً، ولكنني لن أحزن أيضاً إذا فازت ألمانيا".
كما تشترك اليونان مع ألمانيا في موروث روحاني، فعلى أرضيهما ولد أكثر الفلاسفة تأثيرا في التاريخ.
وكانت فرقة "مونتي بايثون" التمثيلية الكوميدية البريطانية قدمت مباراة كرة قدم تخيلية مضحكة عن هذه العلاقة.
وقد عاد الفيديو المصور لهذه المباراة للتداول من جديد على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت في الأيام القليلة الماضية، وهو ما يعتبر منتج آخر غير متوقع لمباراة الجمعة.
ووسط هذا التصعيد الجدلي، يصر الكثيرون على أن مباراة اليوم مجرد مواجهة رياضية، حيث أشار موقع "جول" نفسه إلى أن الأزمة السياسية لن يتم حلها في الملعب: "اهدأوا، إنها كرة قدم وحسب".
كما حاول يواخيم لوف مدرب ألمانيا أن يبدد التوتر بلباقة نافياً أن تكون هناك أي صفقات بينه وبين أنجيلا ميركل.
وقال لوف: "إنها لا تتدخل في تشكيل الفريق أو خطط اللعب، وأنا أيضاً أنأى بنفسي عن مواقفها السياسية".
ولكن في الوقت نفسه، يمكن لمباراة الجمعة أن تساعد الكثير من الناس على رؤية العدد الكبير من القواسم المشتركة بين ألمانيا واليونان، فقد كان أول ملك لليونان بعد استقلال البلاد من حكم الدولة العثمانية عام 1829 ألمانياً وهو الملك أوتو الأول (1833-1862).
ونظراً لأن اليونانيين اعتبروه مفروضاً عليهم من قبل الدائنين الأجانب، مع التحبيذ بعدم عقد مقارنات مع الموقف الراهن، فقد تم عزله من منصبه ونفي خارج البلاد في عام 1862.