يتمتع نجم يوفنتوس كريستيانو رونالدو بسمعة تألقه في تنفيذ الركلات الحرة، وربما يمكن إنتاج فيلم وثائقي طويل يتناول عدداً قليلاً فقط من أجمل ركلاته الحرة.
ويمكن القول أن البرتغالي حصل على براءة اختراع من الركلة الحرة الشهيرة "الكرة المنحرفة الدوارة"، حيث اختار تنفيذ حركة كرة فريدة لخداع حارس المرمى بدلاً من اللجوء إلى الأسلوب المنحني التقليدي.
ومع ذلك، فقد أثبت أنه سلاح فتاك طوال فترة تعاقده مع مانشستر يونايتد وفي بداياته مع ريال مدريد، حتى أنه سجل مرتين هدفين في مباراة واحدة من ركلتين حرتين، الأولى ضد ستوك سيتي والثانية ضد زيوريخ.
ومن دون سبب محدد، يبدو أن رونالدو فقد لمسته في السنوات الأخيرة ولم يعد بإمكانه إحراز أهداف بصورة متكررة من ركلات حرة بواسطة ركلته الشهيرة.
ومع ذلك، ظلت هناك بعض الحالات الاستثنائية لرونالدو، مثلما فعل عندما فاز منتخب البرتغال على إسبانيا في يونيو 2018 وأحرز خلالها ثلاثية "هاتريك"، آخرها من ركلة حرة بطريقته المعهودة.
غير أن رونالدو كان خلال ذلك يمر بحالة من الجفاف في التسجيل من الركلات الحرة لم يسبق لها مثيل، لم تنته إلا مؤخراً مع يوفنتوس.
فخلال مواجهات كأس الأبطال الودية، الأربعاء، وبعد أن تقدم إنتر ميلان بهدف عكسي أحرزه مدافع يوفنتوس الجديد ماتياس دي ليخت، تمكن رونالدو، البالغ من العمر 34 عاماً، من إدراك التعادل عبر ركلة حرة ثابتة على طريقته (كرة منحرفة دوارة) لم ينجح حارس إنتر سمير هاندانوفيتش في التصدي لها.
المُدهش في الأمر أن هذا الهدف هو الأول من ركلة حرة لرونالدو مع يوفنتوس الذي انتقل له الصيف الماضي، وأول هدف له بهذه الطريقة مع أي نادٍ منذ نهائي كأس العالم للأندية في ديسمبر 2017، عندما سجل لصالح فريقه السابق ريال مدريد أمام غريميو.
وهذا يعني أن 585 يوماً مرت دون أن يسجل "الدون" من خارج منطقة الجزاء بركلة حرة مباشرة سواء لريال مدريد أو ليوفنتوس.
وتبدو هذه الحقيقة الغريبة أقرب إلى "المستحيلات" نظراً لسمعة البرتغالي وسجله الحافل في إحراز الأهداف من الركلات الحرة التي سيبقى أحد أبرز مسدديها على مدار التاريخ.
ولكن مقارنة مع منافسه الأزلي ونجم برشلونة ليونيل ميسي، فقد نجح الأخير في تسجيل 14 هدفاً من ركلات حرة، فيما لم ينجح رونالدو في ذلك منذ هدفه في غريميو في ديسمبر 2017، وبكلمات أخرى، كان ميسي يسجل بمعدل هدف من ركلة حرة تقريباً كل 47 يوماً، مقابل جفاف كامل لرونالدو.
